أخبار الاستدامة

خطط الاستدامة الصحية تتأثر بالتغيرات العالمية الحالية

خطط الاستدامة الصحية تتأثر بالتغيرات العالمية الحالية

للصحة مكانتها في مساعدة الإنسان على القيام بمهمته في تنمية الأرض، وهي القطاع الأهم ضمن القطاعات المستهدفة في جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وهو ما نجده ماثلًا في الهدف رقم (3) الصحة الجيدة والرفاه، غير أنَّ هناك تغيراتٍ عالميةً في الآونة الأخيرة تُقوض من الجهود المحرزة في هذا المجال؛ لذا تابعوا في السطور الآتية أبرز هذه التغيرات.

الصحة العالمية تحذر

لقد أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا خطيرًا بشأن التداعيات الكارثية لتعليق التمويل المخصص لبرامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مشيرةً إلى أنَّ هذا القرار يضع حياة أكثر من 30 مليون إنسان على المحك.

وفي بيانها الرسميّ أكدت المنظمة أنَّ هذه الخطوة لا تهدد حياة المرضى فقط، فقد تتسبب أيضًا في انتكاسة خطيرة لكثير من جهود الوقاية على مستوى العالم؛ وبالتالي ارتفاع معدلات الإصابات والوفيات، وعودة العالم إلى الوراء بعد عقود من التقدم.

ولإدراك خطورة هذا الأمر علينا أنْ نعرف أنَّ الوصولَ إلى العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (Retrovirus) -نوع من الفيروسات المسئولة عن الإصابة بالإيدز والأورام السرطانية- خطٌّ فاصلٌ بين الحياة والموت لملايين الناس المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. ومع ذلك فإنَّ التوقف المفاجئ للتمويل المخصص لهذه البرامج العلاجية قد يؤدي إلى زيادة خطر تفشي الفيروس من جديد، ويجعل العالم أمام أزمة شبيهة بما كان عليه الحال في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، حينما كان الإيدز يحصد أرواح الملايين سنويًّا بسبب غياب العلاج الفعَّال.

برنامج (PEPFAR) العالمي في خطر

ذلك التحول العالميّ الخطير ناتج عن توقف برنامج خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز (PEPFAR)، الذي يُعدُّ أحد أقوى المبادرات العالمية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، حيث جاء توقفه عن العمل بعد أكثر من 20 عامًا -أطلقته الحكومة الأمريكية في عام 2003- وخلال هذه الأعوام أُنقِذَ أكثر من 26 مليون إنسان في حوالي 50 دولةً.

وبعد أعوام طويلة من هذه الجهود العالمية المستدامة تم تعليق تمويل البرنامج، الأمر الذي يضع كل هذه الجهود في خطر؛ إذْ يعتمد ملايين المرضى عليه، وهو أمر قد يتسبب في ارتفاع معدلات انتشار الفيروس في المجتمعات الأكثر هشاشةً.

نداء إلى المجتمع الدولي

بسبب ذلك دعت منظمة الصحة العالمية الحكومةَ الأمريكيةَ إلى إيجاد حلول عاجلة، وإقرار إعفاءات إضافية تضمن استمرار توفير العلاج والرعاية للمصابين، محذرةً من أنَّ تعليق مثل هذا النوع من التمويلات يفاقم الأزمة الصحية العالمية، ويؤدي إلى انهيار برامج الوقاية والعلاج التي استغرق بناؤها عقودًا من الزمان وجهودًا مشتركةً كثيرةً.

كما يُعدُّ تعليق تمويل برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية تهديدًا خطيرًا لمسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف (3) الصحة الجيدة والرفاه، الذي يسعى إلى القضاء على الإيدز بحلول عام 2030، فضلًا عن أنَّ هذه الفجوة التمويلية التي تهدد حياة ملايين المرضى تعزز أوجه عدم المساواة الصحية، مما يقوض مساعي الهدف (10) الحد من أوجه عدم المساواة.

في الختام، فإنَّ حماة الأرض تسلط الضوء على هذا التحذير العالمي؛ لأنه لا يمكن تجاهله، خاصةً إذا كانت حياة الملايين على المحك، فإنَّ صحة الناس في جميع المجتمعات مسئولية خطيرة لا ينبغي التهاون بشأنها، حتى لا يتخلف أحد عن الرَّكْبِ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى