علوم مستدامة

عظماء في تاريخ العلوم.. من المحرك البخاري ومركزية الشمس إلى صناعة القنبلة الذرية

عظماء في تاريخ العلوم.. من المحرك البخاري ومركزية الشمس إلى صناعة القنبلة الذرية

يحفل تاريخ العلوم بعدد كبير من العظماء في مجالات عديدة بين الحقب الزمنية المختلفة. من هنا نسلط معكم الضوء على ثلاثة من أبرز العلماء الذين قدموا بالعلم إنجازات رائدة ومستدامة.

19 يناير 1736: جيمس واط

هل سمعت يومًا ما عن المحرك البخاريّ؟ إذا سمعت عنه فأنت تعرف جيمس واط، ذلك المهندس الأسكتلنديّ البارز، الذي أصبح أشهرَ مَن عملوا على تحسين المحرك البخاريّ من خلال تجاربه على محرك نيوكومن -أول جهاز يحول البخار إلى حركة ميكانيكية- وذلك ما أسهم إسهامًا واضحًا في تحفيز الثورة الصناعية أثناء القرن الثامن عشر.

وكذلك ابتكر جيمس واط -بعد تجارب تحسين المحرك البخاريّ- المضخة الهوائية، ومؤشر البخار، وغيرهما من الابتكارات التي استحق بها عدة براءات اختراع قابلة للاستخدام التجاريّ على نطاق واسع، وبصورة ساعدت الإنسان على تطوير القطاع الصناعيّ.

كما أسس شركة للهندسة، حيث عمل على تطوير مفهوم القدرة الحصانية (HP)، إلى جانب أبحاثه في البخار، وكان لذلك تأثير واضح في مجالات التصنيع والتعدين والنقل؛ فصار رائدًا من رواد الثورة الصناعية؛ ولهذا -وتقديرًا لإسهامه العلميّ كله- أُطلق اسمه على وحدة القدرة الكهربائية “واط”.

15 فبراير 1564: جاليليو جاليلي

كان جاليليو جاليلي عالِمًا بارزًا أسهم في تطوير علمَي الفيزياء والفلك، وأثبت خطأ نظريات أرسطو حول الحركة من خلال الملاحظة والتجربة، ودرس السرعة والجاذبية والسقوط الحر، ووضع أُسس القصور الذاتيّ.

ومن بين إنجازاته البارزة تجربة برج بيزا المائل، التي أظهرت أنَّ الأجسام تسقط بالسرعة نفسها دون النظر إلى وزنها. وكذلك طوَّر أول مقياس حرارة هندسيّ، ودرس حركة البندول؛ فساعد ذلك -لاحقًا- على تطوير الساعات.

وفي عام 1609 صنع جاليليو منظارًا محسَّنًا مكَّنه من رصد تضاريس القمر، واكتشاف أقمار كوكب المشتري، وإثبات أنَّ مجرة درب التبانة مكوَّنة من نجوم منفصلة، ثم كان أبرز إسهام له في تاريخ البشرية حين دعَّم نظرية كوبرنيكوس القائلة بمركزية الشمس؛ ومِن ثَمَّ لُقِّب بـ”أبو العلم الحديث”.

3 مارس 1917: سميرة موسى

في الثالث من مارس عام 1917 وُلِدت سميرة موسى؛ أُولى امرأة مصرية تحصل على الدكتوراة في الإشعاع النوويّ، لتُقدم إلى مصر والعالم كله إنجازات علمية رائدة في مجال الذرة، وهي التي حصلت أولًا على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراريّ للغازات، ثم سافرت إلى بريطانيا لاستئناف دراستها عن الأشعة السينية.

وهناك حازت درجةَ الدكتوراة التي توصلت بها إلى معادلة مهمة، هي إمكان صناعة القنبلة الذرية من مواد رخيصة كالنحاس، لتكون في متناول الجميع، وبما يخدم مصلحة البشرية؛ للوقاية من شرور الحروب في جميع الأوطان.

ولم تكتفِ العالمة المصرية سميرة موسى بالبحث العلميّ فحسبُ، وإنما عملت على نقل المعرفة إلى وطنها مصر، حيث أسست هيئة الطاقة الذرية عام 1948. وأمَّا في المجال الطبيّ فكانت رائدة في الدعوة إلى استخدام الطاقة النووية لعلاج السرطان بالذرة، ورغبت في أنْ يكون هذا واقعًا ملموسًا مثل العلاج بالأسبرين.

ختامًا، فإنَّ كل تلك الجهود العلمية صنعت حاضر العالم ومستقبله، وساعدت على تطوير حياة الناس في كل مكان، وهو الهدف الذي من أجله تسلط حماة الأرض الضوء على مثل هؤلاء العلماء؛ تأكيدًا لحقيقة أنَّ العلم طريق الاستدامة الأول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى