محمود محيي الدين.. مسيرة خضراء وإنجازات مستدامة
محمود محيي الدين.. مسيرة خضراء وإنجازات مستدامة
تجسيدًا لروح الدولة الحديثة، جاءت مسيرةُ مصر التنموية شاملةً كلَّ مناحي حياة المواطنين، بصورة تربط الحاضرَ بالمستقبل؛ لذا كانتِ التغيُّراتُ المناخيةُ -بما لها من تداعيات إقليمية ودولية- الملفَّ الأبرزَ في “رؤية مصر 2030”. ومِن هنا دعمت مصرُ الرجالَ القادرينَ على تنفيذ رؤيتها الاستراتيجية في ما يخص التنمية المستدامة وأهدافها، والبيئة ومواردها. وكان من بين هؤلاء شخصيةٌ استطاعت -بحضورها الدوليّ وإنجازاتها السبَّاقة في مجال التنمية والبيئة- أنْ تعكسَ دورَ مصر الرياديّ في هذا المجال؛ إنه الدكتور/ محمود محيي الدين “المبعوث الخاص للأمم المتحدة المَعْنِيُّ بتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة”.
إنَّ للدكتور/ محمود محيي الدين إنجازاتٍ عديدةً في مصرَ وخارجِها، وهي إنجازات دَفَعَ بها -وما يزال- خططَ المؤسسات المَعنية نحو تحقيق أهداف التنمية وتنفيذ توصيات الحفاظ على البيئة؛ لذا تُسلط مجلةُ حماة الأرض الضوءَ -من خلال هذا المقال- على بعض إنجازاته وجهوده التي بذلها في المدة بين انعقاد COP27 وانعقاد COP28؛ إيمانًا بدوره المهم في تحقيق تطلعات القيادة السياسية إلى تنمية شاملة وعادلة.
-
المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء
في البداية كانت مكافحةُ التغيُّرات المناخية في حاجَةٍ إلى زيادة الوعي المصريّ بأهمية الحفاظ على البيئة؛ لذا دشَّنت مصرُ المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية”، وهذا في إطار رئاسة مصر لـCOP27 عامَ 2022، وفي سياق تحسين نوعية الحياة؛ تنفيذًا للاستراتيجية الوطنية لتغيُّر المناخ 2050.
إنها المبادرة التي قال محيي الدين عن أهميتها: «استهدفتِ المبادرةُ رفعَ الوعي لدى المجتمع المصريّ بقضايا المناخ، وهو ما بدأ يتحقق بالفعل، كما استهدفتِ المبادرةُ توطينَ أهداف التنمية المستدامة في جميع المحافظات -بالتعاون مع جميع الأطراف المحلية والمنظمات الدولية- ورسمَ خارطة للاستثمار في محافظات مصر، من خلال مشروعات تتسم بأنها صديقة للبيئة، وتُحقق أقصى استفادة من التحول الرقميّ».
-
مبادرة حياة كريمة من أجل إفريقيا
في يوم الزراعة والتكيف -ضمن أيام مؤتمر المناخ السابع والعشرين في مدينة شرم الشيخ- شارك الدكتور/ محمود محيي الدين في إطلاق “مبادرة حياة كريمة من أجل إفريقيا قادرة على الصمود أمام التغيُّرات المناخية”، وهناك قال: «قمة شرم الشيخ هي قمة تنفيذ التعهدات والشراكات، وإطلاق مبادرة “حياة كريمة من أجل إفريقيا” تأتي في إطار توطين العمل التنمويّ، بعيدًا عن قضايا المركزية واللامركزية».
-
مؤتمر بون
في مؤتمر بون دارتِ المناقشاتُ -بشكل خاص- حول دور القطاعات غير الحكومية في تعزيز آليات تمويل المشروعات المناخية في الدول النامية، وهناك قال الدكتور/ محمود محيي الدين: «لتدفق السيولة التمويلية من المصادر المحلية أهمية كبيرة، وأيضًا تخفيف الاعتماد على الديون لتمويل العمل المناخيّ في الدول النامية، ويجب تبني مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف سياساتٍ أكثر فاعليةً للتمويل المُيسر».
-
أسواق الكربون الإفريقية
كانت “مبادرة أسواق الكربون الإفريقية” ضمن الجهود التي بذلها الدكتور/ محمود محيي الدين، وهي مبادرة ذات صلة بتطوير آليات التمويل المناخيّ، ودعم مشروعات التحول الأخضر في الدول -النامية تحديدًا- الإفريقية. وكان محيي الدين أحدَ المشاركينَ في إطلاقها على هامش مؤتمر الأطراف السابع والعشرين، حيث قال عنها: «يمكن لأسواق الكربون أنْ توفر حوالي ٣٠ مليون فرصة عمل بحلول ٢٠٣٠».
-
صندوق الخسائر والأضرار
صندوق الخسائر والأضرار هو الصندوق الذي كان إنشاؤه خطوةً تاريخيةً في COP27، حيث سعتِ الرئاسةُ المصريةُ للمؤتمر إلى إنشائه باعتباره فرصةً لإعادة تطوير آليات التمويل المناخيّ، التي تُنفذها مؤسسات التمويل والبنوك الدولية، المَعنية بتقديم الدعم الماليّ إلى دول إفريقيا النامية، المتأثرة بالتغيُّرات المناخية.
وعن هذا الصندوق قال الدكتور/ محمود محيي الدين: «إنَّ قمةَ شرم الشيخ للمناخ نجحت في تحقيق إنجاز تاريخيّ غير مسبوق في القمم السابقة، وهو إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، وسيكون هذا الصندوق ممولًا، وله لجنة انتقالية محددة المهام».
-
مؤتمر إعادة التصور: نحو نظم تدوير شاملة ومبتكرة
أثناء مشاركته في مؤتمر إعادة التصور كان للدكتور/ محمود محيي الدين حديث مفصل حول مخرجات COP27، ومدى أهمية الاستدامة لعالمنا الذي يواجه تغيُّراتٍ مناخيةً غير مسبوقةٍ؛ قائلًا: «تتطلب الاستدامة وتحقيق أهداف التنمية -بما في هذا أهداف المناخ- توافر حلول علمية قابلة للتطبيق والاستثمار في المعرفة والوعي المجتمعيّ». وقال أيضًا: «إنَّ تحقيقَ أهداف التنمية المستدامة يحتاج إلى ثلاثة أمور أساسية: الحلول العلمية، ومشاركة المعرفة، وتنمية المهارات من خلال الاستثمار في رأس المال البشريّ؛ للاستفادة مما يتيحه العِلم من حلول».
بين 4 و6 سبتمبر من عام 2023 شارك الدكتور/ محمود محيي الدين في “قمة إفريقيا للمناخ”، التي عُقِدت في العاصمة الكينية نيروبي، وهناك أفاد بأنَّ: «تمويل مشروعات المناخ في إفريقيا يجب أنْ يراعي أزمات الديون، التي يعاني منها عدد من الدول، كما يجب أنْ يراعي أولويات العمل المناخيّ في إفريقيا من خلال التركيز -بشكل أكبر- على أنشطة التكيف».
-
COP28 في دبي
كان تفعيل صندوق الخسائر والأضرار في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين بالإمارات استكمالًا للقرار التاريخيّ الذي اتخذته الأطراف -بجهود الرئاسة المصرية لـCOP27 عام 2022- بتدشين الصندوق. وفي هذا المؤتمر المناخيّ -COP28- تحديدًا في جلسة نقاشية بعنوان: تحفيز تمويل أنشطة التكيف وسد الفجوة السياسية؛ أشاد محيي الدين بدور الرئاسة الإماراتية للمؤتمر في تفعيل صندوق خاص بالتمويل المناخيّ، حيث قال: «إنَّ إطلاقَ صندوقٍ لتمويل العمل المناخيّ بقيمة 30 مليار دولار، سيكون نموذجًا فعَّالًا في تمويل العمل المناخيّ بأسلوب عادلٍ وشاملٍ».
-
الدكتوراه الفخرية
لمَا للدكتور/ محمود محيي الدين من إسهامات عظيمة في تحقيق التنمية المستدامة -خاصةً التنمية الاقتصادية- منحته جامعة عين شمس الدكتوراه الفخرية. وهناك قال بعدما شكر الجامعة: «إنَّ العالمَ اليوم يشهد أزمات متعددة نتيجة مشكلات كبرى تُسبب تغيراتٍ اقتصاديةً واجتماعيةً داخل الدول وبين الدول وبعضها. وهذه المشكلات هي: تغيُّرات عدد السكان، وتغيُّر المناخ، ومشكلات البطالة، وتفشي الأوبئة والأمراض، وارتباك أسواق السلع الرئيسية، والثورة الصناعية الرابعة وتأثيراتها، والتغيُّر المستمر لمركز الجاذبية الاقتصادية تجاه الشرق».
في الختام، نؤكد أنَّ ما سبق مجرد أمثلة لإنجازات عديدة من المسيرة الممتدة لرائد المناخ المصريّ، الذي استطاع أنْ يجعل من قضايا التنمية وملف البيئة واقعًا ملموسًا، ليس على مستوى السياسات والاستراتيجيات الوطنية فقط، وإنما -أيضًا- على مستوى الوعي الشعبيّ، حيث كان الدكتور/ محمود محيي الدين -وما يزال- صاحبَ جهود فعَّالة وخطوات في أرض الواقع محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا؛ لأجل عالم أخضر وحياة مستدامة.