خطى مستدامة

مرسيدس-بنز وخطوة جديدة على طريق الاستدامة

الشركــــــة الألمانيــــة تضع حجر أساس أول مصانعها لإعادة تدوير البطاريات

مرسيدس-بنز وخطوة جديدة على طريق الاستدامة

مرسيدس-بنز وخطوة جديدة على طريق الاستدامة

احتفل عملاق صناعة السيارات الألماني مرسيدس بنز بوضع أول لبنة في مصنع جديد لإعادة تدوير البطاريات في كوبنهايم – ألمانيا، وهذا في ضوء استراتيجية الشركة لتحقيق الاستدامة في عملياتها وتقليل استهلاك الموارد، بما في ذلك بطاريات السيارات التي أصبحت مُسْتَخْدَمَةً على نطاق واسع مؤخرًا في السيارات الكهربائية، وكذلك في السيارات الهجينة. تستهدف مرسيدس من خلال هذا المصنع تحويل عملية إنتاج البطاريات إلى الاقتصاد الدائري، حيث يمكن الحد من إنتاج البطاريات من المواد الخام البكر.

ولتوضيح الأمر، فإنَّ المقصودَ بالبطاريات هنا بطاريات الليثيوم الكبيرة التي تُستخدمُ في السيارات الكهربائية والهجينة لتشغيل المواتير الكهربائية، وليست تلك البطاريات التقليدية (بطارية الرصاص وحامض الكبريتيك) التي نشتريها، ثم نغيرها في كل عام أو اثنينِ؛ وذلك بهدف الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري ومحركات الاحتراق الداخلي.

الأول من نوعه في أوروبا

بطاريات الليثيوم تتكون بشكل أساسي من أملاح الليثيوم والجرافيت أو الكربون، بالإضافة إلى بعض الفلزات الأخرى، مثل: الماغنسيوم، والنيكل، والكوبلت؛ وبالتالي اعتبار إعادة تدوير البطاريات المستهلكة أو التالفة أمرًا ذا أهمية في حفظ الموارد، وجعل التحول إلى هذه البطاريات بدلًا من الوقود الأحفوري تحولًا نحو الأخضر بشكل حقيقي.

المرحلة الأولى من المصنع ستشمل الانتهاء من وحدة التفكيك الميكانيكي لبطاريات المركبات الكهربائية المستعملة، ومن المتوقع الانتهاء من هذه المرحلة في نهاية العام الجاري، وبعد بضعة أشهر سيتم إنشاء مصنع تجريبي لاستخراج المعادن من البطاريات المنتهية باستخدام تقنيات علم الفلزات المائي “Hydrometallurgy”. يُعَدُّ هذا المصنع المستخدم لهذه التقنية الفريدة الأولَ من نوعه في أوروبا، ليفتح الطريق أمام مُصَنِّعِي السيارات حول العالم؛ لأخذ خطوات مستدامة في عملياتهم الإنتاجية.

مرسيدس بنز

استثمارات مرسيدس ستتخطى العشرة ملايين يورو لبناء المصنع الجديد، ليكون محايدًا للكربون، بالإضافة إلى تمويل وزارة الاقتصاد وحماية المناخ الفيدرالية الألمانية، باعتباره جزءًا من مشروع بحثي علمي. المصنع الجديد للصانع الألماني يمثل خطوة حاسمة في استراتيجية عمل مرسيدس-بنز المستدامة، التي تشمل تحويل جميع سياراتها لتعمل بالكهرباء بدلًا من الوقود الأحفوري.

وبنهاية عمليات إنشاء مصنع إعادة تدوير البطاريات في كوبنهايم، ستكون المنشأةُ قادرةً على عمل جميع الخطوات الخاصة بعملية إعادة التدوير، بدءًا من التفكيك الميكانيكي، ومرورًا بعمليات التقطيع والفرم، وحتى المعالجة لاستعادة المعادن المرغوب فيها.

تحقيق الاقتصاد الدائري

تقنيات علم الفلزات المائي تتيح عملية استرداد المواد المكونة للبطاريات بنسبة تفوق 96٪، ما يحقق مبدأ الاقتصاد الدائري بشكل حقيقي في عمليات إنتاج بطاريات السيارات. تتعاون مرسيدس في هذا المشروع مع شريك تقني هو «Primobius».

التقنية المطورة من قِبل «Primobius» تعمل على استرداد المواد القيِّمة من البطاريات في الأجهزة الإلكترونية، وهذا لاستعادة عناصر مثل: الكوبالت، النيكل، الليثيوم، النحاس، الحديد، الألومنيوم، الكربون، البلاستيك، والمنجنيز؛ ومِن ثَمَّ إعادة توجيه هذه العناصر المُسْتَعَادَةِ لتُسْتَخْدَمَ في منتجات قابلة للبيع، ويمكن إعادة استخدامها في سلسلة التوريد الخاصة بإنتاج البطاريات.

عملية إعادة تدوير البطاريات تشمل مرحلتينِ رئيسيتينِ، الأولى: تفكيك البطاريات وتقطيعها، ومِن ثَمَّ تصنفيها للاستفادة من المكونات الخارجية للبطاريات، مثل: الأغلفة المعدنية، والبلاستيك، وغيرها. والثانية: مرور المواد المتبقية بعمليات الرشح الكيميائي (Leaching)، ثم التنقية والترسيب، وفي النهاية عملية التكرير لإنتاج المنتج النهائي من المواد الكيميائية.

من المتوقع أنْ يتمتع المصنع التجريبي بسعة إعادة تدوير سنوية تقدر بـ 2500 طن، كما أنَّ المواد التي سيتم استعادتها من إعادة تدوير البطاريات سَتُوَجَّه مرَّةً أخرى في دائرة الإنتاج لتصنيع أكثر من 50,000 وحدة بطارية جديدة من مختلف طرازات مرسيدس-بنز الكهربائية والهجينة، وبناءً على نتائج هذا المصنع التجريبي ستبحث مرسيدس إمكانيةَ رفع السعة التشغيلية، وزيادةَ معدلات إعادة التدوير على المدَى المتوسط والمدَى الطويل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى