نيفين القباج.. الرائدة في الاستدامة المجتمعية
نيفين القباج.. الرائدة في الاستدامة المجتمعية
في الأيام القليلة المقبلة سوف يحتفل العالم بـ”اليوم الدوليّ للمرأة”، الذي يوافق الثامن من مارس كل عامٍ، وفيه تسعى الأمم المتحدة واليونيسف والعالم كله إلى تسليط الضوء علَى دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فهو يوم دوليّ تستعين به شعوبُ العالم علَى دعم استراتيجيات تمكين المرأة في كل مكان، وهو ما يجعل من خطوات تعزيز حقوقها -اجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا- ضمانًا لتنفيذ تطلعات وآمال شطر المجتمع.
هذا العام -عام 2024- هو العام الثاني علَى التوالي، الذي تشارك فيه حماةُ الأرض الاحتفالَ باليوم الدوليّ للمرأة، من خلال تسليط الضوء علَى إنجازاتِ سيداتٍ مصرياتٍ وعربياتٍ بارزاتٍ ورائداتٍ -عِلميًّا وعَمليًّا- في مجالاتهنَّ؛ لذا تصحبكم المجلةُ في الأيام القادمة عبْرَ رحلة -سلسلة مقالات اليوم الدوليّ للمرأة- معبِّرةٍ عن نماذج نسوية مُشرِّفة، أشرقتْ شمسُ مسيرتها المهنية في سماء مصر والعالم العربيّ، وهذا من خلال إنجازات ألهمتْ نساءَ العالمِ كله؛ ليكون تمكينهنَّ أسلوبَ حياة عادلة، وصورةً من صور تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أمَّا عن بطلة هذا المقال فهي الدكتورة/ نيفين القباج “وزيرة التضامن الاجتماعيّ“، التي نُكَرِّمها للعامِ الثاني علَى التوالي، وسوف نسلط الضوء علَى إنجازاتها وجهودها خلال العام الماضي؛ فهي التي بدأت مسيرتها المهنية بالعمل باحثةً في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وهذا قبل أنْ يكون عامُ 1992 عامَ حصولها علَى درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة كارلتون بكندا، وفي هذا البلد عملت منذ عام 1995 في جامعة أوتاوا.
بعد ذلك بثمانية أعوام -في 2003- عادتِ الدكتورةُ/ نيفين القباج إلى مصرَ، حيث أصبحت مستشارةَ التخطيط الاستراتيجيّ في المجلس القوميّ للطفولة والأمومة، وفيه استطاعت إعداد استراتيجية وطنية تحت عنوان: أوقفوا العنف ضد الأطفال؛ مما أهَّلها بعد عامينِ لإدارة برنامج حماية الطفل في مكتب يونيسف مصر.
ثم تكلَّلت جهودها في يونيو 2018 باختيارها نائبةً لوزير التضامن الاجتماعي، ثم بعد هذا أصبحت وزيرةَ التضامن الاجتماعيّ، لتبدأ قصةً جديدةً مِن قصص النجاح والتنمية، كان آخرها رئاستها لأعمال مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب في دورته الثالثة والأربعين، نهاية العام الماضي.
لقد كانت للدكتورة/ نيفين القباج جهودٌ ونجاحاتٌ في وزارة التضامن الاجتماعيّ، حيث نفَّذت سياساتٍ خاصةً بالحماية الاجتماعية لكل طبقات الشعب، ولمن هم أولى بالرعاية، حيث خصصت لهم موازنةً ماليةً لم تحدث من قبل، بما فيها الدعم الماديّ “تكافل وكرامة”، وهذا في ظل عقد اجتماعيّ جديد بين الحكومة والشعب، وقائم علَى المشاركة.
هذا بالإضافة إلى ما قدمته الدكتورة/ نيفين القباج من خلال وزارة التضامن الاجتماعيّ بخصوص تقديم الخدمات الأساسية في الريف والحضر والمناطق الصحراوية، وكذلك إنشاء صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، وغيره مِن خدمات الدعم النفسيّ والتأهيل الاجتماعيّ، مع برامج التمكين الاقتصاديّ، وتدريب المتعافين علَى حِرَفٍ يحتاجها سوقُ العمل، وغيرها من الإنجازات الإنسانية، التي شملت كلَّ فئات المجتمع، منذ الألف يوم الأولى حتى سن المعاش.
إنَّ الدكتورة/ نيفين القباج سيدةٌ مصريةٌ جعلت من حياتها المهنية فرصةً كبيرةً لتحقيق طموحات فئات كثيرة من المجتمع؛ لتكون مسيرتُها بحق مسيرةً مستدامةً، وصورةً فعليةً من صور التضامن بين الإنسان وأخيه؛ وسعيًا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي تتماشى مع التوجهات المصرية في الأعوام الأخيرة. وذلك كله يجعل من الدكتورة/ نيفين القباج -وزيرة التضامن الاجتماعيّ- نموذجًا رائدًا وملهِمًا لنساء مصر والوطن العربيّ.