هل تقترب الأرض من يوم لا ينتهي؟
هل تقترب الأرض من يوم لا ينتهي؟
يواجه كوكبنا تحديات غير مسبوقة بفعل التغير المناخي، وهذه التغيرات لا تقتصر على ارتفاع درجات الحرارة، أو الكوارث الطبيعية فقط، وإنما تشمل ظواهر فلكية قد تؤثر في حياتنا بشكل غير مباشر؛ لذا تستعرض حماة الأرض في هذا المقال تأثير التغير المناخي في حركة الأرضِ، وكيف أن ذوبان الجليد قد يؤدي إلى إطالة اليوم، وتغيير محور دوران كوكب الأرضِ، فتابعوا القراءة لاكتشاف المزيد حول هذا الموضوع المهم.
التغير المناخي ليس مجرد ظاهرة تتجسد في الطقس الحار أو الأمطار الغزيرة، فإن تأثيره يشمل حركة كوكبنا نفسه، حيث كشفت دراسة حديثة -وهي دراسة مدعومة من وكالة ناسا- أن ذوبان الأغطية الجليدية في منطقتي القطب الشمالي والقطب الجنوبي يسبب تباطؤًا تدريجيًّا في دوران الأرضِ؛ مما يؤدي إلى زيادة طول اليوم، ويشير في الوقت نفسه إلى مدى تأثير الأنشطة البشرية في كوكبنا.
السبب وراء إطالة اليوم
في دراسة نشرتها أكاديمية العلوم الأمريكية (PNAS)، تبين أن تباطؤ دوران الأرضِ يرجع إلى التغير في توزيع الكتل على سطح كوكبنا؛ فمع ذوبان الجليد في المناطق القطبية تتدفق المياه إلى المحيطات الاستوائية، مما يغير من مركز جاذبية الأَرضِ، ويبطئ سرعتها. وهذا التأثير يُعرف في الفيزياء بـ”عزم القصور الذاتي“، وهو مصطلح يشير إلى القوة التي تؤثر في سرعة دوران الأجسام بناءً على توزيع الكتل حول محور الدوران.
التباطؤ الملحوظ في دوران الأرض
من عام 1900 إلى عام 2000 شهدت الأَرضُ زيادة في مدة اليوم، وقد تراوحت هذه الزيادة بين 0.3 و1 ملي ثانية، ثم تسارعت هذه الزيادة لتصل إلى 1.33 ملي ثانية، وإذا استمر التغير المناخي على الوتيرة نفسها فمن المتوقع أن تزداد هذه القيمة لتصل إلى 2.62 ملي ثانية بحلول عام 2100.
تأثير التباطؤ في التقنيات الحديثة
قد تبدو الأرقام السابقة -للوهلة الأولى- مجرد تغيّر طفيف، غير أنَّ هذه التغيرات البسيطة قد تؤثر تأثيًرا شديدًا في عديد من الأنظمة التقنية الحساسة، حيث يؤثر تباطؤ الأَرضِ -على سبيل المثال- في الأنظمة التي تعتمد على التوقيت الدقيق، مثل أنظمة GPS، والخدمات المالية عبر الإنترنت، وحتى بعض التقنيات الفضائية. ويتطلب الأمر تعديلًا مستمرًّا لهذه الأنظمة؛ لضمان استمرار عملها بشكل سليم.
التغير المناخي يتغلب على القمر
إذا كانت حركة المد والجزر للقمر تؤثر في سرعة دوران الأَرضِ فإنَّ للتغير المناخيّ تأثيرًا أشد، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة طول اليوم، مما يشير إلى خطورة هذا التغير المناخي! وعن هذا يقول “بنيديكت سوجا” -الباحث في جامعة زيورخ-: «إن تأثير الإنسان في الكوكب أصبح أكبر مما كنا نتخيل، وهذا يشير إلى أن للتغير المناخي تأثيرات عميقة قد لا نكون قادرين على التنبؤ بها بشكل كليّ».
وفي الختام، تشدد حماة الأرض على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات؛ لحماية كوكبنا من التغيرات المناخية المتسارعة. ويطرح المقال هنا تساؤلًا حول مدى قدرتنا على إبطاء هذه التغيرات، وإذا ما كانت الأَرضُ ستظل في مسارها هذا نحو مستقبل مجهول، أم لا؟