أخبار الاستدامة

ماذا يخبرنا الزلزال في مصر عن جهود التنمية المستدامة؟

الزلزال

ماذا يخبرنا الزلزال في مصر عن جهود التنمية المستدامة؟

لا يخلو العالم في جميع أنحائه من مشكلات، منها ما هو خارج عن حدود قدرات الإنسان مثل الزلزال، ومنها ما هو راجع إلى بعض الممارسات البشرية غير المسئولة كالصناعات الملوِّثة؛ لذا جاءت جهود وتحولات التنمية المستدامة في العقود الأخيرة؛ حتى تستطيع الشعوب مواجهة مثل هذه التحديات.

ومن بين هذه المشكلات التي تخرج عن حدود قدرات الإنسان تلك الهزة الأرضية التي وقعت شرق جزيرة كريت في البحر المتوسط، وعلى إثرها شعر سكان القاهرة الكبرى وبعض المحافظات فجرَ اليوم -الأربعاء 14 مايو- بهزة أرضية تابعة، وهي ما دفع كثير من المواطنين إلى التساؤل حول هذا الزلزال، وما مدى قوته وشدة تأثيره في مناحي الحياة، وهو ما تسلط عليه حماة الأرض الضوء في السطور القادمة؛ فتابعوا قراءة تفاصيل هذا الزلزال.

كيف بدأ الأمر

في بيانه الرسمي أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أنَّ الزلزال الذي ضرب مناطق من القاهرة الكبرى في حدود الساعة 2 صباحًا كانت بؤرة حدوثه بعيدة بنحو 421 كيلومترًا شمال مدينة مرسى مطروح، وأنه لم يُسفر عن أي خسائر في الأرواح أو أي خسائر مادية، وقد بلغت شدته على مقياس ريختر: 6.4.

ما الزلزال وكيف يحدث؟

إنَّ الزلزال هو عبارة عن اهتزاز مفاجئ يضرب مناطق من الأرض بسرعة خاطفة، وأمَّا سببه فهو تحرك طبقات الصخور تحت سطح الأرض، أو بسبب النشاط البركاني في بعض مناطق من العالم؛ ومهما كانت مسبباته فإنَّ الزلزال يمكن أنْ يدمر الحياة، وهو ما يجعله سببًا من أسباب تقويض جهود التنمية المستدامة، ليس بقدرته على تدمير البيئة من حولنا فحسبُ، وإنما أيضًا من خلال تأثيره سلبيًّا في السكان وحياتهم.

وتفصيلًا، فإنَّ أضراره المادية قد تتقاطع -بالإضافة إلى الإصابات وخسائر الأرواح المحتملة- مع الهدف رقم (3) من أهداف التنمية المستدامة: الصحة الجيدة والرفاه. كما أنَّ تأثيرات الزلزال النفسية الناجمة عن التعرض لفقدان الأهل والأصدقاء قد تهدد سلامة المجتمع؛ لذا تبرز هنا ضرورة وجود قدرات استجابة طبية طارئة، إلى جانب خدمات الصحة النفسية وفق أهداف التنمية المستدامة، مع التخطيط الشامل للكوارث وتقديم أُطر الدعم التي تستهدف المجتمعات المعرضة لخطر الزلازل.

الزلازل كارثة مناخية

من جهة أخرى تُعد الزلازل كوارثَ طبيعية، وتتداخل مع الهدف رقم (13) من أهداف التنمية المستدامة: العمل المناخي، ولا نقول إنها تُعزى مباشرةً إلى تغير المناخ، وإنما نؤكد أنها تهديد طبيعي قائم ومستمر؛ وعلى ذلك ندعو المجتمعات الضعيفة -المجتمعات المعرضة بشكل مستمر لخطر الفيضانات والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر- إلى الاستعداد بخطط يمكنها مواجهة ما يترتب على هذه الزلازل من آثار اجتماعية واقتصادية وبيئية، والتأهب بأنظمة الإنذار والهندسة الإنشائية السليمة.

تلك هي طبيعة خطة التنمية المستدامة 2030، وذلك هو جوهرها الذي يقوم على بناء الإنسان وبيئته، ومواجهة المشكلات والتحديات التي تزداد في كل مكان حول العالم، وعلى ذلك قامت أيضًا “رؤية مصر 2030″، التي تدعو محاورها بواقعية إلى الحفاظ على مقدرات المواطنين، ورفع مستويات الخدمات الصحية، وتنفيذ خطط إنذار مبكر في شتى القطاعات بما يحقق السلامة الاجتماعية والنمو الاقتصادي والدعم البيئي الذي يحافظ على موارد الطبيعة.

إرشادات السلامة

من بين خطط الإنذار المبكر واستراتيجيات مواجهة كوارث الزلازل هو ما يُطلق عليه الإجراءات الاحترازية؛ فعند وقوعها يجب تنفيذ عدد من إجراءات وإرشادات السلامة؛ ومنها:

استعد جيدًا

إذا كنت تعيش في منطقة معروفة بحدوث الزلازل فعليك أنْ تمتلك حقيبة إسعافات أولية.

داخل المبنى

إذا كنت في مبنى قف تحت مدخل الباب، بعيدًا عن النوافذ.

خارج المبنى

قف بعيدًا عن المبنى والأشجار وخطوط الهاتف والكهرباء.

في السيارة

ابتعد بسيارتك عن الأنفاق والجسور، ولا تخرج منها.

الحالة النفسية

حاول التركيز، وكن مستعدًّا لمساعدة المصابين.

في هذا الصدد تؤكد حماة الأرض أهميةَ تبنّي استراتيجيات شاملة توازن بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة؛ فعلى الصعيد المجتمعي يتطلب الأمر تعزيز الوعي المجتمعي، وبناء قدرات الأفراد والمجتمعات المحلية للتعامل مع مخاطر الزلازل، بما يضمن سلامتهم، ويحافظ على تماسكهم الاجتماعي. ومن الناحية الاقتصادية يجب تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية المقاومة للكوارث، مما يسهم في تقليل الخسائر الاقتصادية، ويضمن استمرارية الأنشطة الإنتاجية.

وأمَّا على الجانب البيئي فإنَّ إدارة الموارد الطبيعية، وتنفيذ خطط استخدام الأراضي بشكل مستدام يساعد على تقليل التأثيرات البيئية للزلازل؛ لذا فإنَّ تكاتف الجهود العالمية والمحلية لضمان تحقيق هذه الأبعاد يُعد ضرورة حتمية لبناء مستقبل أكثر أمانًا واستدامة للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى