آيات الحَدَّاد.. نموذج ملهِم
آيات الحَدَّاد.. نموذج ملهِم
في الأيام القليلة المقبلة سوف يحتفل العالم بـ”اليوم الدوليّ للمرأة”، الذي يوافق الثامن من مارس كل عامٍ، وفيه تسعى الأمم المتحدة واليونيسف والعالم كله إلى تسليط الضوء علَى دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فهو يوم دوليّ تستعين به شعوبُ العالم علَى دعم استراتيجيات تمكين المرأة في كل مكان، وهو ما يجعل من خطوات تعزيز حقوقها -اجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا- ضمانًا لتنفيذ تطلعات وآمال شطر المجتمع.
هذا العام -عام 2024- هو العام الثاني علَى التوالي، الذي تشارك فيه حماةُ الأرض الاحتفالَ باليوم الدوليّ للمرأة، من خلال تسليط الضوء علَى إنجازاتِ سيداتٍ مصرياتٍ وعربياتٍ بارزاتٍ ورائداتٍ -عِلميًّا وعَمليًّا- في مجالاتهنَّ؛ لذا تصحبكم المجلةُ في الأيام القادمة عبْرَ رحلة -سلسلة مقالات اليوم الدوليّ للمرأة- معبِّرةٍ عن نماذج نسوية مُشرِّفة، أشرقتْ شمسُ مسيرتها المهنية في سماء مصر والعالم العربيّ، وهذا من خلال إنجازات ألهمتْ نساءَ العالمِ كله؛ ليكون تمكينهنَّ أسلوبَ حياة عادلة، وصورةً من صور تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أمَّا عن بطلة هذا المقال فهي الدكتورة/ آيات الحَدَّاد، أستاذة القانون الجنائيّ، والعضوة البارزة في البرلمان المصريّ، وهي التي بدأت حياتها المهنية في أعرق جامعات مصر والوطن العربيّ، حيث عملت بصفتها محاضِرةً في كلية الحقوق، وكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية في جامعة الإسكندرية، ثم عملت أستاذةً مساعِدةً للقانون الجنائيّ في جامعة الأعمال والتكنولوجيا بالمملكة العربية السعودية – جدة.
هذه المسيرة العلمية كانت طريقًا واجتهادًا إلى إنجازات عملية استطاعتْ أنْ تبلورَ بها نظريات القانون الدوليّ وأهميتها في دعم المصريين بالخارج، حيث أصدرتِ الدكتورةُ/ آيات الحداد عددًا من المؤلَّفات القانونية، حول موضوعات كثيرة، مثل الحماية القانونية للمصريين في الخارج، كما تناولت في أبحاثها الأكاديمية ودراساتها العلمية قضايا الإرهاب وحقوقَ الإنسان من منظور القانون الدوليّ.
لكن، كيف بدأتِ الدكتورة/ آيات الحداد حياتها المهنية والعلمية؟ لقد تخرَّجت في كلية الحقوق -شعبة إنجليزية- عام 2008؛ ومِن ثَمَّ حصلت علَى دبلوم العلوم الجنائية عام 2009، وبعد هذا بعامٍ حصلت علَى درجة الماجيستير في القانون العامّ؛ لتستمر جهودها العلمية حتى حصلت في 2015 علَى درجة الدكتوراة في القانون الجنائيّ عن موضوع الحماية الجنائية للمصريين والمصالح المصرية في الخارج.
هذه المهارات والإنجازات العلمية كانت مقدمةً لأنْ تكون في أكبر المناصب العامة؛ فأصبحتِ الدكتورةُ/ آيات الحداد المستشارةَ القانونيةَ لشركة مصر للمقاصة والإيداع والقيد المركزيّ (m.c.d.r)، وقد ظلت في منصبها هذا قرابة عشرة أعوام، كما أنها عضوة اللجنة العربية الاستشارية في المجلس العربيّ للمسئولية المجتمعية، وهي العضوة المنتدبة في هيئة ميثاق الأمم المتحدة، وممثلة الشبكة العربية للجامعات، بالإضافة إلى كونها رئيسةَ ملتقى الثقافة القانونية لتنمية الوعي بالقانون في جمعية الثقافة والفنون بالمملكة العربية السعودية.
للدكتورة/ آيات الحداد -أيضًا- مشاركات وجهود علَى المستوى الإقليميّ؛ فهي عضوة في رابطة إفريقيا الدولية لقضاة قانون شئون اللاجئين (IARLJ)، وقد شاركت في مؤتمرات إقليمية ودولية عديدة.
أمَّا عن إسهاماتها التثقيفية وظهورها الإعلاميّ فسوف نجد الحدادَ -العقلية القانونية- ذات ثراءٍ في كتاباتها، التي تُنشر في مجلات وصحف مرموقة في مصرَ وخارجها، بخاصة الجرائد القومية، حيث تكتب عمودًا صحفيًّا أسبوعيًّا في جريدة الأهرام، ومقالات في جريدة الأخبار المسائيّ. هذا فضلًا عن كتاباتها في مجلة الهلال، وعالم الكِتاب، وروز اليوسف.
تلك الرحلة التي ذهبت فيها الدكتورة/ آيات الحداد إلى آفاق قانونية وجهود مستدامة، جعلت من مسيرتها المهنية وحياتها العلمية قدوةً ونموذجًا ملهِمًا لكل نساء العالم.