الاستراتيجية الوطنية لوزارة التعليم حول “رؤية مصر 2030”
الاستراتيجية الوطنية لوزارة التعليم حول “رؤية مصر 2030”
رغبةً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للدولة أكد وزير التعليم العالي -الدكتور أيمن عاشور- مدَى اهتمام الوزارة بالاستراتيجية الوطنية حول “رؤية مصر 2030″؛ وهذا من خلال المبادئ السبعة الرئيسة التي ترتكز عليها وزارة التعليم العالي، وقد أشار أيضًا إلى أهمية مبدأ “التواصل” الذي يُعَدُّ ركيزةً أساسيةً من ركائز الاستراتيجية، وأنَّ هدفَ هذا المبدأ هو تحقيقُ التناغمِ بين عناصر منظومة التعليم العالي؛ تعزيزًا لدورها فى صناعة الوعي والمعرفة، وتعظيمًا لقدرات المؤسسات التعليمية الوطنية، ودعمًا للشراكات الدولية الناقلة للمعرفة، وتحقيقًا للأهداف التنموية المصرية، إضافةً إلى ربط الوزارة بقطاعات ومؤسسات الدولة.
ومما أضافه “عاشور” مقدار أهمية مبدأ “التواصل” في بناء علاقات منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى أنَّ الاتصالَ فكرةٌ منقسمةٌ إلى جزأينِ، الأول: “الاتصال الداخلي“، والمراد منه الاتصال المادي بين الكيانات التعليمية والبحثية كلها، حيث يساعد هذا علَى استكمال مبدأ التكامل، عن طريق تسهيل تبادل الاستفادة من قدرات المؤسسات التعليمية، وكذلك الربط الفعلي بين عناصر منظومة التعليم العالي؛ والآخر: “المستوى الإقليمي” الواقع بين الاتحادات في المناطق الجغرافية المختلفة؛ تلبيةً لاحتياجات المناطق جميعها، سواء من الطرق التعليمية، أم من الأبحاث العلمية، أم من التخصصات الدراسية المحددة، أم من البرامج الجديدة. وإضافةً إلى ذلك، تأهيل الخريجين الذين يمثلون الموارد البشرية، التى تخدم تخصصات بعينها.
كما صرح الدكتور “أيمن فريد” -مساعد وزير التعليم العالي للتخطيط الاستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل- بأنَّ التواصلَ مبدأٌ شاملٌ لتعزيز العَلاقات بين سوق العمل والمؤسسات التعليمية، وكذلك تعزيز قدرات الخريجين، ثم ربط مخرجات التعليم بالاحتياجات الفعلية لسوق العمل، وذلك بعد إنشاء برامج دراسية مستحدثة، ودعم الابتكار، وتحفيز مجال ريادة الأعمال، والتوسع فى مراكز التوظيف بالجامعات؛ تدعيمًا للمسار المهني من أجل التوظيف، من خلال عَامِلَينِ، الأول: مراكز التوظيف المتعلقة بالجامعات، والآخر: ذلك الدور المركزي الذى تقوم به وزارة التعليم العالي.
ومما أضافه الدكتور “أيمن فريد” اشتمال مبدأ التواصل علَى توظيف “التواصل الافتراضي“؛ لخدمة أهداف الاستراتيجية، مؤكدًا دور الوزارة في إطلاق منصة لتسجيل الطلاب والشركات؛ تيسيرًا لحصولهم على فرص تدريبية تفتح لهم طريقًا إلى سوق العمل، ولمساعدتهم علَى الوصول إلى وظائف قيادية؛ وذلك ضمن برنامج “التعليم العالي للإرشاد المهني من أجل التوظيف“.
وفي السياق نفسه، أشار إلى قدرة المنصة علَى توفير البيانات الإحصائية العاكسة لأداء الجامعات والشركات؛ ومِن ثَمَّ تطوير البرامج الدراسية؛ حتى تناسب احتياجات سوق العمل، لافتًا الانتباه إلى أنَّ مبدأ التواصل يتضمن أيضًا تدعيم الاتصال علَى “المستوى الخارجي” من خلال الشراكات الدولية مع المؤسسات العالمية، التى تُدَعِّمُ تحولَ المؤسسات التعليمية الوطنية إلى جامعات ذكية من الجيل الرابع، إضافةً إلى تطوير قدراتها؛ كي تجذب الكوادر العلمية المتميزة، لرفع مستوى جودة الخدمة التعليمية التى تقدمها، وكذلك دعم التبادل الطلابي عن طريق استقطاب الوافدين والبعثات العلمية، مع التوسع في إنشاء فروع للجامعات الأجنبية. وذلك كله إشارة إلى أنَّ أشكال التواصل كلها -من بينها التواصل الافتراضي- تساعد علَى إنشاء البرامج التعليمية المزدوجة، وتعزيز التعاون الدولي بين الجامعات.
ومما تجدر الإشارة إليه، إطلاق الدكتور “أيمن عاشور” -وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي في السابع من مارس الجاري، وهي استراتيجية تقوم علَى 7 محاور رئيسة، هي: (التخصصات المُتداخلة، التواصل، التكامل، الاستدامة، المشاركة الفعَّالة، المرجعية الدولية، ريادة الأعمال والابتكار)؛ وذلك كله برعاية رئيس مجلس الوزراء، وبحضور وزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية، الصحة والسكان، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المالية، التربية والتعليم والتعليم الفني، الشباب والرياضة، الزراعة واستصلاح الأراضي، القوى العاملة.
وعن الاتصال في شكله الملموس قال الدكتور عادل عبد الغفار -المُستشار الإعلامي والمُتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي-: إنَّ الاتصالَ سمةٌ أساسيةٌ في جوانب الحياة الجامعية المختلفة، مشيرًا إلى الأهمية التي تَتَطَلَّبُهَا أشكال التواصل -من بينها الاتصال الافتراضي- في ضوء التحول الرقمي، حيث شهد مفهوم التعلم عن بُعْدٍ تقدمًا ملحوظًا خلال جائحة كورونا COVID-19، لافتًا الانتباه إلى أنَّ أشكال التواصل الجديدة قد حققت وصولًا أكبر للتعليم العالي، وفعالية فى الوقت، وانخفاضًا في التكلفة؛ فضلًا عن تقديم عملية ديناميكية وسريعة، ونتائج أفضل يمكن متابعتها، مُضِيْفًا إلى أنَّ أشكال التواصل كافةً تساعد علَى بناء أرضية للتعاون، وتسهيل الوصول، ودعم ونقل المعرفة، وتعظيم الاستفادة من الموارد.