الثورة التقنية لشبكات الجيل الخامس “5G” والبيانات الضخمة
الثورة التقنية لشبكات الجيل الخامس “5G” والبيانات الضخمة
ربما قد سمع بعضٌ منا عن تقنية الجيل الخامس أو شبكات الجيل الخامس “5G”، وكذا مصطلح البيانات الضخمة “Big Data”، وكيف يمكن للتكامل بينهما أنْ يقودَ ثورةً تكنولوجيةً وحضاريةً في عالمنا، وهذا لما تتيحه تقنيةُ 5G من إمكانية للعديد من تطبيقات البيانات الضخمة، وهو الأمر الذي سيغير الطريقة التي نعيش بها حياتنا بشكل كبير. ولكن، ما هذه التقنيات بالضبط، وكيف ستؤثر فينا؟
ما شبكات الجيل الخامس 5G؟
الاتصال اللاسلكي الخلوي هي تقنية تتطور بشكل دائم، ونجدها في جميع هواتفنا المحمولة، كما أنها مسئولة عن تشغيل العديد من الأنظمة، والجيل الخامس من هذه التقنية يطلق عليه 5G. ودون التطرق إلى تفاصيلَ تقنيةٍ معقدةٍ، فالفارق الأهم مِن كل جيلٍ إلى آخرَ هو سرعة الاتصال، ونقل البيانات؛ فالجيل الرابع 4G مثَّل قفزةً من الجيل 3G، الذي كان بدوره تطورًا كبيرًا للجيل الثاني 2G.
مِن الجدير بالذِّكْرِ، هو أنَّ أقصى سرعة تحميل تم الوصول لها على تقنية 5G وصلت إلى 1000 ميجابت في الثانية، وهي أسرع بعشر مرَّاتٍ -تقريبًا- من الحد الأقصى للجيل السابق. باستخدام هذه السرعة الهائلة يمكننا التعامل مع البيانات الضخمة بشكل يفتح المجال لتطبيقات لم تكن ممكنةً مسبقًا.
ولكن، ماذا نقصد بالبيانات الضخمة؟ يشير مصطلحُ البيانات الضخمة إلى الكم الهائل من البيانات التي نُنتجها يوميًّا، التي يمكننا تحليلها للحصول على أنماط ومعلومات وحقائق يمكن استخدامها في تطبيقات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.
تكامل الجيل الخامس والبيانات الضخمة
نحن نُنشِئُ أكثر من 2.5 كوينتليون (مليون تريليون) بايت من البيانات يوميًّا، وهذا عن طريق استخدامنا واتصالنا بالإنترنت، ولا شك في أنَّ إدارةَ هذه الكميات الهائلة من البيانات تتطلب شبكاتٍ قويةً، وهو الأمر الذي توفره شبكات 5G.
لذا، فالبيانات الضخمة المدعومة بشبكات 5G ستمثل عنصرًا أساسيًّا في الثورة الصناعية الرابعة، حيث ستحول التكنولوجيا الرقميةُ طريقةَ عملنا وحياتنا بشكل جذري. على سبيل المثال، ستكون للآلات المستخدمة في المصانع مستشعراتٍ تجمع البيانات حول أدائها من تلقاء نفسها؛ وبالتالي تتيح للمديرينَ تحديد الآلات التي لا تعمل بكفاءة وإصلاحها، مما يعني خفض البصمة الكربونية للعمليات الإنتاجية.
تساعد تقنية الجيل الخامس -أيضًا- على إنشاء المدن الذكية، على سبيل المثال شبكات الطاقة الذكية التي تتميز بوجود حساسات في جميع أنحاء النظام لتحديد كمية الطاقة، التي يتم توليدها وكمية الطاقة التي يستخدمها الأشخاص؛ مما يساعد مديرِي هذه الشبكات على تشغيلها بكفاءة أكبر، وتحديد وإصلاح الانقطاعات بسرعة، وتمكين عملية دمج مصادر الطاقة المتجددة.
التأثير البيئي لشبكات الجيل الخامس
يمكن أنْ تساعد شبكات الجيل الخامس على جهود الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، وهذا كما أشرنا في شبكات توليد الطاقة، وتحسين كفاءة عمل الآلات في مصانع الإنتاج؛ وكل ذلك يعني استهلاك طاقة أقل وبصمة كربونية أقل.
أضفْ إلى ذلك أنَّ المعالجةَ السريعةَ للبيانات الضخمة، التي يمكن جمعها بواسطة مختلف الأجهزة؛ ستتيح مراقبة الأنظمة البيئة بشكل دقيق، وكذا مراقبة جودة الهواء والمياه وصحة التربة، إلى غير ذلك من المؤشرات.
وعلى الرغم مما سبق، فإنَّ تشغيلَ هذه التكنولوجيا الثورية في ذاته يتطلب كميات هائلة من الطاقة؛ لذا فعند الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري لتلبية هذه الاحتياجات سيكون التأثيرُ البيئيُّ سلبيًّا بشكل كبير، ولهذا يجب علينا عند الاعتماد على هذه التكنولوجيا الثورية الجديدة أنْ نعتمد -أيضًا- على المزيد من الطاقة المتجددة.