الجامعات المصرية تتصدر التصنيفات الدولية لعام 2025
الجامعات المصرية تتصدر التصنيفات الدولية لعام 2025
يُعتبر التعليم من أهم عوامل التقدم؛ فهو المفتاح لبناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، وفي عالم سريع التحول وشديد التنافسية بين مؤسسات التعليم العالي، صارت التصنيفات الدولية للجامعات مرآة تعكس جهود الدول واستراتيجياتها في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي.
ولتلك المكانة المهمة للتعليم العالي والبحث العلمي قدَّمت حماة الأرض جائزتها الأبرز في هذا المجال؛ ألَا وهي “جائزة حماة الأرض للبحث العلمي“؛ التي تُمنح لأكثر الأبحاث المستدامة قابليةً للتنفيذ في أرض الواقع؛ انطلاقًا من ضرورة تكاتف القطاع الخاص والقطاع العام ومؤسسات المجتمع المدني -بخاصة في مجال البحث العلمي- لتحقيق “رؤية مصر ٢٠٣٠”.
ومِن هنا تستعرض حماة الأرض في هذا المقال، كيف حققت الجامعات المصرية قفزات نوعية في الأداء الأكاديمي والبحثي لعام 2025، استنادًا إلى تقارير حديثة صادرة عن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، مع التركيز على المعايير المستخدمة في أبرز التصنيفات العالمية، وما يعنيه ذلك من تأثير عميق في جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فتابعوا القراءة.
الجامعات المصرية في تصنيف “Times Higher Education”
البداية من تصنيف “Times Higher Education” (THE)، أحد أبرز التصنيفات الجامعية العالمية، حيث يعتمد على أربعة معايير أساسية هي جودة التدريس، وقوة البحث العلمي، ونقل المعرفة، أو ما يعرف بتأثير البحث خارج الجامعة، ومدى انفتاح الجامعة على العالم من خلال التعاون الدولي والطلاب الأجانب.
وقد أظهرت الإنفوجرافات المنشورة مؤخرًا أن مصر تتصدر الدول العربية والإفريقية في عدد الجامعات المدرجة ضمن تصنيف “Times Higher Education” لعام 2025، حيث بلغ عدد الجَامعات المصرية المدرجة 35 جامعة مقارنةً بـ28 جامعة عام 2024؛ مما يعكس توسع الجامعاتِ المصرية في تطوير نظمها التعليمية والبحثية، وانفتاحها على الشراكات الدولية، وهو ما أسهم في تعزيز قدرتها التنافسية على الساحة العالمية.
تقدم ملحوظ في تصنيف “سيماجو” الإسباني
أما تصنيف “سيماجو” الإسباني (SCImago)، فيختلف عن سابقه من حيث تركيزه على الأداء البحثي والابتكار العلمي وتأثير المؤسسات في المجتمع؛ إذ يعتمد هذا التصنيف بشكل أساسي على كمية ونوعية الأبحاث المنشورة، وعدد مرات الاستشهاد بها، ومدى إسهام الجامعاتِ في المشروعات الابتكارية والتقنية.
وقد بلغ عدد الجامعات المصرية المدرجة فيه لعام 2025 نحو 52 جامعة، مقارنة بـ51 في 2024، و15 فقط في عام 2009، وتقدمت مصر 12 مركزًا عالميًّا في تصنيف النشر العلمي لتصل إلى المركز 25 عالميًّا، وهو تقدم لافت يعبّر عن التراكم المعرفي الذي حققته الجامعاتُ خلال السنوات الأخيرة، وزيادة حضورها في المجتمع البحثي العالمي.
قفزة نوعية في تصنيف “QS” البريطاني
وفيما يتعلق بتصنيف “QS World University Rankings”، فهو يولي أهمية للسمعة الأكاديمية والانطباع العام لدى المجتمع الأكاديمي وسوق العمل، إلى جانب عدد من المؤشرات الأخرى، من بينها جودة الخريجين في سوق العمل، وعدد الطلاب الدوليين، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، وعدد الاقتباسات البحثية لكل عضو هيئة تدريس، وتبرز أهمية هذا التصنيف في كونه يجمع بين الأداء الأكاديمي والانفتاح الدولي؛ مما يمنحه بعدًا شموليًا في التقييم.
وفي 2025 تصدّرت مصر الدول الإفريقية، وجاءت في المركز الثاني عربيًّا من حيث عدد الجامعات المدرجة ضمن هذا التصنيف، بـ 15 جامعة، مقارنة بـ6 فقط عام 2020. كما ارتفع عدد الجَامعات المصرية ضمن التصنيف الخاص بالجَامعات العربية إلى 36 جامعة، مقارنة بـ22 في عام 2020؛ مما يدل على اتساع دائرة الجامعاتِ التي تُقدَّر على مستوى السمعة والجودة والتنوع.
الصدارة في تصنيف “US News” الأمريكي
ويُختتم هذا المشهد بتصنيف “US News Best Global Universities”، وهو تصنيف أمريكي يهتم بقياس جودة البحث العلمي والتأثير الأكاديمي للمؤسسات الجامعية، مستندًا إلى 13 مؤشرًا، تشمل عدد الأبحاث المنشورة في المجلات المرموقة، وعدد مرات الاستشهاد بتلك الأبحاث، ومستوى التميز البحثي في مجالات علمية متعددة.
وقد احتلت مصر في عام 2025 الصدارة عربيًّا وإفريقيًّا مجددًا، بوجود 29 جامعة مصرية في التصنيف، مقارنة بـ27 جامعة في عام 2024، و11 فقط في عام 2019، وتؤكد هذه القفزة أن الجَامعات المصرية لا تكتفي بالنشر، وإنما تنشر في أماكن لها وزن علمي، وتصل أبحاثها إلى جمهور دولي واسع.
إن تقدم الجامعات المصرية في هذه التصنيفات الدولية المرموقة يعد دليلًا واضحًا على قوة الإرادة الوطنية في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي، عبر التركيز على جودة التدريس، ودعم البحث العلمي، وتوسيع الشراكات الدولية، ويُظهر تنوع معايير هذه التصنيفات أن الجَامعات المصرية تسير بثبات نحو بناء قاعدة علمية قوية وبيئة جامعية تنافسية قادرة على مواجهة التحديات المختلفة.