الدكتور محمود محيي الدين يدعو الاتحاد الأوروبي إلى تفعيل توصيات COP27
الدكتور محمود محيي الدين يدعو الاتحاد الأوروبي إلى تفعيل توصيات COP27
التقى الدكتور محمود محيي الدين، “المبعوث الخاص للأمم المتحدة المَعْنِيُّ بتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، ورائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27” بمسئولينَ أوروبيينَ رفيعِي المستوى، حيث بَحَثَ معهم كيفيةَ تفعيل توصيات مؤتمر الأطراف السابع والعشرين، الذي عُقِدَ في مدينة شرم الشيخ العام الماضي، وكذلك ناقش آليات دعم المبادرات التي أُطلِقَتْ في خلال المؤتمر.
جاءتْ هذه اللقاءاتُ ضمن حَدَثٍ تنظمه السفارةُ المصريةُ في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث دعَتْ عددًا من أعضاء الاتحاد الأوروبي ومسئولِي الحكومة البلجيكية المهتمين بالشأن المناخي، وهذا بمشاركة سفير مصر في بلجيكا -الدكتور بدر عبد العاطي- والمعتمد في الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن مشاركة أعضاء السفارة المصرية.
وهناك استَهَلَّ محيي الدين لقاءاته بالحديث إلى “تين فان دير سترايتن” “وزيرة الطاقة البلجيكية” حول الإجراءات الفعلية لتنفيذ توصيات مؤتمر شرم الشيخ، بما في هذا الترتيبات الخاصة بالتمويل. ثم تناول رائدُ المناخِ ووزيرةُ الطاقةِ البلجيكية قائمةَ مشروعات الطاقة الخضراء القابلة للتمويل -خاصةً مشروعات الهيدروجين الأخضر- وتَحَاورَا بشأن إمكانات القارة السمراء في تحقيق انتقال عادلٍ للطاقة.
وفي هذا اللقاء أكَّد الدكتورُ محمود محيي الدين حتميةَ قيام الدول المتقدمة بأدوارها التمويلية وإسهاماتها التكنولوجية، كم أكَّد مسئوليةَ هذه الدول في تعزيز قدرات قارة إفريقيا؛ لأجل مواجهة التحديات ذات الصلة، لا سيما ارتفاع تكلفة المشروعات التنموية، وكذلك نقص التمويل المُيسر، ثم زيادة معدلات الطلب.
وقد ناقش الجانبانِ مبادرات “COP27“، مثل “مبادرة المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد”، التي جاءت بمشاركة مصرية – بلجيكية، وكذلك “مبادرة أسواق الكربون الإفريقية”، التي تُعَدُّ خطوةً جديرةً بالاهتمام في مجال التعاون الإقليمي، وفرصةً للتعاون مع الجانب الأوروبي في مجالَي التمويل والدعم الفني.
ومِن الجانب الأوروبي التقى محيي الدين بالسيد “أوليفر فراهيللي” “مفوض الاتحاد الأوروبي للجوار والتوسيع”، وفي هذا اللقاء أشار الدكتورُ محمود محيي الدين إلى أهمية الاستثمارات الأجنبية في حشد التمويلات اللازمة؛ لأجل تحقيق أهداف العمل المناخي في الدول النامية ذات الدخل المتوسط. وبَعدَ هذا أكَّد ضرورةَ تعاون جميع الأطراف الفاعلة -دوليًّا- جنبًا إلى جنب مع المؤسسات القادرة علَى التمويل؛ لتعزيز القطاعينِ العامِّ والخاصِّ.
وفي هذا السياق، شدَّد رائدُ المناخ المصري -الدكتورُ محمود محيي الدين- علَى أنَّ استثمارات القطاع الخاص في هذا المجال الحيوي ما تزال محدودةً؛ ولذا رأى أهميةَ دعم الاستثمارات في المشروعات المناخية، مع تنفيذ توصيات مؤتمر شرم الشيخ، خصوصًا تلك التوصيات المتعلقة بمجال التكيف مع المتغيرات البيئية.
كما تطرَّق محيي الدين إلى موضوع مقايضة ديون الدول النامية، وضرورة إيجاد حَلٍّ فعَّال لمشكلة اعتماد تمويلات المشروعات المناخية على الاستدانة؛ لافتًا الانتباه إلى أنَّ علاجَ هذه المشكلة موجودٌ في استبدال الديون باستثمارات ومشروعات تنموية خضراء.
ومما تضمنته لقاءاتُ اليوم الأول من زيارةِ الدكتور محمود محيي الدين إلى مدينة بروكسل ذلك الحوار الثنائي بينه وبين “بيلين كاربونيل” “مدير إدارة الشئون الدولية متعددة الأطراف في جهاز الخدمة الخارجية بالاتحاد الأوروبي”، وكذلك اللقاء الذي جمع بينه وبين “تيبور ستليباسكي” “مستشار جهاز الخدمة الخارجية في المفوضية الأوروبية للطاقة”، ثم “جيراسيموس توماس” “مدير عام الإدارة العامة للضرائب والاتحاد الجمركي في المفوضية الأوروبية”.
وهي لقاءاتٌ دارتْ حول إنجازات الرئاسة المصرية لمؤتمر تغير المناخ، وما يتبعها من تنفيذ مخرجات “COP27″، حيث أطلع محيي الدين المسئولينَ الأوروبيينَ علَى خطوات التنسيق الجاري بين مصر والرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين؛ باعتباره تنسيقًا يواصل تطبيق ما حققته الرئاسةُ المصريةُ للمؤتمر في دورته السابعة والعشرين.
من أجل ذلك كله، لمْ ينسَ الدكتور محمود محيي الدين تأكيدَ أهمية التوصل إلى حلول مبتكرة وفرص واعدة؛ لأجل توفير -وكذلك حشد- التمويل، وإتاحة التكنولوجيا والدعم الفني لدول إفريقيا النامية؛ حتى يمكن لهذه الدول مواجهة التغيرات المناخية المستقبلية، والعمل علَى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أنحاء قارة إفريقيا كلها.