الشبكة المصرية للميثاق العالمي للأمم المتحدة شريك تنموي
الشبكة المصرية للميثاق العالمي للأمم المتحدة شريك تنموي
إنَّ التغيرات المناخية تَحدٍّ أساسيّ يُعيق جهودَ الدول في مجال الرعاية الصحية والنظام الصحيّ كله؛ فهذه التغيرات تَحدُّ من معدلات تنمية هذا القطاع الحيويّ؛ لذا تناولت حماة الأرض في هذا العدد ملف الصحة، لما لهذا القطاع من علاقة بالإنسان وبيئته. ويطيب لنا في هذا السياق أنْ نسلط الضوءَ على المؤسسات والهيئات التي تعمل على دعم القطاع الصحيّ.
ومِن بين هذه المؤسسات التي تلقي حماة الأرض الضوءَ على جهودها: الشبكة المصرية للميثاق العالميّ للأمم المتحدة، فبالإضافة إلى دورها الأصيل في إرساء مبادئ الأعمال المسئولة في المؤسسات -ومنها مؤسسات النظام الصحيّ- فإنها قادرةٌ على القيام بدور فعَّال في تنسيق الجهود المختلفة، وتعبئة ودعم مؤسسات القطاع الخاص.
تُدعم الشبكةُ المصريةُ للميثاق العالميّ للأمم المتحدة القطاعَ الخاصّ -تحديدًا قطاع الصحة والصناعات الدوائية- من خلال مبادرات تعمل على الحد من أخطار المخلفات الطبية، والاهتمام بأساليب إعادة التدوير أو التخلص الآمن. وكذلك تعمل على توفير الخدمات الصحية الرقمية، التي توفر الخدمة والاستشارة الصحية في أيّ مكانٍ، على غرار تجارب مثيلة في دول جنوب شرق آسيا.
إنَّ عملَ الشبكة المصرية للميثاق العالميّ للأمم المتحدة نابعٌ من أنَّ الأخطارَ الصحيةَ سوف تزيد معدلاتها -وفقًا للهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)- بسبب درجات الحرارة القصوى، والأعاصير، والفيضانات، والجفاف، وحرائق الغابات. بل مِن المتوقع أنْ يكون أكثر من 50% من الوفيات الناجمة عن تغير المناخ -بحلول عام 2050- في إفريقيا وحدها.
لذا، يتطلب ذلك كله تخطيطَ الاحتياجات والأدوار المختلفة، وهو ما تقوم به الشبكة المصرية للميثاق العالمي للأمم المتحدة، حيث تسعى إلى التركيز في عام 2025 على القطاع الصحيّ، بالتعاون مع شركاء التنمية الآخرينَ والجهات المعنية، مثل شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي ستعمل على نشر حملات توعية؛ لتعزيز ثقافة استخدام المنصات الرقمية في القطاع الصحيّ.
إنَّ تلك الأدوار التنموية جاءت انعكاسًا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية عقب توليه الفترة الرئاسية الجديدة، حيث جعل الاهتمام بصحة المواطن المصريّ فوق قمة أولويات الدولة المصرية؛ فإنَّ تضافرَ وتكاملَ الجهود ضروريّ؛ لتحقيق الاستدامة الصحية.
وعلينا أنْ ندرك أنَّ الاستدامةَ مفهومٌ يشملُ الممارساتِ البيئيةَ المسئولةَ، وتوفيرَ نُظم صحية مستدامةٍ، وقادرةٍ على الصمود في إطار التحديات والتوقعات الخاصة بتأثيرات التغير المناخيّ في الصحة. كما تشمل الاستدامةُ تلبيةَ الطلبِ الداخليّ المتزايد على الخدمات الصحية ذات الجودة المرتفعة، التي تضمن صحةً أفضل للمواطن الذي هو في الأساس جوهرُ عمليةِ التنميةِ؛ فالتنمية دومًا للإنسان وبالإنسان.
وليست حماة الأرض بعيدةً عن هذه المساعي، فهي داعم لكل ما يساعد علَى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاع الصحة وغيره من القطاعات؛ لذا كانت شريكًا مجتمعيًّا للمنتدى السنوي لميثاق الأمم المتحدة العالميّ، الذي عُقِدَ في شهر مايو الماضي بعنوان: «مسارات نحو إفريقيا المستدامة».
وأخيرًا، فإنَّ حماة الأرض تنظر إلى الاستثمار في القطاع الصحيّ باعتباره طريقًا إلى تخفيف العبْءِ الاقتصاديّ، حيث إنه يحدُّ من التكاليف الطبية المستقبلية، سواء للأفراد أم النظم الصحية، كما أنَّ العلاج المبكر والوقاية من الأمراض سوف يقلل من حاجتنا إلى العلاج المكلف؛ ولذلك كله سلطت حماة الأرض الضوءَ على جهود الشبكة المصرية للميثاق العالميّ للأمم المتحدة، التي تسعى سعيًا جادًّا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.