أخبار الاستدامةCOP27

المدينة الخضراء

المدينة الخضراء شرم الشيخ

المدينة الخضراء

على أرض الكنانة، يسابق المصريون الزمن استعداداً لاستضافة مؤتمر المناخ، لقاءاتٌ مكثفةٌ يقوم بها المسئولون، والخبراء، ووسائلُ الإعلام، والمجتمعُ المدني، لاستقبال أكبر حدثٍ في تاريخ مدينة شرم الشيخ، حيث يشاركُ في هذه القمة أكثرُ من 130 دولةً، بحضور ملوك ورؤساء العالم.

هنا على أرض مصر، في شرم الشيخ، الكُلُّ يعملُ بجدٍ وكفاءةٍ، كي تظهرَ مصرُ في أبهى صورِها، وتتزين مدينة “السلام” بأجملِ وأرقى حُلَلها، حيث سيلتقي الجميعُ لمناقشةِ التَّعهداتِ السابقة والأجندةِ الحالية، للخروج بتوصياتٍ وقراراتِ تحمي كوكب الأرض من مستقبلٍ محفوفِ بالخطورة.

لكنَّ التعهداتِ والقراراتِ ذات الطابعِ الدَّوليِّ، والتي يتطلعُ المشاركون لإعلانها حماية للبيئة، تواكبها إجراءاتٌ محليةٌ، تعهدت الحكومةُ المصريةُ بتنفيذِها في مدينة شرم الشيخ، بهدفِ تحويلها إلى «مدينة خضراء» على مستويات عدةٍ، من خلال 27 مشروعًا، تمَّ الانتهاءُ من تنفيذها لتتحولَ شرمُ الشيخ إلى مدينةٍ خضراء، في تطورٍ جديدٍ لم يحدث بها على مدار تاريخها، لتصبحَ نموذجًا يُحتذى به، وفرصةً للدولِ المشاركةِ في القمة لمشاهدة قدرةِ مصرَ وجهودها في التحول إلى المنظومة الخضراء.

وكانت مصرُ قد أبرمت قبل أيامٍ، وثيقةً تحملُ اسم «مشروع شرم الشيخ مدينةٌ خضراء»، بتمويلٍ من منظمات البيئة العالمية، وبتكلفة تقدر بـ7 ملايين دولار، لتحويلِ المدينة إلى وجهةٍ مستدامةٍ بيئيًا، وتَبَنِّي المزيد من التقنيات منخفضة الكربون، والممارسات الجيدة لإدارة المخلفات.

وتشمل تلك المشروعاتُ التّي حوَّلت شرم الشيخ إلي مدينة خضراء:

 إنشاءُ محطاتِ طاقةٍ كهربائيةٍ تعملُ بالطاقةِ الشمسية في المدينةِ والفنادقِ السياحية، وتحويلُ السيارات للعملِ بالغاز الطبيعي.

وضمَّت المبادرةُ 8 محطاتِ وقودٍ تعملُ بالغازِ الطبيعي، تمَّ تزويدُها جميعًا بشواحنَ كهرباء لشحن السيارات، مع تحويل جميع السيارات الأُخرى الموجودة بالمدينة للعمل بالغاز، حيث تُعَدُّ جميعُ المشروعاتِ التي يَجرى تنفيذُها بمدينة شرم الشيخ صديقةً للبيئة، وخطوةً كبيرةً تمَّ بها استكمالُ حلم المدينة الخضراء.

كما شهد طريقُ السلامِ أعمالَ توسعةٍ للطريق بإضافة ثلاث إلى خمس حاراتٍ مرورية، ومسار دراجات، ومسار مشاة، وَأعمالِ تجميلٍ وإنارة، ومساحاتٍ خضراء، وأحواضِ زهور، وتتضمن الأعمال أيضًا الممشى السياحي بطول 6 كم، ويتكون الممشى من 82 محلًا تجاريًّا، بالإضافة للمنطقة الترفيهية التي تشمل شلَّال مياه، ومسرحا مدرَّجًا، ومطعم بانوراما، ومنطقة العاب أطفال، ومحلاتٍ خدمية، كما تمَّ إنشاء ميدان ساحة العَلَم بطريق السلام، أمام أيقونة السلام، وكذا أعمال تعميم الهوية البصرية بشرم الشيخ.

كما تشمل المشروعاتُ إنشاءَ أولِ وأكبرِ حديقةٍ ذكيةٍ تقع على مساحة 110 ألف متر مربع، وتمَّ تطويرُ وتوسيعُ جميع الطرقِ، وزيادةِ المسطحات الخضراء، وانتهت المحافظةُ من إنشاءِ محطةِ شحنٍ مُتخصِّصةٍ بالكهرباءِ علي مساحة 100 ألف متر مربع.

وفي طريقِها نحوَ الاخضرار، استعدَّت  شوارعُ شرم الشيخ التي تجاور سبع محمياتٍ طبيعية، تضمها محافظة جنوب سيناء، بعددٍ من الإجراءات البيئية عاليةِ الجودة، كما استقبلت المدينة أسطولَ نقلٍ يضم 400 حافلةٍ تقريباً من السيارات والأتوبيسات الكهربائية، وأُخرى تعمل بالغاز الطبيعي، وسوف يتمَّ تسييرهم جميعا أثناء وبعد مؤتمر المناخ.

وتؤكد تصريحات المسؤولين المصريين، أنَّ جميعَ المساعي والإنجازاتِ البيئيةِ التّي تمَّت في المدينة، لم ولن تكونَ «توجهاً احتفالياً» قامت الدولة بإنشائها بمناسبةِ انعقاد المؤتمر ذي الطابع الدولي على ارض مصر، وإنَّما هي خطواتٌ على طريقِ الاستدامة في مصر كلها، وكان رئيس الوزراء ، الدكتور مصطفى مدبولي قد تفقد مطلع الشهر الحالي محطاتٍ دائمةً للشحن الكهربائي بالمدينة، بعضها يتسع لشحن 140 أتوبيساً، في إشارة لاستدامة التَّوجه.

لتقدمَ بذلك مصرُ نموذجًا واقعيًّا للعالم، بإمكانيةِ مواجهة آثارِ تَغيُّر المناخ، يمكنُ تَكرارُه والبناءُ عليه من خلال تحديث مدينة شرم الشيخ، وتزويدها بالنقل الكهربي، ومساعدة الفنادق في الحصول على النجمة الخضراء، ونشر العمل بوحدات الطاقة الشمسية داخل الفنادق، وتغيير نظام إدارة المخلفات.

آثار تغير المناخ

ونظراً لكونِ السياحة مصدرَ دخلٍ رئيسيٍّ لشرم الشيخ، فإنَّ القطاعَ قد ناله نصيبٌ من اللّونِ الأخضرِ الصديقِ للبيئة، إذ أعلنت وزارةُ السياحة والآثار، أنها تعملُ بشكلٍ جدي على معاونةِ المنشآتِ الفندقيةِ والسياحيةِ ومراكزِ الغوصِ الموجودة بها، في الحصول على شهادة (العلامة الخضراء) من الجهات الدولية ذات الصلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى