صناعات مستدامة

خارج الصندوق.. التين الشوكي جلد أخضر لمستقبل مستدام

خارج الصندوق.. التين الشوكي جلد أخضر لمستقبل مستدام

في صناعة المواد الجلدية لطالما كانت جلود الحيوانات خيارًا يُعجِبُ كثيرًا من الناس، ومع تقدم الزمن بدأت بدائل صناعية تظهر في عالم صناعة الجلود، مثل الجلود الصناعية التي تستخدم موادًّا كيميائيةً تُقلد الجلد الحيوانيّ دون حاجَةٍ إلى الحيوانات.

وبالرغم من ذلك تظل الجلود الحيوانية أكثر فخامةً ومتانةً، في حين أنَّ الجلود الصناعية تظل أمام تحديات بيئية لا يمكن إغفالها؛ لذا -معالجةً لتلك التحديات- ظهر في الأفق ابتكار جديد يدمج بين الاستدامة والجودة، ويقدم بديلًا طبيعيًّا ومحافظًا على البيئة، وهو ما تستعرضه حماة الأرض في هذا المقال؛ فتابعوا القراءة.

البداية من التين الشوكي

هل تخيلت يومًا ما أنَّ التين الشوكي صاحب المذاق الحلو والقشرة الشائكة، يمكن أنْ يتحول إلى مادة تحاكي الجلود التقليدية في فخامتها ومتانتها؟! هذا ما يحدث اليوم، حيث تقود فاكهة التين الشوكي موجةً جديدةً من الابتكار في صناعة الجلود، وتسهم في صناعة مستقبل أكثر استدامةً.

التين

ابتكار طبيعي مستدام

تمثل جلودُ التين الشوكي -التي تُعرف تجاريًّا باسم ديزرتو- قمةَ الابتكار والاستفادة من الموارد الطبيعية؛ إذْ يتم استخلاصها من أوراق نبتة النوبال؛ وهي نوع من الصبَّارِ الذي يتميز بملمس مُخاطيّ قليلًا.

تبدأ هذه العلمية المستدامة -حسب موقع شركة DESSERTO المكسيكية- بجمع الأوراق الناضجة من الصبَّار دون الإضرار بالنبات نفسه؛ مما يضمن استمرار نموه الطبيعيّ وإنتاجه. وبعد ذلك تُنظَّف الأوراق جيدًا -للتخلص من أيّ شوائب- وتُترك لتجف تحت أشعة الشمس مدةً تصل إلى ثلاثة أيام دون حاجَةٍ إلى استخدام طاقة كهربائية إضافية؛ مما يقلل من البصمة الكربونية لهذه العملية.

بعد عملية التجفيف يصبح لدينا ألياف طبيعية، وهذه الألياف نحولها إلى مادة بيولوجية مرنة عبْر تقنيات معالَجةٍ صديقة للبيئة؛ لأنها تخلو من المواد الكيميائية السامة. وهذه الألياف تتميز بمتانتها ومقاومتها للعوامل الخارجية، مثل الرطوبة والتآكل؛ مما يجعلها خيارًا مثاليًّا لصناعة مجموعة متنوعة من المنتجات.

التوازن بين البيئة والاستثمار

أصبح هذا النوع من الجلود -وفق مجلة Vogue– اختيارًا مفضلًا لكثير من الشركات التي تبحث عن مواد مستدامة دون إغفال لمعايير الجودة، فتستخدمها في صناعة الحقائب، والأحذية، والأثاث، وحتى مقاعد السيارات، وذلك مع الحفاظ على خصائص هذه المصنوعات من الناحية الجمالية والعملية.

إذنْ، يوفر هذا الابتكار الحيويّ فوائدَ اقتصاديةً للشركات التي تعمل علَى تصنيع جلود التين الشوكي؛ مما يُعزز صورةَ العلامة التجارية؛ فحين تقوم بمسئولياتها البيئية والتنموية فإنها تجذب شريحةً واسعةً من المستهلِكين، الذين يفضلون شراء المنتجات الصديقة للبيئة.

يحافظ التين الشوكي على البيئة

إنَّ جلود التين الشوكي -بالإضافة إلى مزاياها الاستثمارية- لا يقتصر على توفير بديل للجلود التقليدية فقط، وإنما يُحدث تغييرًا جذريًّا في مفهوم الاستدامة بصورة عامة؛ فهو يسهم في الحفاظ على المياه، لأنَّ زراعته تتطلب مقدارًا قليلًا من الماء -مقارنةً بالمحاصيل الأخرى- ولا يحتاج إلى كثير من الأسمدة. كما أنه يمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو؛ مما يساعد على مكافحة التغير المناخيّ، وهذا وفق ما نشره موقع “The Momentum“.

في الختام ترى حماة الأرض في جلود التين الشوكي بديلًا مستدامًا يوازن بين البيئة ومواردها والاستثمار وعوائده؛ مما يؤكد أنَّ في الطبيعة من حولنا حلولًا لمشكلات البيئة؛ وكل ما نحتاج إليه لتحقيق ذلك هو أنْ نتخذ قرارًا بصنع مستقبل أخضر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى