خطى مستدامةاليوم الدولي للمرأة

سارة عبد الجابر.. آفاق علمية لابتكارات مستدامة

سارة عبد الجابر.. آفاق علمية لابتكارات مستدامة

سارة عبد الجابر.. آفاق علمية لابتكارات مستدامة

في الأيام القليلة المقبلة سوف يحتفل العالم بـ”اليوم الدوليّ للمرأة”، الذي يوافق الثامن من مارس كل عامٍ، وفيه تسعى الأمم المتحدة واليونيسف والعالم كله إلى تسليط الضوء علَى دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فهو يوم دوليّ تستعين به شعوبُ العالم علَى دعم استراتيجيات تمكين المرأة في كل مكان، وهو ما يجعل من خطوات تعزيز حقوقها -اجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا- ضمانًا لتنفيذ تطلعات وآمال شطر المجتمع.

هذا العام -عام 2024- هو العام الثاني علَى التوالي، الذي تشارك فيه حماةُ الأرض الاحتفالَ باليوم الدوليّ للمرأة، من خلال تسليط الضوء علَى إنجازاتِ سيداتٍ مصرياتٍ وعربياتٍ بارزاتٍ ورائداتٍ -عِلميًّا وعَمليًّا- في مجالاتهنَّ؛ لذا تصحبكم المجلةُ في الأيام القادمة عبْرَ رحلة -سلسلة مقالات اليوم الدوليّ للمرأة- معبِّرةٍ عن نماذج نسوية مُشرِّفة، أشرقتْ شمسُ مسيرتها المهنية في سماء مصر والعالم العربيّ، وهذا من خلال إنجازات ألهمتْ نساءَ العالمِ كله؛ ليكون تمكينهنَّ أسلوبَ حياة عادلة، وصورةً من صور تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أمَّا عن بطلة هذا المقال فهي الدكتورة/ سارة عبد الجابر، “الأستاذة المساعِدة في قسم طب النانو بمعهد علوم وتكنولوجيا النانو – جامعة كفر الشيخ”، التي كانت مسيرتها العلمية مثالًا يُقتدى به لمِنْ أراد النجاح.

بدأت هذه المسيرة العلمية بتخرجها في الجامعة الألمانية بالقاهرة، حيث حصلت علَى بكالوريوس الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية، بتقدير عامّ امتياز مع مرتبة الشرف، ثم امتدت مسيرتُها في الجامعة ذاتها من خلال حصولها علَى درجتَي الماجستير والدكتوراة، ثم منحتها الهيئة الألمانية للتبادل العلميّ عدةَ منحٍ للدراسة التطبيقية في معامل كبرى جامعات ألمانيا؛ لتميزها العلميّ وصلابة موضوعاتها البحثية.

لقد أدركتِ الدكتورة/ سارة عبد الجابر مدى أهمية الاستعانة بتكنولوجيا النانو في الطب الحديث، لا سيما في مجال مكافحة السرطان وتشخيص الأمراض؛ رغبةً منها في بلوغ هدف التنمية المستدامة الخاص بالصحة الجيدة.

ومِن هنا اهتمتِ الدكتورةُ/ سارة عبد الجابر بالعلاج الضوئيّ الديناميكيّ، باعتباره تقنيةً علاجيةً مبتكَرة، حيث تعتمد علَى مُركباتٍ مستخلَصةٍ من مشتقات الكلوروفيل، التي يتم تنشيطها بالضوء لتنتج الأكسجين النشط، والذي يقتل بدوره مسببات المرض، مثل الخلايا السرطانية والبكتيريا المقاوِمة للعلاج.

وقد أثمرت جهودها البحثية القائمة علَى مبادئ الاستدامة، بحصولها علَى جائزة الكيمياء الخضراء لعلوم الحياة، التي تُقدمها منظمة اليونسكو في صورة شهادة وتمويل مقترَحٍ لأحد أبحاث الدكتورة/ سارة عبد الجابر، الذي عملت من خلاله علَى تحقيق الاستدامة بتحويل المخلفات النباتية إلي مُركبات ذات قيمة علاجية اقتصادية.

ليس هذا فحسب، وإنما كان للدكتورة/ سارة عبد الجابر اهتمامات بالدور المجتمعيّ والأنشطة التثقيفية؛ لذا شاركت في معمل العلوم المتنقل، لإجراء تجارب أمام طلاب المرحلة الإعدادية في المناطق النائية. كما اهتمت أيضًا بمعسكرات العلوم، التي تستهدف تبسيط العلوم لطلاب المراحل الابتدائية.

وللدكتورة/ سارة عبد الجابر -أيضًا- أنشطة توعوية، مثل دورها التنظيميّ لورشة عمل دولية عن العلاج الشعبيّ البديل، وكان هذا في جامعة “زنجبار” بتنزانيا، ومشاركتها في ورشة عمل عن القيادة والتميز في المجال الأكاديميّ.

ومما يُضاف إلى إسهاماتها المستدامة طوال مسيرتها العلمية، مشاركتها في المؤتمر الدوليّ الخاص بالتعامل مع المخلفات الطبية بطريقة مستدامة، وما صحبه من فاعليات، مثل اليوم التوعويّ في المؤسسة الأهلية للصم لتعزيز الشمولية في المجتمع. كما شاركت في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27، ومنتدى شباب العالم لعام 2022، والذي تم تكريمها فيه من قِبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

إنَّ الدكتورةَ/ سارة عبد الجابر قيمةٌ علميةٌ، وشخصيةٌ متشعبةُ الاهتماماتِ، وتتمتع بكثير من العضويات، مثل: عضوية الأكاديمية المصرية للعلماء الشباب، والأكاديمية العربية الألمانية للعلوم والإنسانيات، ولجنة رعاية واستخدام الحيوان في الدراسات البحثية.

كل تلك الجهود العلمية والتطبيقية لمبادئ الاستدامة في مجال الطب جعل من حياة الدكتورة/ سارة عبد الجابر صورةً مشرِّفةً من صور النجاح، ونموذجًا رائدًا من نماذج إلهام المرأة في قطاعَي البحث العلميّ والصحة، والقطاعات كافةً؛ لتكون الدكتورة/ سارة عبد الجابر واحدةً من نساء مصر اللواتي يعملنَ علَى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى