أخبار الاستدامة

عالمية المياه في أسبوع مصري

أسبوع القاهرة للمياه

عالمية المياه في أسبوع مصري

في السنوات الأخيرة أصبحت استراتيجيات تعزيز الموارد المائية أهم من أيّ وقت مضى، نظرًا لما يشهده العالم من تغيرات مناخية حادة، تلك التغيرات التي تزامنت مع أزمات المياه وانحسار مصادرها في كثير من دول العالم؛ لذا أخذت مصر علَى عاتقها زيادة مشروعات التنمية المائية، من خلال محطات تحلية المياه وغيرها من المشروعات ذات الصلة، وهو الأمر الذي تمثله في أرض الواقع الاستراتيجية الوطنية “استراتيجية تنمية وإدارة الموارد المائية حتى عام ٢٠٥٠”.

مِن هنا، تتوالى الاجتماعات والفعاليات الدولية في أرض مصر، عاكسةً الريادةَ المصريةَ في مجال تعزيز المياه، ومن بين أهم هذه الفعاليات “أسبوع القاهرة للمياه”، الذي ينعقد منذ عام 2018 حتى صار من أبرز الفعاليات الدولية في مجال المياه بقيادة مصرية، حيث تتشارك وفود رفيعة المستوى في عديد من الجلسات الفنية وورش العمل، وتقديم عروض ومشاركات من متحدثين دوليين بارزين.

وبعد ستة أعوام من أسبوع المياه انطلقت يومَ 13 أكتوبر الجاري أُولى فعاليات النسخة السابعة من أسبوع القاهرة للمياه، والذي جاء بعنوان “المياه والمناخ: بناء مجتمعات مرنة”، حيث تجمع هذه النسخة -تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية- عددًا من متخصصي تنمية موارد المياه من مختلف دول العالم، حيث يسعون إلى مناقشة أهم قضايا إدارة المياه، وسبل تعزيزها لمكافحة التغيرات المناخية.

وقد شملت جلسات أسبوع القاهرة السابع للمياه موضوعاتٍ عديدةً؛ هي: إدارة الموارد المائية لتعزيز مرونة المجتمعات، حوكمة المياه المشتركة، الابتكار في تمويل حلول الأمن المائيّ، بناء المجتمعات الذكية مناخيًّا من حيث التخطيط والتشريعات، والعمل علَى تكيف المياه مع التغيرات المناخية.

أرقام وتحديات

في أسبوع القاهرة السابع للمياه تعمل وزارة الموارد المائية والري -باعتبارها المنظم الرئيسيّ- علَى تحقيق أكبر عائد مجتمعيّ ودوليّ بخصوص قضايا المياه، ومعالجة كل تحدياتها علَى الصعيدين الإقليميّ والعالميّ، وذلك بالتعاون بينها وبين جميع الأطراف والمؤسسات المعنية، وعلَى رأسها الاتحاد الأوروبيّ في مصر، وأسبوع المياه الإفريقيّ، ومنظمة الأغذية والزراعة.

وعلَى صعيد الأرقام والإحصاءات تفيد التقارير الرسمية بأنَّ جميع نُسخ أسبوع القاهرة للمياه قد تضمنت أكثر من 24 ألف مشارَكة، بالإضافة إلى 25 مسابقةً، و98 عارِضًا، و1.495 متحدثًا رئيسيًّا علَى المستوى الإقليميّ والدوليّ، فضلًا عن 154 منظمةً عالميةً. كما تضمن أسبوع القاهرة للمياه عبْر تاريخه الكبير 152 جلسةً، و113 ملخصًا بحثيًّا، و18 ملخصًا مطوَّلًا، بالإضافة إلى 10 أبحاث كاملة.

هذا الأرقام تعكس القيمةَ التي يقدمها هذا الأسبوع المصريّ الدوليّ علَى الصعيد المحليّ والعالميّ، حيث تُعرض الأفكار المبتكرة والبنَّاءة في مجال تعزيز المياه، والتواصل مع خبراء سياسات المياه حول العالم، والتعاون مع الكيانات الوطنية والدولية؛ وهذا يلقي الضوء -بلا شك- علَى ثقافة مصر الغنية، وقياس مقدار دورها في جعل سياسات المياه العالمية أكثر عدالةً واتساقًا مع الاحتياجات الوطنية في جميع دول العالم.

لذا جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي معبِّرةً عن هذه الأهمية أصدق تعبير، حيث أكد سيادته أنَّ تنظيم أسبوع القاهرة السابع للمياه في هذا التوقيت -بالرغم من التحديات الجمة التي يشهدها العالم- فرصة لإبراز أهمية التباحث في موضوعات إدارة الموارد المائية وتنميتها؛ للحفاظ علَى سلامة واستدامة الموارد المائية الدولية، وفقًا لمبادئ القانون الدوليّ للمياه.

ومما تجدر الإشارة إليه، هو ما شهدته الفعاليةُ مِن تنظيم معرض علَى هامش أسبوع القاهرة السابع للمياه، حيث قدَّمت الحكومة المصرية إلى المؤسسات الحكومية والخاصة منصةً يمكنها إلقاء الضوء علَى برامجها ومنتجاتها وابتكاراتها في مجال المياه ودعم مواردها، فضلًا عما يشتمل عليه هذا الأسبوع الدوليّ مِن مباحثات حيوية حول موضوعات تحلية المياه ومشروعاتها الوطنية والدولية، والطاقة المتجددة، وأحدث الحلول التكنولوجية في مجال المياه.

ختام أسبوع القاهرة للمياه

مِن المقرر اليوم -17 أكتوبر- أنْ تتضمن جلسات أسبوع القاهرة السابع للمياه عددًا من الموضوعات المهمة، ومن بينها: الحديث حول دور العلم في تخطيط وتشريع المجتمعات الذكية مناخيًّا، وحوار حول علم المياه في إفريقيا، الذي تديره المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التي تؤكد رؤيتها واستراتيجيتها في مجال الهيدرولوجيا، ومدى اهتمامها بالإسهام في إدارة موارد المياه والكوارث المرتبطة بها، ودور هذا في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة: المياه النظيفة والنظافة الصحية.

تلك التحركات المصرية العالمية في تنفيذ الاستراتيجيات المتعلقة بالمياه ومواردها فرصةٌ كبرى لمواجهة تحديات القطاع المائيّ في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل دعمًا حقيقيًّا للمنافع المائية المشتركة بين الدول، حيث استطاعت مصر دمج سياسات المناخ والمياه في الرؤى الوطنية وأهداف التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى