عبلة الألفي.. أم أطفال مصر
عبلة الألفي.. أم أطفال مصر
في الأيام القليلة المقبلة سوف يحتفل العالم بـ”اليوم الدوليّ للمرأة”، الذي يوافق الثامن من مارس كل عامٍ، وفيه تسعى الأمم المتحدة واليونيسف والعالم كله إلى تسليط الضوء علَى دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فهو يوم دوليّ تستعين به شعوبُ العالم علَى دعم استراتيجيات تمكين المرأة في كل مكان، وهو ما يجعل من خطوات تعزيز حقوقها -اجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا- ضمانًا لتنفيذ تطلعات وآمال شطر المجتمع.
هذا العام -عام 2024- هو العام الثاني علَى التوالي، الذي تشارك فيه حماةُ الأرض الاحتفالَ باليوم الدوليّ للمرأة، من خلال تسليط الضوء علَى إنجازاتِ سيداتٍ مصرياتٍ وعربياتٍ بارزاتٍ ورائداتٍ -عِلميًّا وعَمليًّا- في مجالاتهنَّ؛ لذا تصحبكم المجلةُ في الأيام القادمة عبْرَ رحلة -سلسلة مقالات اليوم الدوليّ للمرأة- معبِّرةٍ عن نماذج نسوية مُشرِّفة، أشرقتْ شمسُ مسيرتها المهنية في سماء مصر والعالم العربيّ، وهذا من خلال إنجازات ألهمتْ نساءَ العالمِ كله؛ ليكون تمكينهنَّ أسلوبَ حياة عادلة، وصورةً من صور تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أمَّا عن بطلة هذا المقال فهي الأستاذة الدكتورة/ عبلة الألفيّ، الملقبة بـ”أم أطفال مصر”، النائبة البرلمانية، ورئيسة اللجنة الفرعية لصحة الأم والطفل والقضية السكانية في لجنة الشئون الصحية بالمجلس.
وقد بدأت مسيرتها المهنية بحصولها علَى بكالوريوس الطب والجراحة مع مرتبة الشرف، مِن جامعة المنصورة عام 1979، ثم حصلت علَى درجة الدكتوراة في طب الأطفال مِن جامعة المنصورة، وهذا عام 2002، ثم زمالة الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل من إنجلترا في عام 2004، وغيرها من الدرجات العلمية المتميزة.
وبهذه الدرجات العلمية -محليًّا ودوليًّا- أسهمتِ الدكتورةُ/ عبلة الألفيّ في مجالات طبية بصورة تساعد علَى تنفيذ رؤية مصر وطموحاتها في أنْ تُحققَ أهدافَ التنمية المستدامة؛ فأصبحت رائدةً في مجال طب الأطفال المجتمعيّ وحديثي الولادة، كما اهتمت بملف تحسين مخرجات الطفولة المبكرة، بما يتماشى مع الواقع المصريّ وتطبيق السياسات العالمية عالية الجودة؛ وهو ما كان خطوةً ملموسةً في رفع مستوى الخدمات الصحية.
إنَّ الدكتورةَ/ عبلة الألفيّ -أيضًا- عضوةُ البورد العربيّ للقبالة والتمريض في جامعة الدول العربية، وعضوةُ اللجنة الوزارية لتخفيض الولادات القيصرية، بالإضافة إلى كونها مؤسِّسةَ ورئيسةَ الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل، ومؤسِّسةَ مبادرة “حلمنا وهنحققه”، الخاصة بتحسين صحة الطفل المصريّ – تجربة رائدة في مجال صحة الأسرة. وغيرها من المناصب العامة التي تبذل الدكتورةُ/ عبلة الألفيّ من خلالها جهودًا حول صحة الطفل والأم، والمرأة بشكل عامّ.
لقد استطاعتِ الدكتورةُ/ عبلة الألفيّ أنْ تُسَطر مسيرتها المهنية والعلمية بحروف من نور؛ حتى كانت جديرةً بكثير من التكريمات وعديد من الجوائز والدروع وشهادات التقدير؛ فعلَى سبيل المثال لا الحصر تسلمت في عام 2023 درعَ الأميرة منى الحسين الهاشميّ من مؤسسة كلية الأميرة منى للتمريض في المملكة الهاشمية الأردنية. وفي العامِ نفسه تسلمت درعَ مُحافِظِ الإسكندرية؛ تقديرًا لجهودها في مجال تحسين صحة الطفل والقضية السكانية في المحافظة.
وقبل هذا -في عام 2019- حازتْ لقبَ “أم أطفال مصر” من الكلية الملكية البريطانية وأطباء الأطفال المصريين، بقيادة فريق جامعة القاهرة. ومِن بين أهم إنجازاتها وجهودها في سبيل تطوير القطاع الصحيّ، رئاستها للمؤتمر العلميّ الأول للكلية الملكية البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمشاركة 1200 طبيب علَى مستوى العالم، وبالتعاون مع الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال ومستشفى الأطفال والنساء في مجمع الجلاء للقوات المسلحة، والذي كان له كبير الأثر في الوسط الطبيّ.
للدكتورة/ عبلة الألفيّ مسيرة حافلة بالإنجازات، التي تحتاج إلى صفحات وصفحات حتى يمكن إلقاء الضوء علَى جوانبها كلها، وهو ما تبرزه مكانتها الاجتماعية والسياسية والثقافية بين نساء مصر والوطن العربيّ؛ فهي قدوة ونموذج رائد في مجالات عديدة، وبذلك استحقتِ التكريمَ في اليوم الدوليّ للمرأة.