عظماء في تاريخ العلوم.. قصة صاحب نظرية الكم ومخترع الترانزستور ومكتشف فصائل الدم
عظماء في تاريخ العلوم.. قصة صاحب نظرية الكم ومخترع الترانزستور ومكتشف فصائل الدم
يحفل تاريخ العلوم بعدد كبير من العظماء في مجالات عديدة بين الحقب الزمنية المختلفة. مِن هنا نسلط معكم الضوءَ على ثلاثة من أبرز العلماء الذين توافق تواريخ ميلادهم أشهر الربع الثاني مِن عام 2024؛ لنبرز -بإيجاز- أهم إنجازاتهم الرائدة.
23 إبريل 1858: ماكس بلانك
إنه العالِمُ الفيزيائيّ الألمانيّ الفذّ “ماكس بلانك”، الذي يُعدُّ أحدَ أبرز علماء الفيزياء في التاريخ، وهو مؤسِّسُ نظرية الكم، بالإضافة إلى كثيرٍ من إسهاماته البارزة في تاريخ العلوم؛ لينال عن ذلك جائزة نوبل في الفيزياء عام 1918. ومن بين جميع إنجازاته تُعتبر نظريةُ الكم ثورةً في مجال الفيزياء النظرية، حيث غيرت فهمنا -بشكل كامل- لطبيعة الذرة وجسيماتها.
امتد تأثير “بلانك” الإيجابيّ في المجتمع العلميّ إلى ما هو أبعد من أبحاثه الخاصة، حيث كان مدافعًا قويًّا عن أهمية التقدم العلميّ، كما سلط الضوء على إنجازات غيره من الفيزيائيين. ومِن الجدير بالذِّكْرِ، هو أنه شغل منصب رئيس جمعية القيصر فيلهلم المرموقة مرتينِ، وهي منظمة علمية ألمانية رائدة. وخلال فترة عمله أشرفَ على إنشاء عديد من معاهد البحوث الجديدة، التي عزَّزَتِ التعاونَ العلميّ والابتكار.
23 مايو 1908: جون باردين
“جون باردين” هو فيزيائيّ أمريكيّ اشتهر بكونه أولَ عالِمٍ يحصل على جائزة نوبل في الفيزياء مرتينِ. وقد تميزت مسيرته العلمية ببصمة لا تُمحى في تاريخ العلوم؛ فجعلته رمزًا للابتكار والإبداع العلميّ.
يُعدُّ اختراع الترانزستور عامَ 1947 أحدَ أهم إنجازات “جون باردين”، حيث شارك مع زميليه “والتر براتين” و”ويليام شوكلي” في تطوير هذا الابتكار الاستثنائيّ، الذي أحدث ثورةً في عالم الإلكترونيات. ثم حلَّ الترانزستور محلَّ الصمامات المفرغة ذات الحجم الكبير والكفاءة المنخفضة؛ ممهِّدًا الطريقَ أمام ثورة تكنولوجية هائلة، أدَّتْ إلى تصغير حجم الأجهزة الإلكترونية، وزيادة كفاءتها بشكل غير مسبوق.
وبَعدَ أكثر من عقدينِ حصل “باردين” على جائزة نوبل الثانية في الفيزياء عام 1972؛ تقديرًا لمساهماته في تطوير نظرية المواد فائقة التوصيل، بالاشتراك مع زميليه “ليون نيل كوبر” و”جون روبرت شريفر”.
14 يونيو 1868: كارل لاندشتاينر
كان “كارل لاندشتاينر” عالِمًا نمساويًّا أمريكيًّا، وقد اشتهر باكتشافه نظام فصائل الدم ABO عام 1901. يُعدُّ هذا الاكتشافُ ثورةً طبيةً أنقذتْ ملايين الأرواح من خلال تسهيل عمليات نقل الدم بشكلٍ آمنٍ؛ لينال عن هذا جائزةَ نوبل في الطب عام 1930.
أحدث اكتشافُ “لاندشتاينر” لنظام فصائل الدم ABO ثورةً في مجال نقل الدم، فقبل هذا الاكتشاف كانت عملياتُ نقل الدم قاتلةً -غالبًا- بسبب تفاعلات المناعة بين المتبرِّع والمتلقي، غير أنَّ الاكتشاف الجديد سمح للأطباء بمطابقة فصائل دم المتبرِّع والمتلقي بشكل دقيق؛ مما أدَّى إلى خفض معدلات الوفيات بشكل كبير.
بالإضافة إلى ما سبق، ساهم “لاندشتاينر” في مجالات أخرى كثيرة، بما في هذا تطوير لقاح ضد شلل الأطفال، ودراسة عامل ريسوس (Rh) في خلايا الدم الحمراء، وغيرهما.