علوم مستدامة

عظماء في تاريخ العلوم.. نوبل بين البولندية العبقرية والطبيب الألماني

عظماء في تاريخ العلوم

عظماء في تاريخ العلوم.. نوبل بين البولندية العبقرية والطبيب الألماني

يحفل تاريخُ العلومِ بعدد كبير من العظماء في مجالات عديدة بين الحقب الزمنية المختلفة. مِن هنا نسلط معكم الضوءَ على ثلاثة مِن أبرز العلماء الذين توافق تواريخُ مواليدهم الأشهرَ التي يغطيها عددُ الربع الأخير لعام 2023 من مجلة حُماة الأرض؛ لنبرز -بإيجاز- أهمَّ إنجازاتهم الرائدة.

21 أكتوبر 1833: ألفريد نوبل

لا أظن أنَّ أحدًا منا لم يسمع يومًا ما عن ألفريد نوبل، ذلك العالم السويديّ الفَذُّ، الذي تُمنح جائزته كل عامٍ لأبرز العلماء والأدباء حول العالم.

كان نوبل مهندِسًا ومخترِعًا كيميائيًّا استثنائيًّا، له كثير من براءات الاختراع. كان معظمُها دائرًا حول صناعة المواد المتفجرة، التي يمكن نقلها واستخدامها بشكل آمن. وفي عام 1867 اخترع ألفريد الديناميت، الذي شَقَّ طريقه إلى الاستخدام على نطاق واسع في المحاجر ومناطق التعدين حول العالم، باعتباره حلًّا آمنًا لتفتيت الكتل الصخرية الضخمة.

تَلا هذا عديدٌ من الاختراعات الأخرى، مثل: الجلجنيت والباللستيت، وكلاهما -بالطبع- من المواد المتفجرة. لكن كل تلك الاختراعات وجدت سوقًا رائجًا للاستخدام في الحروب وصناعة الأسلحة، وهو ما دفع نوبل ليجعل كلَّ ما ربحه خلال حياته في صورة جائزة تُمنح لأبرز العلماء.

7 نوفمبر 1867: ماري كوري

يكفي أنْ نَذكرَ عنها أنها العالِمُ الوحيدُ الذي استطاع أنْ يحصلَ على جائزة نوبل مرتين في مجالين عِلميين مختلفين (الفيزياء والكيمياء)؛ وهذا نظرًا إلى أعمالها الاستثنائية في مجال النشاط الإشعاعيّ.

اكتشفتْ -مع زوجها بيار كوري- عنصرَي الراديوم والبولونيوم، كما قامتْ بوضع نظرية للنشاط الإشعاعيّ، بالإضافة إلى ابتكارها مجموعةً من التقنيات لفصل النظائر المُشِعَّة، لتُشرِف بعدها على تجارب وبحوث معالجة الأورام باستخدام هذه النظائر. ومن اللطيف هنا أنْ نذكر -أيضًا- أنَّها اختارتْ مع زوجها اسمَ البولونيوم تكريمًا للبلد الذي ولِدَتْ فيه: “بولندا”.

مثلت كوري في خلال سنوات حياتها نموذجًا لما يمكن أنْ تصلَ إليه المرأةُ في مجال العلوم والهندسة، حيث استطاعتْ أنْ تَتَقَلَّدَ عديدًا من المناصب الأكاديمية المرموقة، متغلبةً على العوائق المجتمعية الكبيرة في ذلك الوقت.

11 ديسمبر 1843: روبرت كوخ

يطلَق عليه أبو علم الجراثيم الحديث، وأبو علم الأحياء الدقيقة؛ إذْ يرجع الفضلُ إلى هذا الطبيب الألمانيّ في اكتشاف العوامل المسببة لعدد من الأمراض المُعدية والقاتلة، التي من أبرزها: السل – الكوليرا – الجمرة الخبيثة.

كانت حياةُ كوخ حافلةً بالاكتشافات والاختراعات، فهو أول مَن قام بزراعة البكتيريا في المختبر، باستخدام الألواح الزجاجية، وهي التقنية التي تم تطويرها -لاحقًا- تحت اسم طبق بتري. وهو أول مَن أثبتَ أنَّ انتقالَ العدوى في الأمراض يرجع إلى وجود عضويات حية مجهرية تقوم بهذا الدور.

درس كوخ كثيرًا من الأوبئة، منها: الكوليرا، والملاريا، والطاعون. كما اكتشف البكتيريا المسببة لمرض السُّل، هذا إلى جانب بحوث عديدة حول هذا الموضوع؛ ليحصل في العام 1905 على جائزة نوبل في الطب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى