غادة لبيب.. نموذج مشرف مصري عربي إفريقي

غادة لبيب.. نموذج مشرف مصري عربي إفريقي

في الأيام القليلة المقبلة سوف يحتفل العالم بـ”اليوم الدوليّ للمرأة”، الذي يوافق الثامن من مارس كل عامٍ، وفيه تسعى الأمم المتحدة واليونيسف والعالم كله إلى تسليط الضوء علَى دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فهو يوم دوليّ تستعين به شعوبُ العالم علَى دعم استراتيجيات تمكين المرأة في كل مكان، وهو ما يجعل من خطوات تعزيز حقوقها -اجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا- ضمانًا لتنفيذ تطلعات وآمال شطر المجتمع.

هذا العام -عام 2024- هو العام الثاني علَى التوالي، الذي تشارك فيه حماةُ الأرض الاحتفالَ باليوم الدوليّ للمرأة، من خلال تسليط الضوء علَى إنجازاتِ سيداتٍ مصرياتٍ وعربياتٍ بارزاتٍ ورائداتٍ -عِلميًّا وعَمليًّا- في مجالاتهنَّ؛ لذا تصحبكم المجلةُ في الأيام القادمة عبْرَ رحلة -سلسلة مقالات اليوم الدوليّ للمرأة- معبِّرةٍ عن نماذج نسوية مُشرِّفة، أشرقتْ شمسُ مسيرتها المهنية في سماء مصر والعالم العربيّ، وهذا من خلال إنجازات ألهمتْ نساءَ العالمِ كله؛ ليكون تمكينهنَّ أسلوبَ حياة عادلة، وصورةً من صور تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أمَّا عن بطلة هذا المقال فهي الدكتورة/ غادة لبيب “نائبة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسيّ”، التي جمعت بين الهندسة والقانون والإدارة؛ لتصبح رائدةً ونموذجًا مشرِّفًا في تطوير الأعمال وإدارة العملاء، حتى امتدت مسيرتها 20 عامًا بخبرات قيادية، ومهارات في إدارة المشروعات الكبرى.

بدأتِ الدكتورةُ/ غادة لبيب حياتها المهنية بحصولها علَى بكالوريوس هندسة الإلكترونيات والاتصالات، ثم ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، كما حصلت علَى دبلوم السياسات العامة من مدرسة الإدارة الوطنية الفرنسية (ENA)، ودبلوم المهارات القيادية من جامعة هارفارد، ودبلوم الحوكمة والإدارة العامة من كلية الخدمة الوطنية في سنغافورة.

وقد أثمرت جهودُ الدكتورة/ غادة لبيب عددًا من الإنجازات علَى مستوى القطاعينِ الحكوميّ والخاص؛ ولذا استحقت أنْ تُكرَّمَ وتفوزَ بعددٍ من الجوائز، منها -علَى سبيل المثال- جائزة المرأة العربية للمسئولية المجتمعية في مجال التحول والشمول الرقميّ، كما تم اختيارها ضمن قائمة أكثر ٥٠ امرأةً ملهِمةً ومؤثِّرةً في مصرَ ۲۰۲۰، واختيارها أيضًا ضمن قائمة “mujae” للقيادات النسائية الإفريقية الـ15 الأكثر إلهامًا في مجال الإدارة والقيادة.

كل تلك الجوائز وغيرها كانت استحقاقًا لما بذلته الدكتورة/ غادة لبيب من جهود في مجالَي الاتصال والإدارة، فقد كانت رئيسًا لمجموعة شمال إفريقيا في المنظمة الإفريقية للإدارة العامة، وهذا في عامِ 2018. وأمَّا عن جهودها علَى المستوى الوطنيّ فكانتِ الدكتورةُ/ غادة لبيب ضمن أعضاء لجنة الذكاء الاصطناعيّ في مَجْمَعِ اللُّغَةِ العربيَّةِ، والجمعية العمومية لمؤسسة أخبار اليوم، والمجلس الأعلى للمجتمع الرقميّ في اللجنة العليا للإصلاح الإداريّ، وغيرها من مجالات العمل العامّ.

إنَّ هذه المسيرةَ المهنيةَ المشرِّفةَ كانت -وما تزال- صورةً من صور الكفاح والسعي نحو تنفيذ الرؤية المصرية في كل المجالات؛ ومِن ثَمَّ كانت جهودها كثيرةً من خلال المحاضرات، وبرامج الدكتوراة، وحضور المؤتمرات الدولية الخاصة بالتكنولوجيا المالية والشمول الماليّ.

بالإضافة إلى قلمها الذي كتبت به في شتَّى الموضوعات والدراسات، التي نُشرِت في صحف قومية ومجلات مرموقة، كالأهرام، والجمهورية، ومجلة روز اليوسف، ومجلة هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، ومجلة مَجْمَعِ اللُّغَةِ العربيَّةِ.

إنَّ مسيرةَ الدكتورة/ غادة لبيب جاءت متنوعةً، ليس بصفتها “نائبةَ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسيّ” فحسب، وإنما من خلال مناصبها كلها، التي شملت وزارة التخطيط، حيث كانت نائبةَ وزير التخطيط للإصلاح الإداريّ، وكذلك بصفتها مستشارَ السيدِ رئيس الوزراء للمتابعة ونظم المعلومات، وغيرها من المناصب الحكومية؛ لتصبح رائدةً في مجالات عديدة؛ وهذا ما يجعلها جديرةً بأنْ تكون ملهِمةَ نساء العالم كله، خاصةً نساء مصر والوطن العربيّ.