صناعات مستدامة

قصب السكر.. الذهب الأخضر لإنقاذ الكوكب

قصب السكر.. الذهب الأخضر لإنقاذ الكوكب

في كل مرَّة تستخدم فيها عبوةً بلاستيكيةً هل تفكر في تأثير هذا في كوكبنا؟ فعلى الرغم من ملاءمة البلاستيك للحياة اليومية، فهو يمثل -أيضًا- تهديدًا خطيرًا على البيئة؛ إذ يستغرق تحلله قرونًا طويلةً. ومع ذلك، تتقدم البشرية خطوةً جديدةً نحو الأمل، والحليف هذه المرَّة هو قصب السكر فهو ليس فقط مصدرًا للسكر، وإنما يتحول الآن إلى رمز للاستدامة ومكافحة التلوث.

لذلك سوف تستكشف معكم حماة الأرض في هذا المقال الباجاس -بالفرنسية: Bagasse- وهو مُصَاصة قصب السكر المتبقية بعد عصره، الذي يكون في صورة ألياف، كما ستلقي الضوء علَى دور هذه الألياف الطبيعية في إعادة تشكيل عالم التغليف بطريقة صديقة للبيئة.. فتابعوا القراءة.

أزمة البلاستيك ومستقبل مستدام

في العقود الأخيرة أصبح البلاستيك واحدًا من أكبر مصادر التلوث البيئي؛ إذ يستغرق البلاستيك عقودًا طويلةً للتحلل، وفي معظم الأحيان يتسبب في تلوث بيئيّ يستمر قرونًا. وعندما يتحلل البلاستيك يتحول إلى مواد دقيقة تُعرف بالميكروبلاستيك، وهي من المواد التي تسبب تلوث الماء والهواء؛ مما يعرّض النظم البيئية للخطر.

ومع تزايد الوعي العالميّ ظهرت بدائل مشتقة من النباتات يمكن أن تُحدث ثورةً في عالم التغليف. ومن بين هذه البدائل الواعدة ألياف قصب السكر، التي تُستخدم في تصنيع مواد صديقة للبيئة وقابلة للتحلل؛ مما يمهد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامةً.

قصب السكر المستدام

في الماضي كان يُعتقد أنَّ ألياف قصب السكر عبارة عن نفايات تُحرق أو تُستخدم بوصفها وقودًا أو علفًا للحيوانات. أما اليوم فقد أصبحت واحدةً من أكثر الموارد المستدامة استخدامًا في تصنيع بدائل البلاستيك القابلة للتحلل؛ وذلك لوفرتها وتجددها السريع.

يمكن لقصب السكر أنْ ينمو مجددًا في مدة بين 8 و10 أشهر فقط، كما أنَّ العبوات المصنوعة منه قابلة للتحلل بصورة طبيعية دون أنْ تخلف وراءها أيَّ مواد ضارة، وكذلك فإنَّ إنتاج هذه العبوات القابلة للتحلل يقلل من انبعاثات الكربون مقارنةً بالبلاستيك الصناعيّ.

تصنيع ألياف قصب السكر

تمر ألياف قصب السكر بعملية تصنيع دقيقة تبدأ باستخراج العصير من عيدان القصب، حيث يتم فصل العصير عن الألياف الجافة. وبعد ذلك تُطحن الألياف وتُمزج بالماء لتكوين عجينة تشبه عجينة الورق، وتُستخدم هذه العجينة في عديد من الصناعات مثل صناعة عبوات التغليف -على سبيل المثال- لكونها مادةً ذات قيمة فعّالة بسبب خصائصها المتنوعة.

في النهاية تُضاف بعض المكونات لتحسين خصائص المادة، ثم تُضغط العجينة في قوالب تحت حرارة وضغط مرتفعينِ؛ من أجل تشكيل المنتجات المطلوبة، بما يحقق الاستدامة البيئية في قطاع الصناعة، وفي غيره من القطاعات؛ تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة الشاملة.

وتكون نتيجة ذلك منتجات تتميز بمجموعة واسعة من الخصائص المستدامة، مثل تحمُّل درجات الحرارة المرتفعة (حتى 200 درجة فهرنهايت)، ومقاومة الشحوم والماء، فضلًا عن خصائص العزل؛ فهي تحافظ على درجة الحرارة الداخلية بصورة صحية.

وختامًا تؤمن حماة الأرض بأنَّ مسئوليتنا تجاه كوكبنا تفرض علينا البحث عن بدائل صديقة للبيئة، واستخدامها بحكمة، وهي مسئولية تشمل الأفراد والمؤسسات على حد سواء؛ لذا علينا أنْ نصبح جميعًا جزءًا من التأثير الإيجابيّ المنتظر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى