خطى مستدامة

ما الغازات الدفيئة؟

الغازات الدفيئة

ما الغازات الدفيئة؟

تُعتبر الغازات الدفيئة موضوعًا مهمًّا، ومثيرًا لانتباه كثيرينَ في الوقت الحاضر، حيث أصبح العالم علَى دراية بتأثير هذه الغازات في البيئة ومواردها؛ فهذه الغازات مُسبب مِن مُسبباتِ الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي المحيط بالأرض من ناحية، ومِن ناحية أخرى قد يتسبب فقدانُها في أنْ يكون متوسطُ درجة حرارة سطح الأرض حوالي (-18) درجة مئوية، بدلًا من المتوسط الحالي البالغ (15) درجة مئوية.

وإذنْ، هناك عَلاقة بين زيادة معدلات الغازات الدفيئة وارتفاع معدلات الاحتباس الحراري؛ فعلَى الرغم من أهميتها في الحفاظ علَى دفءِ الأرض -هذا سر تسميتها بالدفيئة- فإنها أصبحتْ في السنوات الأخيرة ذات سمعة سيئة بعدما صارتْ مسببًا رئيسيًّا من مسببات الاحترار العالمي؛ فهذه الغازات الدفيئة -عن جدارة- غازات احتباس حراري. ولمعرفة المزيد عن معنى الاحتباس الحراري، يمكنكم مطالعة المقال الماضي “ما الاحتباس الحراري؟” مِن سلسلة (ما…؟).

وبصورة أوضح، يتسبب استخدام الوقود الأحفوري -النفط، الفحم، الغاز الطبيعي- في انبعاث ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى حيوانات المزرعة التي تطلق كميات كبيرة من غاز الميثان، وبعض الأنشطة الزراعية الأخرى كحرث الحقول، وشحن المحاصيل إلى الأسواق، وغيرها من الممارسات التي تتسبب في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة؛ ولذا فإنَّ الجهودَ المبذولةَ لتقليل تلك الانبعاثات والتكيف مع تأثيراتها تُعَدُّ طريقًا مهمًّا إلى المحافظة على صحة الكوكب، وتأمين مستقبل مستدام لنا وللأجيال القادمة.

والآن، سنذكر لكم أهم أنواع الغازات الدفيئة، وهي:

  • ثاني أكسيد الكربون: يُعتبر ثاني أكسيد الكربون أحد أهم الغازات الدفيئة، حيث يُساهم في حوالي ثلاثة أرباع انبعاثات هذه الغازات؛ لأنه يظل منتشرًا في الغلاف الجوي لآلاف السنين بعدما تتسبب في زيادة معدلاته أنشطةُ سلبيةٌ مثل: حرق المواد العضوية كالفحم، والنفط، والغاز، والخشب، وكذلك النفايات الصلبة. في هذا السياق، وصلت مستويات ثاني أكسيد الكربون في عام 2018 إلى 411 جزءًا مِن المليون في الغلاف الجوي فوق مدينة هاواي، وهي أعلى نسبة سُجِّلتْ على الإطلاق.
  • الميثان: يُعد الميثانُ المكونَ الرئيسيَّ للغاز الطبيعي، ويتم إطلاقه من مدافن النفايات، وصناعات البترول، بالإضافة إلى الانبعاثات التي ينتجها الجهاز الهضمي للماشية.
  • أكسيد النيتروز: يُشكل أكسيد النيتروز نسبةً صغيرةً مِن أنواع الغازات الدفيئة، ولكنه يعتبر أقوى بمقدار 264 مرَّة من ثاني أكسيد الكربون. ومِن أكثر الأنشطة البشرية التي تسبب في زيادته هو استخدام الأسمدة الزراعية.
  • بخار الماء: إنَّ بخارَ الماء أحد أهم الغازات الدفيئة، وبالرغم من هذا فإنه ليس مسببًا مباشرًا في حدوث التغيرات المناخية؛ لذا فإنَّ تغيُّرَ مستويات بخار الماء في الغلاف الجوي يعود إلى تغيُّر درجات الحرارة السطحية، وتغيُّرات الأنماط المناخية.

تأثير الغازات الدفيئة في المناخ

ترتفع مستويات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي -كما قلنا سابقًا- نتيجة الأنشطة البشرية، مما يؤدي إلى زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث نجد أنَّ التسخينَ المناخيَّ يؤدي إلى تغيُّراتٍ مناخيةٍ حادةٍ في نظام الطقس على مستوى العالم، بما في هذا زيادة درجات الحرارة السطحية، وارتفاع متوسط مستوى سطح البحر، وتغيُّرات أنماط الأمطار، وحينها تتأثر النظم البيئية والحياة البرية كلها.

إنَّ تأثيرَ الغازات الدفيئة في المناخ والبيئة تحدٍّ عالميٌّ، وهو تحدٍّ يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة؛ للحد من انبعاثات هذه الغازات، وهذا مِن خلال تحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة. بناءً على ذلك، تستهدف الجهودُ العالميةُ تحقيقَ توازن في معدل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتقليل أثرها البيئي؛ حتى نحافظَ على صحة واستدامة كوكب الأرض.

كيف يمكننا الحدُّ من انبعاثات الغازات الدفيئة؟

في هذا القِسمُ مِن المقال سنقدِّمُ لكم حلولًا مبتكرةً للحدِّ من انبعاثات الغازات الدفيئة، وهي:

  • الحد من استهلاك الكهرباء

تعتمد عملياتُ إنتاج الكهرباء على حرق الفحم أو الغاز، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من الغازات الدفيئة. ويمكن الحد من استهلاك الكهرباء من خلال:

  • استبدال المصابيح التقليدية بمصابيح LED.
  • ضبط أجهزة التكييف بدرجات قليلة في فصل الشتاء ودرجات عالية في فصل الصيف.
  • تركيب الزجاج العاكس للحرارة.
  • تعديل أساليب الزراعة:

تُنتج زراعةُ المحاصيلِ -عادةً- هذه الانبعاثات المضرة بالبيئة، خاصةً محصولَا الأرز والذرة، بالإضافة إلى تربية الماشية؛ ففي الولايات المتحدة -على سبيل المثال- يساهم قطاع الزراعة بنسبة 9% من الانبعاثات الدفيئة. لكن، كيف يمكن مواجهة هذا؟ يمكن مواجهة هذا من خلال:

  • تقليل استخدام الكيماويات الثقيلة والأسمدة البترولية في عمليات الزراعة.
  • تقليل تَغذِّي الإنسان علَى الماشية.
  • استخدام الاحتواء الهوائي للسماد، باعتباره وسيلةً لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.

تُعَدُّ محطات إنتاج الكهرباء التي تعمل بالفحم من أكبر مصادر الانبعاثات، ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مثل:

  • الطاقة الشمسية.
  • الطاقة المائية.
  • الطاقة الحرارية الأرضية.
  • طاقة الرياح.

من خلال اتباع هذه الحلول يُمكننا تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، والحد من تأثيرها في البيئة والمناخ؛ ولهذا يجب علينا أنْ نعمل علَى تبني أساليب حياة مستدامة، والإسهام في الحفاظ علَى بيئتنا، لأجلنا ولأجل الأجيال القادمة.

وفي ختام هذا المقال، تؤكد مجلةُ حماة الأرض أهميةَ التعريف بمصطلح “الغازات الدفيئة”، وهو مقال من مقالات سلسلة (ما…؟)، التي تقرب المصطلحات البيئة والتنموية إلى أذهان الناس؛ حتى نحققَ أهداف التنمية المستدامة، ونحافظَ والحفاظ علَى البيئة.

الغازات الدفيئة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى