خطى مستدامة

ما الغلاف الجوي؟

الغلاف الجوي

ما الغلاف الجوي؟

عند الكلام عن الغلاف الجوي يجب علينا أنْ نعرف أنَّ الإنسانَ قد دخل في العقود الأخيرة أخطر مراحل وجوده فوق كوكب الأرض منذ بدء تاريخه، حيث ظهرت مصطلحات مثل: الاحتباس الحراري -الذي أدَّى في النهاية إلى ما نعيشه الآن من احترار عالمي- الأوزون، المجاعة، التلوث؛ وغيرها من المصطلحات التي تسببت في حدوثها الأنشطةُ البشريةُ.

بناءً علَى ما سبق، زاد الاهتمام بمصطلح الغلاف الجوي، فكان حاضرًا في كل مؤتمر مناخي، لتتجه إليه أنظار الناس؛ فما هذا الغلاف الجوي، وما تكوينه، وهل له أهمية للأرض وكائناتها، أم لا؟

تعريف الغلاف الجوي ومكوناته

للإجابة عن هذه الأسئلة بأسلوب سهل يجب علينا أنْ نفهم أولًا معنى الغلاف الجوي، وهذا يكون من خلال النظر إلى أشعة الشمس، فلولا الغلاف الجوي لتضرر كوكب الأرض وما عليه؛ لأنَّه يمتص أشعةَ الشمس الضارة. إذن الغلاف الجوي درع حماية يتكون من الغازات التي لا تراها عينُ الإنسانِ، ومِن هذه الغازات: الأكسجين، والنيتروجين، ونسبة قليلة من الميثان وثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى الأوزون، وسوف نتكلم عن هذا الأخير في مقال لاحق ضمن سلسلة (ما…؟).

بعبارة أخرى يمكن أنْ نقول: إنَّ هذه الغازات تُسمى -إجمالًا- الهواء، الذي يدور في مدار حول الأرض بفعل الجاذبية الأرضية. ومِن الجدير بالذِّكْر، هو أنَّ للهواءِ وزنًا يُقَدَّرُ بحوالي 1170 جرامًا لكل متر مكعب.

أهمية الغلاف الجوي

كل كوكب من كواكب مجموعتنا الشمسية لديه غلاف جوي منظم بشكل فريد، فالغلاف الجوي لكوكب عطارد -مثلًا- رقيق للغاية، ولا يختلف كثيرًا عن الفراغ الموجود في الفضاء. أيضًا، تحتوي الكواكبُ العملاقةُ الغازيَّةُ في نظامنا الشمسي -المشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون- علَى غلاف جوي سميك وعميق. أما الكواكب الصخرية الأصغر حجمًا كالأرض والزهرة والمريخ فكلٌّ منها يحتوي علَى غلاف جوي أقل سماكة. والأقمار في نظامنا الشمسي لديها -عادةً- أغلفة جوية رقيقة، باستثناء قمر زحل، وتيتان.

بخلاف ما سبق، فإنَّ غلاف الأرض يحتوي علَى بنية طبقية تحبس ما يكفي من طاقة الشمس للدفء، في حين أنه يحجب كثيرًا من الإشعاع الضارِّ القادمِ مِن الشمس؛ وهذا التوازن ضروري للمحافظة علَى الحياة فوق الأرض.

وقلنا لكم في مقدمة المقال: إنَّ الغلاف الجوي درع يحمي الأرض من أشعة الشمس الضارة -الأشعة البنفسجية- كأنَّ الغلاف الجوي بطانية تقِي الأرضَ مشكلات البرودة وأضرار الصقيع. لكن ليست هذه هي الأهمية الوحيدة للهواء؛ وإنما هناك فوائد أخرى، ومنها أنَّ الكائنات الحية تتنفسه، كما أنه يساعد علَى تنظيم درجات الحرارة والضوء في كل مكان فوق سطح الأرض، ويوزع بخار الماء فوق مناطق العالم، ومُوصِّلٌ للصوت والإشارات اللاسلكية.

طبقات الغلاف الجوي

  • إنَّ مجموعةَ الغازات التي تُكوِّن الغلاف الجوي موجودةٌ في خمس طبقات متعددة، وكل طبقة منها ذات ارتفاع وخصائص مختلفة عن الطبقات الأخرى؛ فأنت إنْ صعدت حوالي 18 كيلومتر -تقريبًا- فوق سطح الأرض تصبح في الطبقة الأولى من طبقات الهواء: التروبوسفير، وهي الطبقة الدنيا من الغلاف الجوي المحيطِ بالأرض، حيث يمكن للكائنات الحية أنْ تتنفسَ وتعيشَ، وهي الطبقة التي يحدث فيها كلُّ الطقسِ تقريبًا.
  • وإذا ارتفعت حوالي 50 كيلومتر تكون قد وصلت إلى طبقة الستراتوسفير، وهي طبقة جافة جدًّا -ماء بخارها قليل- لذا السُّحب الموجودة فيها قليلة مقارنةً بالطبقات الأخرى.
  • طبقة الميزوسفير، وهي أشد طبقات الغلاف الجوي برودةً، وموجودة علَى ارتفاع 80 كيلومتر -تقريبًا- فوق سطح الأرض.
  • الثرموسفير، وهي الطبقة الموجودة علَى ارتفاع يتراوح بين 500 و1000 كيلومتر، وفيها يكون الهواءُ رقيقًا، ولا يوجد بينها وبين الطبقة التي تليها حَدٌّ حراريٌّ. وفي هذه الطبقة نجد جزيئاتٍ تطلقها الشمسُ، فيصدها حقلُ الأرضِ المغناطيسي؛ وحينئذٍ تعود هذه الجزيئاتُ نحو القطبينِ الشمالي والجنوبي؛ لتحدث ظاهرة شهيرة هي: ظاهرة الشفق القطبي، أي الأنوار التي تظهر فوق القطبينِ نتيجة تداخل هذه الجزيئات.
  • ثم الأيونوسفير، وهي طبقة تتداخل مع غلاف طبقة الثرموسفير -وكذلك غلاف طبقة الميزوسفير- كما قلنا سابقًا؛ فهي تنمو وتتقلص تبعًا للطاقة التي تمتصها من الشمس، فليس لهذه الطبقة حدود واضحة؛ بسبب اختلاف الارتفاعات التي تحدث فيها خلال اليوم الواحد؛ لذا قد يتراوح ارتفاعها بين 80 و500 كيلومتر. وسُميت بهذا الاسم لأنَّ فيها أيونات تُنتجها أشعة الشمس فوق البنفسجية.

إجمالًا لما سبق، الغلافُ الجويُّ عبارة عن مزيج من الغازات التي تحيط بالأرض، وهو يساعد علَى جعل الحياة ممكنة، وهذا مِن خلال تزويدنا بالهواء للتنفس، وحمايتنا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من الشمس، وحبس الحرارة لتدفئة الكوكب، ومنع الفروق الشديدة في درجات الحرارة بين النهار والليل. بعبارة أخرى: يُعتبرُ الغلاف الجوي فقاعةَ الحمايةِ التي نعيش فيها.

وفي خاتمة المقال نقول، إنَّ مجلةَ حماة الأرض قد حاولتْ هنا التعريف بمصطلح الغلافِ الجويِّ، وذكرتْ لكم أهميته لحياتنا كلها، وهذا ضمن سلسلة (ما…؟)؛ لتقريب المصطلحات البيئية والتنموية بصورة سهلة؛ حتى تكون هذه المقالاتُ خطوةً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمحافظة علَى البيئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى