ما رؤية مصر 2030؟
ما رؤية مصر 2030؟
انطلاقًا من جهود حماة الأرض في نشر وزيادة الوعي حول التنمية المستدامة وأهدافها نطرح عليكم أبعاد “رؤية مصر 2030″، وهذا ضمن سلسلة مقالات “ما..؟“؛ فهذه الرؤية خطة طموحة، تسعى بها مصرُ إلى جعل اقتصادها -وكذلك بقية القطاعات- أكثر استدامةً وشموليةً وتنافسيةً -عالميًّا- بحلول عام 2030. ولمزيدٍ حول هذه الرؤية الوطنية تابعوا قراءة المقال.
رؤية مصر 2030
في فبراير ٢٠١٦ أُطلقت رؤية مصر 2030، حيث شملت مجموعةً واسعةً من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية؛ لدفع قطاعات الصناعة والاقتصاد والزراعة -وغيرها من القطاعات- نحو تعبئة جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وترتكز الرؤية -رؤية مصر 2030- علَى ركائز أساسية، مثل التنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية. وهي بهذا تعمل علَى تنويع مستهدفاتها، التي تتمثل في تنمية الاقتصاد، وجذب الاستثمار الأجنبيّ المباشر، وخلق فرص عمل، وتحسين الوصول إلى التعليم الجيد، وتقديم رعاية صحية مناسبة، وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية للفئات الضعيفة في المجتمع.
وهذه الرؤية الوطنية تدرك أهميةَ التنمية المستدامة، والحفاظ علَى البيئة، وتستند إلى مفاهيم مصادر الطاقة المتجددة، وإعادة التدوير، ومكافحة التغيُّرات المناخية. وذلك كله بما يتماشى مع الجهود العالمية الخاصة بالتخفيف من الآثار السلبية لتغيُّر المناخ.
شراكات وأبعاد تنموية
لأجل أنْ تُحقق أهدافها اعتمدتْ رؤية مصر 2030 علَى شراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية والحكومات الأجنبية والقطاع الخاص. وكان نهجها هذا قائمًا علَى أربعة مبادئ رئيسية؛ هي:
العدالة والاندماج: تسعى رؤية مصر 2030 إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للجميع، دون تمييز علَى أساس الجنس أو الدِّين أو العِرق أو أيّ اعتبارٍ آخرَ.
المعرفة والابتكار: تركز رؤية مصر 2030 علَى بناء مجتمع ذي خصائص قائمة علَى نهجَي الابتكار والمعرفة، حيث يكون المواطنون قادرينَ علَى الوصول إلى تعليم يبلور طاقات الأطفال والشباب، مع تشجيعهم علَى البحث العلميّ والتطوير.
الاقتصاد القويّ: تسعى رؤية مصر 2030 إلى بناء اقتصاد قويّ ومستدام، قادر علَى توفير فرص العمل؛ حتى تزيد إنتاجية الاقتصاد المصريّ في السوقينِ المحليّ والعالميّ.
الاستدامة البيئية: من بين أهداف رؤية مصر 2030 حماية البيئة، وضمان استدامتها للأجيال الحالية والقادمة؛ لذا أطلقت الحكومة -اتساقًا مع هذه الرؤية- “دليل معايير الاستدامة البيئية: الإطار الاستراتيجيّ للتعافي الأخضر”.
الحوكمة: بما أنَّ مصرَ -والعالم كله- تواجه آثارًا مناخيةً حادةً، فقد أكَّدت في رؤيتها -رؤية مِصر 2030- أهميةَ وضرورةَ وجود نظام بيئيّ متكامل ومستدام؛ لذا عملت علَى حوكمة مؤسسات الدولة والمجتمع من خلال الإصلاح الإداريّ، وترسيخ الشفافية، ودعم نظم المتابعة والتقييم، وتمكين الإدارات المحلية.
التنمية البشرية: لقد تحسَّنت مؤشرات التنمية البشرية في مصرَ -بشكل ملحوظ- في السنوات الماضية، وهذا من نتائج رؤية مصر 2030؛ لأنها رؤية تسعى -واقعيًّا- إلى تحقيق الارتقاء بجودة حياة المواطن المصريّ، وتوفير منظومة متكاملة للحماية الاجتماعية، وإتاحة التعليم وضمان جودته وجودة الخدمات الصحية، وإتاحة الخدمات الأساسية، وتحسين البنية التحتية، وضبط النمو السكانيّ.
التحديات والحلول
يتطلب تحقيق رؤية مصرَ 2030 بذل مزيد من الجهود في السنوات المقبلة، حيث لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه مصر، بخاصة التغيرات المناخية التي قد تحرق كلَّ ما هو أخضر. ويمكن التغلب علَى التحديات التي تواجه رؤيةَ مصر 2030 من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات؛ أهمها تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، لأجل تحقيق النمو الاقتصاديّ المستدام، والتركيز علَى التنمية البشرية، وهو ما تقدره رؤيةُ مصر 2030 -مثلما أشرنا من قبل- عن طريق الاستثمار في التعليم، وبناء الإنسان المصريّ بصورة عامة.
ختامًا فإنَّ مصرَ لا تدخر جهدًا في سبيل تعزيز حياة المواطن المصريّ -وهو ما تراه حماة الأرض ركيزةً جوهريةً من ركائز رؤيةِ مصر 2030- ولهذا تحاول الوصول إلى مزيد من النجاحات بخصوص هذا الشأن بتعزيز الشراكات التنموية، وتحفيز القطاع الخاص علَى المشاركة في استراتيجيات التنمية؛ حتى نُحقق مزيدًا من أهداف التنمية المستدامة، الأمر الذي ينعكس علَى اقتصاد مصر ومجتمعها.