خطى مستدامة

ما ظاهرة الجفاف؟

ظاهرة الجفاف

ما ظاهرة الجفاف؟

تُعدُّ ظاهرة الجفاف تحديًا من التحديات التي تواجه العالم اليوم، وهذا بعدما أصبحتْ ظاهرةً مؤثرةً -بشكل كبير- في البيئة والمجتمعات كلها، ومسببًا من مسببات ندرة المياه العذبة، وموارد المياه بصورة عامة عالميًّا؛ ولهذا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأهداف التنمية المستدامة.

لضمان التنمية المستدامة، يجب التصدي للجفاف بفاعلية، وهذا عن طريق تطبيق تكنولوجيات حفظ المياه، وتوجيه الإنسان إلى أساليبَ استهلاكيةٍ أكثر استدامةً، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة. كما يتعين علينا التوعية بأهمية المحافظة على الموارد المائية، ودعم التعاون الدوليّ في إدارة المياه بشكل فعَّال.

تعريف ظاهرة الجفاف

تُعرَّفُ ظاهرةُ الجفاف -وفقًا لموقع منظمة الصحة العالمية– بأنها زمن جفاف طويل في دورة المناخ الطبيعية، ويمكن أنْ تحدثَ في أيّ مكان حول العالم، وهي كارثة بطيئة التطور، ومن خصائصها انحباس الأمطار، مما يؤدي إلى نقصٍ في المياه، وضَعفٍ في مواردها؛ لذا يمكن للجفاف أنْ يؤثر -بشكل خطير- في الصحة والزراعة والاقتصاد والطاقة والبيئة.

ويتسبب الجفاف -بالإضافة إلى الأضرار السابقة- في إلحاق أضرار بملايين من البشر حول العالم، فهو أكبر تهديدٍ على سبل عيش الناس، حيث يُعتبر عاملًا من عوامل زيادة معدلات الإصابة بالأمراض المُميتة، كما يُعدُّ أكثر خطورةً على الماشية والمحاصيل.

إنَّ ارتفاعَ درجات الحرارة الناجم عن تغيُّر المناخ يجعل المناطقَ ذات المناخ الجاف أكثر جفافًا ورطوبةً، فعندما ترتفع درجات الحرارة في تلك المناطق تتبخر المياه بوتيرة أسرع؛ وبالتالي يصبح خطرُ الجفافِ أشدَّ، وزمنُه أطولَ. وهذا الخطرُ الشديدُ تعكسه جميع الكوارث الناجمة عن الأخطار الطبيعية في العقود الماضية، بالإضافة إلى الفيضانات، والأعاصير المدارية، وموجات الحرارة، والعواصف الشديدة.

أسباب الجفاف

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة الجفاف، ومن هذه الأسباب ما يأتي:

  • قلة نسبة الأمطار المفاجئة: تهطل الأمطار المفاجئة بغزارةٍ -عادةً- في وقت محدد؛ مما يساهم في زيادة سرعة جريان هذه المياه في بطون الأودية.
  • طبيعة التربة: لطبيعة التربة دور واضح في زيادة كمية المياه المتبخرة؛ فإنَّ التربةَ ذات اللون الغامق أكثر احتفاظًا بالمياه مِن التربة ذات اللون الفاتح.
  • تدني نسبة الأمطار بشكل عامٍّ: هذا يؤثر سلبيًّا في الزراعة، التي تعتمد على مياه الأمطار.
  • اشتداد البرودة في النصف الشماليّ من الكرة الأرضية: هذه البرودة سبب ظهور الجفاف في الأقاليم الساحلية.

نتائج الجفاف

  • تدهور جودة المياه بسبب انخفاض منسوبها، مما يساعد على ارتفاع تركيز المواد السامة والملوثة؛ وبالتالي زيادة نسبة التلوث في مصادر المياه الأخرى.
  • تراجع معدل نمو المحاصيل الزراعية؛ مما يؤدي إلى تقليل الإنتاج، وعرقلة تطوير مشروعات الثروة الحيوانية، التي تعتمد على النباتات.
  • انتشار المجاعات نتيجة نقص مياه الريّ.
  • زيادة الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.
  • زيادة الهجرة بسبب نقص الغذاء والماء.

نصائح للحد من الجفاف

  • تحلية مياه البحار والمحيطات؛ لاستخدامها في الريّ والشرب، وغيرها من الأغراض الاستهلاكية.
  • تلقيح السُّحب. وهذه النصيحة أحد الأساليب الصناعية المستخدَمة للمساعَدة على هطول الأمطار.
  • ترشيد استهلاك المياه، سواء في الاستحمام أم في غسيل السيارات، وأمور أخرى تُستهلك فيها المياه بكميات كبيرة.
  • بناء تُرع صناعية؛ لإعادة توجيه المياه ناحيةَ المحاصيل الزراعية في المناطق التي بها جفاف.
  • دعم المحاصيل التي لا تحتاج إلى كميات مياه كثيرة.

إنَّ ظاهرة الجفاف -باختصار- ليست مشكلةً بيئيةً تختلف من مكانٍ إلى آخرَ، وإنما هي تحدٍّ عالميّ مؤثر تأثيرًا خطيرًا في جوانبَ اجتماعية واقتصادية متعددة. ولحماية كوكب الأرض وضمان استدامة الموارد المائية، علينا جميعًا أنْ نتحد ونتخذ إجراءات فورية، وهذا عن طريق التعاون بين الأفراد والحكومات ومنظمات المجتمع المدنيّ على تطوير استراتيجيات مستدامة في إدارة المياه، وتوجيه جهود الجميع نحو الحد من تأثيرات الجفاف.

وفي الختام، يُسعدنا أنْ نختمَ هذا الموضوع المهم -موضوع ظاهرة الجفاف- بالإشارة إلى مجهودات مجلة حماة الأرض، ومن بينها سلسلتها المعروفة (ما…؟)، التي تسعى إلى تسليط الضوء على المصطلحات البيئية والتنموية بأساليبَ تعليميةٍ مبسطةٍ، باعتبارها خطوةً مصريةً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى