ما قمة المناخ؟
ما قمة المناخ؟
تعريفها، وأهميتها:
يُعقَدُ كل عامٍ في مدينة مختلفة ما يُعرَفُ بقمة المناخ، التي تُعرف -أيضًا- باسم مؤتمر الأطراف “Conference of Parties”، ويُرمز إليه اختصارًا بـ”COP”؛ فما معنى قمة المناخ؟
للإجابة عن هذا السؤال ينبغي أنْ ندركَ أنَّ الأممَ المتحدةَ قد دَعَتْ دولَ العالمِ إلى التوقيع علَى اتفاقية أُطلِقَ عليها حينئذٍ: اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، وهي الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1994؛ لمكافحة التدخل البشري الضار بالنظام المناخي والبيئي، وبالتالي يُعَدُّ مؤتمر الأطراف -قمة المناخ- الذي يُعقدُ سنويًّا أعلى هيئة لصنع القرار في هذه الاتفاقية.
ومنذ هذا التاريخ تُعقَدُ قمة المناخ كل عامٍ، ما لم تُقرر الأطرافُ خلاف هذا، وكذلك تكون رئاسةُ قمة المناخ بنظام المناوبة بين مناطق الأمم المتحدة المُعْتَرَفِ بها، وهي خمس مناطق: إفريقيا – آسيا – أمريكا اللاتينية – أوروبا الوسطى والشرقية – أوروبا الغربية. وللتوضيح أكثر فأكثر نقول: في كل عامٍ يتولى بلد من البلدان رئاسةَ قمة المناخ، ويكون مسئولًا عن تنظيم وإدارة اجتماع ذلك العام. وعادة ما يُشار إلى كل “COP” برقم تسلسلي؛ فيكون “COP26” -علَى سبيل المثال- الاجتماعَ السادس والعشرين لمؤتمر الأطراف.
وتتمثل مهامُّ قمة المناخ في تقييم وجَرْدِ قوائم الانبعاثات الكربونية التي تقدمها الدولُ المشتركةُ في الاتفاقية، ثم تقيس قمة المناخ -بناءً علَى هذه المعلومات- نتائجَ التدابير البيئية التي اتخذتها الأطرافُ، والوقوف علَى درجة التقدم المُحرَز في تحقيق الهدف النهائي للاتفاقية؛ أي: اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ.
مَن الذي يشارك في قمة المناخ؟
ربما يكون مشاركو قمة المناخ من السياسيين والدبلوماسيين وممثلِي الحكومات الوطنية، وأيضًا تُشارك في قمة المناخ جماعاتُ الضغط في مجال الوقود الأحفوري، الذين يحاولون المحافظة علَى مسار صناعاتهم المعتمِدة بشكل كُلِّيٍّ علَى الفحم والنفط والغاز.
علَى الجانب الآخر، هناك حُماة البيئة، الذين يحمونها من كل ما يتهددها، كالصناعات التي تستنفد مواردَ البيئةِ، حيث تقوم هذه الصناعات بقطع الأشجار، وغيرها من الممارسات البشرية التي تدمر البيئة ومواردها. وترسل منظماتُ المناخ -مثلGlobal Witness – ممثلينَ؛ للدعوة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وطموحة حتى يعالجوا أزمة المناخ.
أبرز قمم المناخ:
-
قمة برلين 1995، COP1:
كانتْ قمة المناخ الأولى في برلين – ألمانيا، وهناك أطلقتِ الدولُ المشاركةُ إطارَ برلين، الذي يدعو إلى الحد مِن انبعاثات الدول المتقدمة، كما نَظَّمَ انعقاد الدورات اللاحقة من قمم المناخ.
-
قمة كيوتو 1997، COP3:
استهدفتْ قمة المناخ في كيوتو -مدينة يابانية- خفضَ انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وأصبحتْ في حيز التنفيذ بحلول عام 2005، حتى ازداد عددُ الموقعين عليها -في عام 2008- إلى 183 طرفًا.
كانتْ هذه القمةُ مبنيةً علَى مبدأ المسئوليات المشتركة؛ أي: أقرتْ بأنَّ بلدانَ العالم تمتلك استعداداتٍ متباينة في مكافحة تغيُّر المناخ؛ وبالتالي ألقتْ مهمةَ تقليل الانبعاثات علَى عاتق الدول المتقدمة، باعتبارها المتسببَ الرئيسيَّ -تاريخيًّا- في المستويات الحالية من الغازات الدفيئة.
-
قمة بالي 2007، COP13:
هنالك دعا مشاركو القمة دولَ العالم المتقدم إلى إتاحة تمويلات تساعد علَى نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية، التي تتأثر في المقام الأول بالانبعاثات الضارة الصادرة عن مصانع الدول المتقدمة. وقمة المناخ في بالي قد جاءتْ -أيضًا- بتوصيات تتعلق بتحفيز القطاع الخاص علَى تبني استراتيجيات المحافظة علَى البيئة، وأنه يجب علَى هذا القطاع الحيوي دعم هذه الاستراتيجيات بتمويل عادلٍ وفعَّال.
-
قمة باريس 2015، COP21:
تتمثل أهمية قمة المناخ الباريسية في أنها أَسستْ ما سُمِّي باتفاقية باريس، وهذه الاتفاقية هي أول اتفاق عالمي للحد من تغيُّر المناخ، وتقليل آثار الاحْتِرَارِ العالميِّ عند مستوى أقل مِن درجتينِ.
لقد توقع العالمُ أنْ تكون قمة المناخ -COP21- نقطةَ تحول في العمل المناخي، ومن المرجو -حتى الآن- أنْ تساعد هذه القمةُ علَى: التخلص التدريجي من الفحم، ودعم اقتصادات الدول الفقيرة لمكافحة تأثيرات التغيُّرات المناخية، والانتقال إلى مستقبلٍ خالٍ من الوقود الأحفوري.
-
قمة بون 2017، COP23:
أُقِيمَتْ قمةُ المَنَاخِ الثالثة والعشرون في مدينة بون بألمانيا، مِن يوم 6 إلى 17 نوفمبر في عام 2017، وكانتْ قمةُ مناخٍ مثيرةً للاهتمام، حيث اعتمدتْ رئاسةُ المؤتمر آنذاك أسلوبَ “Talanoa”، الذي يقوم علَى الحوار الدولي مِن خلال السرد القصصي؛ للسماح للأطراف المشارِكة في قمةِ المَنَاخِ بتتبع التقدم المُحرَز في تحقيق الهدف طويل الأجل الذي دعتْ إليه اتفاقيةُ باريس في عام 2015.
-
قمة شرم الشيخ 2022، COP27:
إنها قمةُ المَنَاخِ المصرية، التي عُقِدتْ في مدينة شرم الشيخ، حيث شهدتْ أهمَّ حدث في تاريخ مؤتمر الأطراف؛ لأنَّ الدولَ المتقدمةَ وافقت في هذه القمة علَى ما يُعرَفُ بصندوق الخسائر والأضرار، وهو صندوق يقدم تعويضات إلى البلدان النامية المتأثرة بالتغيُّرات المناخية.
وفي نهاية المقال، تؤكد حماة الأرض أهميةَ التعريف بمصطلحات مجالَي البيئة والتنمية؛ ولذا تستمر المجلةُ في تنفيذ ما وعدتْ به من إثراء المحتوى العربي بسلسلة (ما…؟)، التي تتناول هذه المصطلحات بصورة تُقرِّبُها إلى أذهان الناس، بعيدًا عن اللغة الأكاديمية الجافة؛ لنحقق معًا “رؤية مصر 2030“.