محمود محيي الدين.. تيسير تمويل مشروعات المناخ ضروري لإفريقيا
محمود محيي الدين.. تيسير تمويل مشروعات المناخ ضروري لإفريقيا
في البدء كان “COP27” تأكيدًا على نظر الإدارة المصرية إلى العمل المناخي وضرورة جعله أولويةً وغايةً، ليس في مصر فقط، وإنما في خارجها إقليميًّا وعالميًّا. وما كان نجاحُ مصر في رئاسة هذا المؤتمر المناخي العالمي سوى انعكاس لهذا الاهتمام بقضيتَي التنمية المستدامة ومكافحة التغيُّرات المناخية؛ ومن ثَمَّ أصدرت مصرُ بمشاركة الأطراف في هذا المؤتمر العام الماضي عددًا مِن المبادرات.
كان من أهم هذه المبادرات: مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة، التي غطَّتْ مجلةُ حماة الأرض نسختها الثانية في مايو من العامِ الجاري، حيث ناقش مشاركوها عوائقَ وتحديات تمويل المشروعات المناخية. ولقد استطاعتْ مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة أنْ تثبتَ أنَّ هناك مشروعات صالحة للتمويل، وتستحق أنْ يُستثمر فيها.
وحول هذه المشروعات قال الدكتور/ محمود محيي الدين “المبعوث الخاص للأمم المتحدة المَعْنِيُّ بتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، ورائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27”: «إنَّ تمويلَ مشروعات المناخ الإفريقية ينبغي أنْ يراعي مشكلات الديون التي تُثقل كاهلَ الدول النامية، وإنَّ أهمَّ هذه المشروعات مشروعاتُ التكيف مع التغيُّرات المناخية وآثارها الضارة».
كان قول محيي الدين حول أهمية تمويل العمل المناخي في خلال مشاركته بجلسة تحت عنوان “فتح المجال أمام تدفق التمويل لمشروعات المناخ في إفريقيا”، بمشاركة “ميلز شينك” “شريك ومدير مكتب مجموعة بوسطن الاستشارية في نيروبي”. وكانت هذه الجلسة ضمن فاعليات قمة المناخ في العاصمة الكينية نيروبي، التي بدأت أمس الاثنين -4 سبتمبر- وستظل منعقدةً حتى السادس من الشهر نفسه.
وأضاف محيي الدين، أنَّ هذه المبادرة -مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة- برهنتْ على أنَّ هناك مشروعات مناخية تتمتع بمعاييرَ مُيسرة للاستثمار والتمويل، وأنَّ هذا التيسيرَ سيمكِّن القطاعينِ الحكومي والخاص -وكذلك شركاء التنمية الإقليميين والدوليين- مِن الإسهام في استراتيجيات هذا التمويل وتنفيذه.
وعن القطاع الخاص الطرف المهم في تمويل العمل المناخي، شدَّدَ الدكتور/ محمود محيي الدين على أهمية تحفيز إداراته علَى دعم العملينِ المناخي والتنموي. وكذلك شدد محيي الدين علَى زيادة دور مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف، وهذا عن طريق سياسات وآليات تيسير تمويلية جديدة، تستطيع تقديم أسعار فائدة مناسبة للدول الناشئة والنامية، مع أوقات سدادٍ وسماحٍ ذات أجل طويل.
وفي ختام كلمته، أكَّد رائدُ المناخ المصري -الدكتور/ محمود محيي الدين- انتفاءَ التعارضِ بين نوعينِ مِن التمويل: تمويل التنمية وتمويل المناخ؛ حيث أوضح أنَّ أنشطةَ التخفيفِ وتنفيذها، وأنشطةَ أجندة شرم الشيخ الخاصة بالتكيف تُعد خطوات فعَّالة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ومن بين هذه الأهداف وأهمها -حسب كلام الدكتور/ محمود محيي الدين- التحول إلى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وكذلك تحقيق الأمنينِ الغذائي والمائي، مع تحسين البنى التحتية، وحماية الحياة البرية والحياة البحرية، ومكافحة الفقر، وإتاحة فرص عمل لائق؛ حتى تكون التنميةُ المستندامةُ طريقًا إلى عالَمٍ آمنٍ وصحيٍّ.