أخبار الاستدامة

مصر تشارك في اجتماعات مجموعة العشرين لتعزيز التمويل من أجل التنمية المستدامة

مصر تشارك في اجتماعات مجموعة العشرين لتعزيز التمويل من أجل التنمية المستدامة

في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون الدولي في مجال التمويل من أجل التنمية، شاركت الدكتورة/ رانيا المشاط -وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي- في اجتماعات مجموعة العشرين (G20) التي عُقدت في جنوب إفريقيا. وتأتي هذه المشاركة ضمن استعدادات قمة التمويل المُشترك من أجل التنمية؛ لمناقشة التحديات المالية والمؤسسية التي تواجه الدول النامية، وسبل تعزيز تدفقات الاستثمار لتحقيق التنمية المستدامة.

وتعد هذه الاجتماعات فرصة لتعزيز التعاون الدولي وتنسيق الجهود المشتركة لمواجهة التحديات المناخية، خاصة في ظل الحاجة المتزايدة إلى حلول تمويل مبتكرة. وإيمانًا بدور هذه اللقاءات في تحقيق أهداف التّنمية المستدامة، تسلط حماة الأرض الضوء في هذا المقال على مشاركة مصر في هذا المحفل الدولي، ودورها في تعزيز آليات التمويل المناخي، وإبراز الحلول التمويلية المبتكرة.

تعزيز التعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة

افتُتحت الاجتماعات بورشة عمل رفيعة المستوى عن المنصات القُطرية لتبادل الخبرات في مجال التمويل من أجل التّنمية، بتنظيم من بنك التّنمية لجنوب إفريقيا (DBSA) ولجنة المناخ الرئاسية في جنوب إفريقيا (PCC)، بالتعاون مع مؤسسة المناخ الإفريقية، والوكالة الفرنسية للتنمية، ومعهد الموارد العالمية.

وشارك في الجلسات إلى جانب وزيرة التخطيط والتّنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، السيد/ رودي ديكس رئيس المشروعات بمكتب الرئاسة بجنوب إفريقيا، والسيد/ سري مولياني وزير المالية الإندونيسي، والسيد/ إيفان أوليفيرا نائب وزير المالية للتنمية المستدامة البرازيلي، والسيدة/ سوزانا محمد وزيرة البيئة والتّنمية المستدامة الكولومبية، والسيد/ شيخ نياني نائب وزير الطاقة والنفط والتعدين بالسنغال، ومسئولو بنك التّنمية في جنوب إفريقيا.

وناقشت الورشة التحديات المالية والمؤسسية التي تواجه البرامج القُطرية، مع التركيز على كيفية توظيف المنصات القُطرية لتعزيز التمويل المناخي باعتباره عنصرًا أساسيًّا ضمن أجندة التمويل العالمي والتّنمية، وتم التركيز على أهمية تعزيز التعاون بين الدول وتبادل الخبرات لتطوير حلول مبتكرة وفعالة لمواجهة التحديات المناخية والمالية، مما يسهم في تحقيق التّنمية المستدامة على المستوى العالمي.

وفي كلمتها الافتتاحية، أوضحت الدكتورة/ رانيا المشاط إلى الدور المحوري لمنصات الدول في المحافل الدولية باعتبارها أداة لتعزيز الشراكات وحشد التمويل التنموي لمواجهة التغير المناخي، مشيرة إلى البيان الصادر عن البنوك التنموية متعددة الأطراف (MDBs) خلال مؤتمر الأطراف COP29، الذي يدعم منصات الدول باعتبارها آلية لتنسيق الجهود المناخية.

منصة “نُوَفِّي” نموذج وطني رائد

واستعرضت الوزيرة التجربة المصرية من خلال المنصة الوطنية لبرنامج “نُوَفِّي”، التي تركز على الترابط بين قطاعات المياه والغذاء والطاقة، حيث تمثل المنصة نموذجًا وطنيًّا قائمًا على رؤية استراتيجية متكاملة؛ إذ حددت الحكومة 9 مشروعات ذات أولوية تعالج تحديات ندرة المياه، الأمن الغذائي، واحتياجات الطاقة، وهو ما يسهم في سد الفجوة عن طريق تقديم مشروعات قابلة للاستثمار، بما يتوافق مع الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.

وأكدت الوزيرة أن البرنامج يتبع نهج التمويل المختلط، وهو ما يمكنه من التعامل بفاعلية مع التحديات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بتغير المناخ. وأشارت إلى أن البرنامج يعمل باعتباره إطارًا توجيهيًّا لحشد الموارد المالية لدعم انتقال مصر نحو أجندة مناخية مستدامة، كما يعزز مبدأ الشمولية من خلال تشجيع التعاون مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الوزارات ذات الصلة، وشركاء التّنمية، وصناديق المناخ، والقطاع الخاص، وقد أصبحت المنصة نموذجًا لدول نامية أخرى طلبت الدعم الفني من مصر لتكرار التجربة مثل مقدونيا وتنزانيا.

وأشارت الدكتورة/ المشاط إلى أن المنصة تستعين بمصادر تمويل متنوعة تشمل مبادلات الديون، والضمانات، والتمويلات الميسرة، والمنح، والاستثمارات الخاصة، مع التأكيد على مبدأ “التمويل العادل” باعتباره عنصرًا أساسيًّا. كما ذكرت أن الجهود المشتركة مع الشركاء الدوليين أسفرت عن حشد نحو 3.9 مليار دولار تمويلات تنموية ميسرة للقطاع الخاص؛ لتمويل مشروعات طاقة متجددة بقدرة 4.2 جيجاوات، وإيقاف تشغيل محطات طاقة حرارية بقدرة 1.2 جيجاوات.

وفي ختام كلمتها، أكدت الدكتورة/ رانيا المشاط ضرورة العمل وفق الأولويات والرؤية الوطنية لكل دولة، مع أخذ الأجندة الدولية في الاعتبار وتعظيم الاستفادة من الشراكات، كما تطرقت إلى استعدادات انعقاد المؤتمر الرابع للتمويل من أجل التّنمية بإسبانيا خلال العام الجاري 2025، وأهميته في مواصلة الجهود العالمية الهادفة لتحقيق التّنمية المستدامة، وتعزيز إصلاح الهيكل المالي الدولي، وزيادة تدفقات رءوس الأموال، وأوضحت أن مصر أطلقت استراتيجية وطنية متكاملة لتمويل التّنمية تدمج بين التمويل المحلي والتمويل الخارجي وآليات التمويل المبتكرة، من أجل وضع إطار متسق بشأن التمويل من أجل التّنمية.

نحو مستقبل مستدام

تُعد مشاركة الدكتورة/ رانيا المشاط في اجتماعات مجموعة العشرين بجنوب إفريقيا انعكاسًا لالتزام مصر بتعزيز التعاون الدولي لتحقيق التّنمية المستدامة، وترى حماة الأرض أن الجهود المبذولة في إطار برنامج “نُوَفِّي” خطوة جادة نحو تحسين جودة حياة المواطنين، وتعزيز الاستثمار في الطاقة النظيفة، وزيادة كفاءة استخدام الموارد. كما تؤكد أنَّ تكثيف التعاون الدولي وتطوير حلول تمويل مبتكرة يمثلان حجر الأساس لبناء مجتمعات أكثر مرونة في مواجهة التغيرات المناخية، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى