الاستدامة والقانون

معاهدة التلوث البلاستيكي: طموحات كبرى تصطدم بخيبة الأمل العالمية

التلوث البلاستيكي

معاهدة التلوث البلاستيكي: طموحات كبرى تصطدم بخيبة الأمل العالمية

لا يخفى على أحد أن التلوث البلاستيكي بات يشكل خطرًا كبيرًا على البيئة والمناخ، حيث إن كميات البلاستيك المنتجة عالميًّا تقدر بملايين الأطنان سنويًّا، وينتهي 80% منها في مكبات النفايات أو المحيطات.

هذا الوضع لا يهدد فقط الحياة البحرية، وإنما يمتد أثره إلى صحة الإنسان عبر السلاسل الغذائية، كما أن البلاستيك لا يتحلل بشكل كامل؛ إذ يتحول إلى جزيئات ميكرونية تدخل المياه والتربة؛ مما يؤدي إلى تفاقم التحديات البيئية.

ويساهم التلوث البلاستيكي أيضًا في التغير المناخي، حيث تُطلق عمليات إنتاج البلاستيك ونفاياته كميات كبيرة من الغازات الدفيئة. ومع استمرار هذه العمليات دون رادع يمكن أن تتفاقم أزمة المناخ التي يعاني منها العالم بالفعل.

خيبة أمل المفاوضات: أمل معلّق على المستقبل

في كوريا الجنوبية شهدت مدينة بوسان يوم الأحد الماضي الجولة الخامسة من مفاوضات اللجنة الدولية لمكافحة التلوث البلاستيكي. وبالرغم من حضور ممثلين عن أكثر من 170 دولة فإن الاجتماعات انتهت دون التوصل إلى اتفاق حاسم. وكان الأمل معقودًا على تحقيق تقدم ملموس، خاصة أن المفاوضات تستند إلى تفويض من الأمم المتحدة منذ عام 2022، غير أن الخلافات العميقة بين الدول أعاقت ذلك.

وقفت الدول المنتجة للنفط -مثل روسيا والسعودية وإيران- حائلًا أمام أي مقترحات طموحة للحد من إنتاج البلاستيك، وعلى الرغم من أن 104 دول -تضم الاتحاد الأوروبي وعددًا من الدول الإفريقية واللاتينية- أعربت عن دعمها لتخفيض الإنتاج بشكل واضح، فإن الصين والولايات المتحدة التزمتا موقف الحياد النسبي؛ مما زاد الأمور تعقيدًا.

الخيارات المطروحة والمخاوف العالمية

أنتجت المفاوضات نصًّا أكثر شمولًا مقارنة بالمسودات السابقة، ومع هذا لا يزال مليئًا بالثغرات والخلافات. ويتعلق أحد البنود الرئيسية بتحديد المواد البلاستيكية، التي ينبغي تقليص استخدامها أو منعها، مثل المواد ذات الاستخدام الواحد، أو تلك التي تحتوي على مواد كيميائية خطرة، إلا إن النقاشات حول هذه النقاط تعكس الانقسامات العالمية الواضحة بين المصالح البيئية والاقتصادية.

ويُطرح الآن تساؤل جدي حول مستقبل الحوكمة العالمية: هل يمكن للدول ذات المصالح المتعارضة التوصل إلى اتفاق، أم أن البحث عن الإجماع سيظل حجر عثرة أمام التقدم؟

هل يمكن للإنسانية تجاوز أزماتها؟

بينما تتوالى الصدمات البيئية والتقارير المخيبة حول المفاوضات، يبقى السؤال معلقًا: هل ستتمكن البشرية من تجاوز صراعاتها السياسية والاقتصادية للوصول إلى اتفاق ينقذ البيئة والمناخ، أم أن البلاستيك سيظل رمزًا لفشل الإنسان في مواجهة تحديات العصر؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى