من أجل تمكين المرأة انطلاق ملتقى “التمكين بالفن”
من أجل تمكين المرأة انطلاق ملتقى “التمكين بالفن”
تقوم جهود التنمية المستدامة في جميع العالم على أسس من المساواة والتكاتف بين جميع أفراد الشعوب؛ انطلاقًا من أنها الهم المشترك الذي يسعى إلى معالجة كل المشكلات والتحديات التي تواجه الإنسان والطبيعة في كل مكان. وعلى هذه الأسس وجب أنْ يكون تمكين المرأة في صدارة هذه الجهود العالمية.
ومن أجل ذلك تنطلق في 16 من مايو الجاري فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى “التمكين بالفن” في المتحف المصري الكبير، بمشاركة أكثر من 200 فنانة من 35 دولة، وبحضور شخصيات دبلوماسية وفنية وثقافية من مصر والعالم.
الحدث الذي يستمر حتى 20 مايو ليس مجرد فعالية فنية؛ وإنما منصة استراتيجية تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك من خلال تمكين المرأة عبر الفن، وتعزيز العدالة الثقافية، وتوسيع فرص المشاركة الاقتصادية والإبداعية للنساء في اتفاق واضح مع رؤية مصر 2030.
دور الفن في تمكين المرأة
يركز ملتقى “التمكين بالفن” هذا العام على دور الفن باعتباره وسيلة فعالة لإحداث تغيير حقيقي في حياة النساء، عبر تسليط الضوء على تجاربهن الملهمة، وتوفير فضاء آمن للتعبير والمشاركة، ويتوافق هذا التوجه مع الهدف (5) من أهداف التنمية المستدامة المعنيّ بتحقيق المساواة بين الجنسين، وذلك من خلال منصة دولية تُبرز الإنجازات الفنية للمرأة، وتُعزز من حضورها في المشهد الثقافي.
وتوضح الفنانة شيرين بدر -مؤسسة الملتقى- أن الحدث لا يكتفي بتكريم الإبداع النسوي، وإنما يُسهم في إعادة صياغة المشهد الثقافي من خلال عدسة عادلة وشاملة تُمكّن النساء وتُعزز من فرصهن في التأثير، وتؤكد بدر أن هذا التوجه يسعى إلى فتح آفاق جديدة للتعبير الفني، تعكس طموحات النساء وتجاربهن المتنوعة، ضمن إطار جامع يدعم الإبداع بوصفه مسارًا للتنمية والتمكين.
دعم المؤسسات الوطنية والدولية
ويحظى الملتقى بدعم ومشاركة واسعة من وزارات مثل وزارات الثقافة، والتضامن الاجتماعي، والشباب والرياضة، والسياحة، بالإضافة إلى هيئة تنشيط السياحة؛ مما يعكس التزام الدولة بدمج الفنون ضمن سياسات التنمية المستدامة وتمكين المرأة ثقافيًّا واقتصاديًّا، هذا التكاتف المؤسسي يعبّر عن وعي متزايد بأهمية الثقافة باعتبارها أداة لبناء الهوية وتعزيز المشاركة، خاصة حين تُوظف في خدمة النساء وتُفتح من خلالها آفاق العمل والإبداع أمامهن.
ويأتي هذا الحدث متوافقًا مع مبادرات وطنية بارزة مثل برنامج “هي لمستقبل رقمي”، ومبادرات دعم رائدات الأعمال، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تقودها وزارة التخطيط، بالإضافة إلى البرامج الهادفة إلى التمكين الاقتصادي للمرأة في الريف والمجتمعات المهمشة، وبهذا يصبح الملتقى نموذجًا حيًّا على التقاء السياسات الثقافية مع الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لرؤية مصر 2030.
وإلى جانب الدعم الوطني، يحظى الملتقى أيضًا بدعم دولي من مؤسسات أممية مثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والمفوضية السامية لشئون اللاجئين، بالإضافة إلى عدد من السفارات الأجنبية. وهذا الحضور الدولي يضفي على الملتقى طابعًا عالميًّا، ويعزز من مكانة القاهرة باعتبارها منصة حوار دولي تلتقي فيها قضايا الفن والمساواة وحقوق الإنسان، في سياق تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
دمج ذوي الهمم في المشهد الفني
ومن أبرز محاور هذه النسخة، يأتي تسليط الضوء على أهمية دمج ذوي الهمم في المشهد الفني، بوصفهم منتجين أو متلقين، في ترجمة عملية لمبدأ “لا أحد يُترك خلف الرَّكْب”، وهو أحد أسس رؤية مصر 2030، ويُعد هذا التوجه خطوة عملية نحو مجتمع أكثر شمولًا، يُقر بحق الجميع في الإبداع والمشاركة، ويجعل من الفن وسيلة لتحقيق العدالة الثقافية والاجتماعية.
ويتوقع أن يشهد الملتقى توقيع بروتوكول تعاون بين مؤسسة “آرت توداي” ومتحف المرأة في بون بألمانيا، يتضمن منح سفر لخمس فنانات تشكيليات مصريات، دعمًا للتبادل الثقافي، وتوسيعًا لآفاق التمكين المهني خارج الحدود الوطنية.
ويسهم هذا الانفتاح على الشراكات العالمية في ترسيخ صورة المرأة المصرية بوصفها صاحبة رسالة حضارية، تُسهم من خلالها في دعم ريادة مصر الثقافية والإنسانية، وتعزز من الفن بوصفه أداة دبلوماسية ناعمة تُبرز مكانة المرأة المصرية في المشهد الإقليمي والدولي، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.
وختامًا، ترى حماة الأرض أن هذا الملتقى يؤكد أن تمكين المرأة لا يتحقق عبر القوانين فقط، وإنما أيضًا من خلال منح النساء أدوات التعبير، وتوسيع مساحات الإبداع، ودمجهن في مسارات التنمية المستدامة، التي تضع العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين ضمن أولوياتها المحورية.