5 توجهات عصرية لدعم الزراعة المستدامة
5 توجهات عصرية لدعم الزراعة المستدامة
تُعتبـر الزراعة -وما يتعلق بها من أنشطة- واحدةً من أهم الصناعات الحيوية، إلا إنَّ هذه الصناعة ارتبطت دائمًا بالممارسات غيـر المستدامة. ولكن على مدى العقود القليلة الماضية تغيَّـر هذا ببطْءٍ، بدايةً من التوقف عن استخدام المبيدات الحشرية الضارة، إلى الاستعانة بأساليب الريّ الحديثة، بالإضافة إلى تنويع المحاصيل؛ مراعاةً لصحة التـربة.
وفي حين أنَّ هذه التغييـراتِ إيجابيةٌ، فلا يزال أمام القطاع الزراعيّ طريقًا طويلًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. مِن هنا، نحاول معكم في هذا المقال تسليط الضوء على أبرز 5 توجهات عصرية للزراعة المستدامة.
أولًا- الممارسات المستدامة
لا شكَّ في أنَّ كليات الزراعة تحمل مسئوليةً كبيـرةً في تعزيز الممارسات المستدامة في هذا القطاع، ومواكبة أبرز التقنيات الصديقة للبيئة؛ لذا فإنَّ تحديثَ المناهـج الدراسية في كليات الزراعة من شأنه أنْ يؤثر -بشكل عميق- في الأجيال القادمة، بحيث يمكنهم توطيـن الممارسات المستدامة في عملية الزراعة، مثل التركيـز على الزراعة العضوية، والحفاظ على التنوع البيولوجيّ في كل منطقة، بالإضافة إلى تثقيف المزارعيـن، وتعزيز الممارسات السليمة، مع جعل الزراعة المستدامة ممكنةً وميسورةَ التكلفة.
ثانيًا- تطويع التكنولوجيا
يجب على المزارعيـن -وكذا الشركات الاستثمارية العاملة في هذا القطاع- مواكبة العصر الذي نعيشه، واستغلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) وإنتـرنت الأشياء (IoT)؛ لإيجاد طرق جديدة تُحسِّنُ عملياتهم دون تأثيـرٍ في البيئة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الطائرات بدون طيار (درون) لمراقبة المحاصيل، وجمع المعلومات عن دورة النمو، واكتشاف الآفات. كما يمكن استخدام التكنولوجيا في جعل عمليات الريّ أكثـر استدامةً، عن طريق توفيـر البيانات حول إجماليّ كميات المياه المستخدمة، ومعدلات تَشَبُّعِ الأراضي، إلى غيـر ذلك من الاستخدامات.
ثالثًا- الزراعة العمودية
اكتسب مفهوم الزراعة العمودية زخمًا كبيـرًا في السنوات الماضية، فالفكرة التـي قد استغربَها البعضُ في البداية أصبحت الآن واحدةً من الحلول المهمة في القطاع الزراعيّ في العديد من المواقع. تكمن مميـزات الزراعة العمودية في تعظيم الاستفادة من الأراضي، وخفض نسبة التوسع في الرقعة الزراعية، التـي يكون بعضها على حساب المَواطنِ الأصليةِ لكثيـرٍ من الأنواع؛ ما يعني المساهمة -بشكل مستدام- في تعزيز الأمن الغذائيّ العالميّ، وسد الفجوة الغذائية الناتجة عن التزايد المضطرد في التعداد السكانيّ.
رابعًا- استعادة الطبيعة
نتيجةً للتوسع غيـر المسئول في الرقعة الزراعية ببعض المناطق، تم القضاء على الطبيعة الأصلية لبيئات كثيرة؛ لذا فإنَّ استعادةَ الطبيعة البرية الأساسية (Rewilding) تُعدُّ مهمةً للغاية. يشمل هذا المفهومُ السماحَ للنباتات المحلية بالنمو في موطنها الأساسيّ، بالإضافة إلى السماح للتربة بالحصول على فتـرة من الراحة بعد موسم الحصاد، وتنويع المحاصيل؛ ما يسهم في منع تآكل التربة، والتخفيف من بعض آثار تغيُّـر المناخ عن طريق سـحب الكربون من الغلاف الجويّ.
خامسًا- الزراعة التجديدية
الزّراعة التجديدية هي مفهوم تتبعه ممارسات كثيـرة تعمل على تعزيز صحة التربة أعوامًا متعاقبةً، وإعادة التوازن إليها؛ حتـى تستطيعَ التربةُ الاحتفاظ بالمغذيات والمياه أطولَ وقتٍ ممكن. ومن الأمثلة على هذا: زراعة التربة بالبرسيم الحجازيّ قبل الموسم الجديد؛ لما يشتهر به هذا المحصول من تثبيت النيتروجيـن في التربة.