أغنية حماة الأرض للتوعية بأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر
أغنية حماة الأرض للتوعية بأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر
لم تكن التنمية المستدامة في يوم من الأيام رفاهيةً يتغنَّى بها الجميعُ، حتى يواكبوا النَّبْرَةَ العالمية الجديدة بخصوص أهدافها وتوطينها بين البلدان كافةً؛ وإنما التنمية المستدامة وأهدافها ضرورة وحتمية شعبية اقتضتها متطلبات التحول بالمجتمعات نحو حضارة إنسانية تحافظ علَى مقدرات كوكب الأرض وموارده؛ وهذا هو الأمر الذي سَعَتْ إليه القيادة السياسية بالتوجيه نحو العمل علَى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تحفيز كل ما يمكنه أنْ يساهم في تعزيز الحياة المصرية المستدامة، سواء علَى المستوى الاجتماعيّ أم الثقافيّ أم الاقتصاديّ.
لذا عملت مؤسسة حماة الأرض علَى السعي بنشاط منقطع النظير نحو نشر الوعي بأهمية تحقيق هذه الرؤية الوطنية، وتسليط الضوء علَى الجهود التنموية، بخاصة تلك الجهود التي تأتي في إطار المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية “بداية”، التي تتخذ من رفع جودة حياة الإنسان المصريّ هدفًا، من خلال محاورَ عديدةٍ تقوم عليها القطاعات المعنية، الحكومية منها والخاصة.
رؤية وطنية ونتائج مستدامة
اليوم تلتقي أهداف مؤسسة حماة الأرض مع أهداف مبادرة” بداية”، التي تحمل شعار “بداية جديدة لبناء الإنسان المصريّ”، حيث أطلقتِ المؤسسةُ أغنيةَ “حماة الأرض”؛ إيمانًا بالدور المحوريّ للفن في إيصال الرسائل التوعوية بشكل لافتٍ وجذابٍ يَبقَى في وجدان الإنسان وعقله.
جاءتِ الأغنيةُ -التي نَسَجَ كلماتها الدكتور/ محمد زيادة- علَى نحوٍ يربط الحاضر بالمستقبل، ويحفز الأجيال الجديدة من الأطفال والشباب وغيرهم؛ لفهم وإدراك أهداف التنمية المستدامة، وهو الأمر الذي تعمل علَى تحقيقه في أرض الواقع الأجندة الوطنية “رؤية مصر 2030”.
وقد دمجت كلماتُ أغنية حماة الأرض -بالإضافة إلى ما سبق- بين أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر؛ لإبراز تكاملها الذي يصنع مستقبلًا مبنيًّا علَى تطلعات الحاضر وخطوات المستقبل، وهو ما يظهر في بدء الفيديو كليب، حيث ظَهَرَ الأطفالُ الذين يمثلون الشعب المصريّ بكل فئاته وهم في فصل دراسيّ تقوم فيه المعلمةُ بشرح أهداف التنمية المستدامة؛ لتغرس في هؤلاء الأطفال القِيمَ المستدامةَ التي تبني مستقبلًا واعدًا مستدامًا، لنرى هؤلاء الأطفال كلًّا بِزِيِّهِ التقليديّ، وهم يزرعون أدوات التعليم والصحة والتصنيع والزراعة في أرض مصر الطيبة؛ إشارةً إلى مدى فائدة الاستثمار المستدام في القطاعات المختلفة؛ لتُحقق حينئذٍ أهدافَ التنمية المستدامة.
وقد أكدت الأغنية منذ كلماتها الأولى أهميةَ التعليم والصحة، باعتبارهما قاطرةَ التنميةِ التي تساعد بقية القطاعات علَى التحول المستدام، وهذا في عبارة “بالتعليم والصحة نِنَمِّي”، التي تشير إلى هدفين مهمين؛ هما: الهدف (3) الصحة الجيدة والرفاه، والهدف (4) التعليم الجيد.
ثم اهتمت الأغنية بأنْ يكون التعليم والصحة مصحوبين بحياة يسودها العدل والمساواة، وهذا في عبارة “بالمساواة مع بعض نِغنِّي”، حيث يمكننا تحقيق الهدف (5) المساواة بين الجنسين، والهدف (10) الحد من أوجه عدم المساواة، والهدف (16) السلام والعدل والمؤسسات القوية؛ لتكون النتيجةُ المرجوّة في عبارتها التالية “ما في فقر، ما في جوع”؛ تحقيقًا للهدفينِ (1، 2) القضاء علَى الفقر، والقضاء التام علَى الجوع.
وتتوالى كلمات الأغنية؛ قائلةً: “ما في ظلم ما في دموع”، وهو ما يشير مرَّةً أخرى إلى الأهداف الثلاثة المتعلقة بالمساواة العامة، والمساواة بين الجنسين، والسلام والعدل؛ وهي أهداف تجعلنا علَى مسار التقدم والتحضر؛ فتكون عبارة “نِزرع، نِصنع، نِبني مدينة”، إشارةً إلى الأدوات الأساسية للتنمية، وهي ما يعكسه الهدف (8) العمل اللائق ونمو الاقتصاد، والهدف (9) الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، وكذلك الهدف (11) مدن ومجتمعات محلية مستدامة؛ ثم عبارة “نِحمي الأرض مناخها حامينا”، وهي العبارة التي تنطلق من الهدف (13) العمل المناخيّ.
بعد ذلك تشع كلماتُ الأغنية طاقةً إيجابيةً أكثر فأكثر، حيث تقول: “طاقة نظيفة غلافها آوينا”، وهذا في إشارة إلى الهدف رقم (7) طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، وما يتبع استخدامها من الحفاظ علَى الغلاف الجويّ، الذي يحمي الكرة الأرضية، وهو الخير الذي يجب علينا أنْ نحافظ عليه، والذي أكدته عبارةُ “نِحفظ خيرها خيرها ده لينا”؛ لتُشير إلى ضرورة تحقيق الهدف رقم (12) الاستهلاك والإنتاج المسئولان.
وعن نهرِ مصرَ ومائِها انطلقت عبارة “بحر ونهر مايه ساقينا” نحو التوعية بالهدف (6) المياه النظيفة والنظافة الصحية، والهدف (14) الحياة تحت الماء. وإذا كانت المياه أساس الحياة فهي جوهر الزراعة وروحها أيضًا؛ ولهذا أكدتْ أغنيةُ حماة الأرض هذا المعنى في عبارة “بَرّ وزرع خِيره كافينا”؛ مما يشير إلى الهدف رقم (15) الحياة في البَرّ.
إنَّ ما سبق يُشترط أنْ يُؤسَّسَ علَى تعاون بنَّاء وشراكات فعَّالة، حتى تصبح النتيجةُ صناعةً متقدمةً واقتصادًا ناميًا؛ لذا توضح أغنية حماة الأرض في آخر كلماتها كيف يمكن تحقيق ذلك كله، حين تقول: “إيد علَى إيد نحميها لينا”، وهو ما يظهر أثرُه في الهدف رقم (17) عقد الشراكات لتحقيق الأهداف، وحين تقول أيضًا: “ولأجيال محمية فِينا”، تحقيقًا للهدف رقم (12) الاستهلاك والإنتاج المسئولانِ.
أغنية الشعب المصري
تلك التطلعات والطموحات -كما تعرضها الأغنية- ثمار ما زرعه هؤلاء الأطفال من عمل مستدام، فكانت النتيجة مستشفياتٍ متقدمةً، ومدارسَ متطورةً، وبنيةً تحتيةً خضراءَ، ومشروعاتٍ مستدامةً، حيث الزراعة المنتِجة والصناعة التي تنافس الأسواق العالمية والاقتصاد القويّ؛ كلها نتيجة مِن نتائج تحقيق أهداف التنمية المستدامة، تحقيقًا فعليًّا في أرض الواقع.
ويؤكد فيديو الأغنية في آخره ضرورةَ تكاتف الجميع؛ لأجل تحقيق هذه الأهداف، حيث يجب أنْ تتحد فئات المجتمع كله مِن رجال السُّلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، والقطاع الأمنيّ، ومسئولِي التعليم، والكوادر الطبية، ورجال الدِّين، ورجال الأعمال، والموظفين، والرياضيين، والحرفيين – ليؤكدوا أنهم جميعًا حماة للأرض. وذلك قبل أنْ يعود الفيديو إلى مشهد الفصل المدرسيّ، الذي أصبح أكثر تطورًا وتقدمًا بعد تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهي الثمرة المرجو تحقيقها.
ومما تجدر الإشارة إليه، هو مدى اهتمام حماة الأرض باختيار أصوات تمثل جميع فئات المجتمع؛ فبصوت الفنان الشعبيّ أحمد شيبة يشعر المستمِعُ بأنَّه بصدد عمل فنيّ شعبيّ، وبالصوت الأوبراليّ للفنانة ريهام عبد الحكيم تَتَعمَّقُ أهداف التنمية المستدامة في أذهان المستمعين، فضلًا عن صوت الفنان هاني عادل، الذي ينتشر صوته بين الشباب المصريّ من الطبقة المتوسطة؛ مما ينشر الوعي بهذه الأهداف في قطاعات المجتمع كافةً.
ما تقدَّم هو ما أرادت أغنية حماة الأرض أنْ تؤكده في أذهان أطفالنا وشبابنا وكبارنا، لتكون إنجازًا من إنجازات مؤسسة حماة الأرض، واستمرارًا لجهودها الحالية، واستعدادًا لجهودها المستقبلية، وبما يخدم ويحقق رسالتها التوعوية بأهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة في كل القطاعات والمجالات وبين أطياف المجتمع كله.