المهندس طارق شكري وكيل لجنة الإسكان بالبرلمان في حوار لـ «حُماة الأرض»
بناء أخضر.. طاقة بديلة.. إعادة تدوير
المهندس طارق شكري وكيل لجنة الإسكان بالبرلمان في حوار لـ «حُماة الأرض»
«حُماة الأرض» كان لها حوار مع أبرز الشخصيات التي تؤمن بأهمية وضرورة التحول إلى البناء الأخضر مهما كانت تكلفته، بل واتَّخذها رؤية وقناعة، وبدأ بنفسه في مشروعاته العقارية، التي تحظى بنصيب كبير من مواصفات البناء الأخضر . . المهندس طارق شكري وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، والذي كان أحد الحضور المميزين في حفل إطلاق مجلة «حُماة الأرض»، في حوار حول البناء الأخضر ومستقبل المشروعات العقارية في ظل هذه الرؤية في البناء.
انطلاقًا من كلمتكم في حفل إطلاق مجلة «حُماة الأرض» التي تحدثتم خلالها باستفاضة عن «البناء الأخضر»، هذا المصطلح الذي تردد كثيرًا في الفترة الأخيرة، فهل لك أن توضح بشيء من التفصيل حول هذا المصطلح؟
لا بد أن نتفق مبدئيًّا أن العمارة تغيَّرت في السنوات الأخيرة من العمارة التقليدية القائمة على عدم النظر إلى الانبعاثات الكربونية، وأيضًا معدلات الاستهلاك غير الترشيدية، إلى معايير جديدة تنظر إلى الآليَّتين بتركيز أكبر؛ فعلى سبيل المثال هناك 3 نقاط محورية:
الأولى: الـSolar energy كطاقة بديلة كيف تستطيع أن تضيء المبنى، وتشغِّل أجزاء كبيرة منه بالـSolar energy؟ إذن نحن بذلك نقلِّل من مصادر حرق الكهرباء الملوثة، وبالتالي نساعد بشكل مباشر على تحسين البيئة.
النقطة الثانية: هو الـRecycling، من سنوات طويلة أصبحت الثقافة في أوروبا قائمة على الفصل الابتدائي وليس النهائي، وبالتالي هذا الفصل يساعد على إعادة التشغيل، وبالتالي يساعد بشكل عام على تحسين الأداء الصناعي في هذا الإطار.
النقطة الثالثة: هي الإنارة والتَّهوية وآلية التعامل معهما بشكل صحي ومُتَّزن يجعل المباني الجديدة قائمةً على الإقلال من الـ Electromechanical قدر المستطاع؛ يعني كلما نظرت إلى المبنى نظرة فيها قراءة محاور الهواء ودخوله وخروجه في المبنى قللنا من استخدام التكييف، هذا يتم عن طريق عمل عازل للحرارة في الألومنيوم، أو أن يكون الألومنيوم مزدوجًا أو ثلاثيًّا؛ فيُقلِّل إدخال الحرارة في الصيف، ويقلل إخراج الدفء في الشتاء، وبالتالي عدد ساعات التبريد والتدفئة ستنخفض، وهي العناصر التي تحتاج إلى كهرباء، أو تستخدم فحمًا أو تستخدم وسائل نحن مجبرون عليها، لكنها ذات انبعاثات.
لكن كل هذه المواد مكلِّفة ولا يستطيع المستخدم النهائي تحمُّلها!
مكلفة بنسبة سبق دراستها، هذه النسبة تتأرجح بين 6 و 8%، وهذه النسبة تعوِّض فرق استخدام الكهرباء في المستقبل، فمثلًا بالنسبة لاستخدام الطاقة الشمسية إذا اعتبرها المستهلك تكلفة إضافية مقدارها 8% فإنه يستطيع استرجاع ما أنفقه من خلال تقليل قيم فواتير الكهرباء؛ لأن الإنارة في الأماكن العامة أو عند المداخل أو السلالم أصبحت من خلال الـSolar energy، وبالتالي العائد مقابل التوفير لن يستغرق أكثر من 4 أو 5 سنوات، وأعتقد أن النسبة معدلها جيد جدًّا؛ أي: حوالي 20% في السنة.
فأنا أرى أن الفترة القادمة مع الإقبال والتوجه الجديد ستؤدي إلى مساحة من الفحص السعري، التي ستجعل من هذه الأسعار أقلَّ؛ فتصبح أكثر إغراء للناس؛ لأنه دائمًا العائق هو التكلفة.
ولو نتذكر في بداية الأمر كانت التكلفة تتجاوز 15%، مع الوقت ومع المنافسة ومع الفهم نتيجة الخبرة وصلت لـ7 أو 8%، لو وصلت مثلًا لـ5 أو 4% سيكون رقمًا يسيرًا جدًّا، والعائد منه سيكون على 3 سنوات، وهنا سيكون استثمار يستحق أن يكون Business model.
ما تقديرك كمطوِّر في الحدث الأهم COP27 الذي سيقام على أرض مصر؟
أتفق معكِ أن الحدث شديد الأهمية؛ فالشخصيات الحاضرة من رؤساء وزعماء العالم، ورؤساء الوزارات على أعلى مستوى، وبالتالي تقديري أن هذا الموضوع سيحمل من الزخم ما يُخرج بمخرجات مختلفة، وأن ما يحدث الآن في شرم الشيخ من إعداد وتجهيز سواء من وضع شرم الشيخ كنموذج لمدينة تعمل بـSolar energy وتسعى لتضع ضمن قواعدها الـGreen building كنواة أساسية لمصر لتكون مدينة نموذجيَّة، سيكون سببًا لنقلة مهمة في هذا الشأن.
بما أنك لديك إيمان وقناعة في فكرة الـGreen building، فهل نفَّذت هذه الرؤية في مشروعك في غرب القاهرة؟
بالفعل، نفَّذنا في الأماكن العامة والخدمات العامة كلها من خلال الـSolar energy، نحن مقتنعون أن هذا كان مهمًّا جدًّا؛ لأنه سوف يزيد الإيرادات، وبالتالي سيساعد على تقليل الفاتورة الشهرية على مدار الشهور القادمة.
وفي الختام، أضاف «شكري» قائلًا: إننا نعمل أيضًا على ملف ثانٍ وهو الـRecycling، وندرس كيف نبدأ بعملية الفرز الابتدائي، ولكن الأهم أن يكون هناك استجابة من الناس؛ لأن هذا الموضوع مبني على الثقافة؛ فمصر تنتج مئات الآلاف من أطنان القمامة، ويستفيد منها مجموعة من الأشخاص، يفرزونها بشكل نهائي وليس بدائيًّا، في حين أن الفرز الابتدائي يتم بآلية أسهل وأكثر حرفيَّة.