الرجل الأخضر بقلم الإعلامي الكبير تامر أمين
الرجل الأخضر بقلم الإعلامي الكبير تامر أمين
أتابع عن كثب ما يحدث في العالم، ويهدد كوكب الأرض، وبصفتي إعلاميًّا أثارني الفضول حول ما يتواتر عن مصطلح التغيرات المناخية، خاصة مع كل تجمع لرؤساء وزعماء العالم كل عام في قارة من القارات للتباحث والتفاوض حول مسبِّبات وسلبيات وحلول التغيرات المناخية، وحقيقةً إن لم نقم بالتكاتف لحل المشكلات المناخية الخاصة بكوكب الأرض، سنواجه العديد من المشكلات، وسندمِّر أنفسنا ومستقبل أولادنا، حيث يوجد الكثير من الأخطار التي نتسبب بها جميعًا في حياتنا اليومية، وتتسبب في العديد من الأزمات المناخية.
وليس من شكٍّ أنه عقب التطور الصناعي والتحضر الموسَّع، الذي رفع من زيادة نسبة التلوث؛ نظرًا لعدم وجود قانون رادع عالميًّا يجبر أصحاب الصناعات الملوثة بالحفاظ على الهواء والمياه، والرقع الزراعية بالأعمال التي يقومون بها – تسبَّبت المصانع في تلويث مياه نهر النيل بالصرف الصناعي والزراعي، وهو ما يتسبب في أزمات تتفاقم كل يوم، خاصة أن الإعلام في الوقت الحالي لم يعمل بجد على التوعية بالمشكلات المناخية، ولم يتخذها بجدية، وهو ما ترتَّب عليه أزمات بيئيَّة كبرى، نعاني منها في الوقت الحالي، ويصعب معالجتها.
على السينما أن تقوم بدورها في توعية المواطنين بأهمية الموارد البيئيَّة، والتوعية بالمشكلات المناخية، وتوضيح الحلول من خلال المسلسلات والأفلام، فالإعلام والفن هما قُوى مصر الناعمة، والفن هو صاحب التأثير الأكبر على المواطن، ولا بدَّ أن يقوم بدوره الأخضر؛ فالقادم أسوأ، والأبحاث العلمية والدوريات والتقارير التي تتناول التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية لا تبشِّر بخير على المدى القريب، والمشكلات تتسارع يومًا بعد يوم، والحلول موجودة ولكنها تحتاج إلى الوعي والإرادة والتكاتف.
كنت سعيدًا سعادة غامرة بنجاح تدشين وإطلاق مجلة «حماة الأرض» حينها شعرت بأننا نتحرك بالفعل، ونتكلف عناءً ماديًّا وذهنيًّا وجهدًا حقيقيًّا من أجل التوعية بأضرار التغيرات المناخية، بدافع المسؤولية نحو الإنسانية والأرض التي أفسدناها بممارسات غير مسؤولة، لا تراعي أهم عناصر الحياة، هذه الخطوة أَعدُّها بداية الإعلان عن الرغبة الحقيقية في حماية الأرض، وهي نواة الأمل التي يجب أن نتمسك بها جميعًا، وندعمها ونحافظ عليها بقوة، ومن هنا وعلى صفحات هذه المجلة التي ولدت عملاقةً وذات بصمة حقيقية، أدعو كلَّ المؤسسات والشركات وأصحاب الصناعات لدعم هذا الجهد الأخضر الذي يرقى لدرجة الرسالة السامية، من خلال الاهتمام بما يكتب على صفحاتها والتوجيهات التي تنفرد بنشرها من خلال خبراء على أعلى مستوى من العلم والخبرة .
أتمنى أن توفَّق «حماة الأرض» في رسالتها السامية، وأطالب المؤسسات المصرية والدولية بالالتزام بالاشتراطات البيئية وقواعد الاستدامة التي تضمن لنا حياة خالية من التلوث والأخطار البيئية القاتلة.