خطى مستدامة

ما الاحتباس الحراري؟

الاحتباس الحراري

ما الاحتباس الحراري؟

أصبح الاحتباس الحراري ظاهرةً معروفةً في العقود الأخيرة، وهذا بعدما ازداد النشاطُ البشريُّ في قطاع الصناعة؛ فمع دخول الإنسان العصرَ الصناعيَّ -تجلَّى هذا في الثورة الصناعية الأولى وما بعدها- انتشرتْ في الهواء غازاتُ ثاني أكسيد الكربون والميثان والأوزون أكثر من الحدود الطبيعية؛ فأدَّى هذا إلى زيادة الاحتباس الحراري منذ منتصف القرن العشرين، نتيجة استعمال الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات، وغيرهما من التعديات البيئية التي ما يزال الإنسانُ يمارسها حتى يومنا هذا.

لهذا، سوف نحاول الإجابة في هذا المقال عن أسئلة: ما معنى الاحتباس الحراري، وكيف نكافح آثاره المضرة بكوكب الأرض، وما الواجب علَى الإنسان فعله للحد مِن نتائجه الضارة بالأجيال الحالية والمقبلة؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة تجدر الإشارة إلى أنَّ الاحتباس الحراري ليس ضارًّا في ذاته، وإنما هو أسلوب دفاعي يواجه به كوكبُ الأرضِ الصقيعَ؛ لأنَّه لولا حرارة الشمس التي يحتبسها بصورة طبيعية لظلتِ الكائناتُ في جليد دائم!

معنى الاحتباس الحراري

وأمَّا معنى الاحتباس الحراري، فهو ارتفاع غير طبيعي في متوسط درجة حرارة سطح الأرض؛ بسبب زيادة معدل ثاني أكسيد الكربون -وغيره من الغازات الضارة- في الغلاف الجوي. أو هو تَرَكُّزُ الغازات الدفيئة في الهواء الجوي.

والاحتباس الحراري النافع يتمثل -كما أشرنا سابقًا- في الضوء الشمسي، الذي تحتفظ به الأرضُ لتدفئة الكائنات الحية، كما أنَّ للطبيعةِ أنظمةً دفاعيةً -كعملية التمثيل الضوئي– تستطيع تقليل نسبة الغازات الدفيئة الموجودة في الهواء، غير أنَّها أنظمةٌ عاجزةٌ عن تقليل نِسَبِ الغازات الدفيئة العالية، التي تصدر عن النشاط البشري.

والآن، لنقترب مِن هدفنا أكثر فأكثر، فنقول: قبل 100 عامٍ أشار العلماء إلى أنَّ الغازات التي قلنا إنها زادتْ مع انتشار الأنشطة الصناعية؛ تحتبس حرارةَ الشمس، ثم تمنعها من العودة إلى الفضاء، وأنَّ التغيُّرَ البسيطَ في انبعاث هذه الغازات يؤدي إلى حبس درجات الحرارة؛ فترتفع بمعدلات غير طبيعية.

وهذا الاحترار -الاحتباس الحراري- نتيجة لارتفاع درجة حرارة سطح الأرض، وهو تغيُّرٌ يُعرف باسم: تأثير البيت الزجاجي “greenhouse effect”.

باختصار، تصبح الغازات الدفيئة -كالميثان وثاني أكسيد الكربون- بطانيةً تغلف كوكبَ الأرضِ، حابسةً تحتها أشعة الشمس؛ فترتفع درجة حرارة الكوكب، وهنا تكون الأضرارُ جسيمةً ومعدلُ الحياة منخفضًا.

أضرار زيادة الاحتباس الحراري

ما تزال الطاقةُ التي يستعملها الإنسانُ راجعةً -بشكل رئيسي- إلى حرق الوقود الأحفوري، وهذا الاستعمال الضار بالبيئة يُعَرِّضُ سكانَ المدن لآثارِ تغيُّرِ المناخِ بصورة تستدعي التدخل المناخي العاجل. مِن هنا، تكون للأفكار الإبداعية أهميةٌ كبرى، مثل تخضير المساحات، والتحول إلى استعمال الطاقة الجديدة والمتجددة، وبناء مدن مستدامة.. إلخ.

يجب علينا أنْ نعيَ أنَّ زيادةَ الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي ستؤدي -حتمًا- إلى وقوع مشكلات زراعية، كتدهور الأراضي، وفقدان بعض المحاصيل. وإذا كنتم لا ترون في هذا مشكلةً فلكم أنْ تنظروا إلى نتائج زيادة الاحتباس الحراري، الذي سيتسبب في وقوع أحداث بالغة الخطورة -متطرفة- في مظاهر الطقس الجوي.

أيضًا، سيؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة حرائق الغابات التي تُعَدُّ أخطرَ هذه الأحداث، وكذلك الفيضانات، حيث ستذوب البيئات الجليدية، فيرتفع مستوى سطح البحر، فضلًا عن موجات الجفاف، وهبوب العواصف، وغيرها من الآثار الضارة التي لن تُبقي للإنسان -والكائنات كذلك- أرضًا صالحةً للحياة.

فرصة أخرى للأرض

إنَّ هناك حلولًا يمكن أنْ تساعد الأرضَ علَى تخطي هذه الأزمة المناخية، فماذا لو نثرنا في الجو غازَ الكبريت؟ بعد حدوث بركان سومطرة اقترح علماءُ نثرَ كميات من غاز الكبريت في أثناء انفجاره، مفترضينَ أنَّ هذا سيؤدي إلى تراجع درجات الحرارة مدةً طويلةً، وعلَى الرغم من أنه حل ثوري فإنَّ الكبريتَ يظل عنصرًا بالغ الخطورة.

ومِن هذه الحلول أيضًا، تغذية النباتات البحرية، حتى تستطيع امتصاص الغازات الضارة، وكذلك يمكننا زيادة المساحات النباتية، أو زراعة المزيد من الأشجار؛ لمَا للغطاء النباتي مِن دور رئيسي في التخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون، وتلطيف الجو، وتبريده.

بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا نسيان الحلول الفردية، مثل: ترشيد استهلاك الطاقة، واستبدال السيارات بوسائل مستدامة، كأنْ يستعمل المواطنون الدرجات الهوائية، وتوجيههم إلى بناء منازل معزولة؛ كي لا يستهلك أصحابها أدوات تدفئة وتبريد صيفًا أو شتاءً.

في الختام، نرى أنَّ الاحتباس الحراري يمثل خطرًا مناخيًّا متى زادتْ معدلاتُه عن الحد الطبيعيِّ، وهذا ما يحدث في السنوات الأخيرة؛ لذا كان هذا المقالُ التوعويُّ جرسَ إنذارٍ. وهو مقال تقدمه مجلةُ حماة الأرض إلى قرائها باعتبارها مجلةً رائدةً في مجال مكافحة التغيُّرات المناخية، وخطوةً مصريةً علَى طريق تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى