صناعات مستدامة

الوقود الحيوي الصلب طاقة متجددة

الوقود الحيوي الصلب طاقة متجددة

في ظل التحديات البيئية المتزايدة والبحث المستمر عن مصادر طاقة مستدامة، يبرز الوقود الحيوي الصلب باعتباره أحدَ الحلول الواعدة لتلبية احتياجات الطاقة العالمية؛ لذا سوف تتناول حماة الأرض في هذا المقال تعريف الوقود الحيوي الصلب، وتُوضح أهم خصائصه وفوائده، مع إلقاء الضوء على التحديات التي تواجهه في عالم الطاقة.. فتابعوا القراءة.

الوقود الحيوي: تعريفه وخصائصه

إنَّ الوقود الحيوي الصلب -حسب تعريف الإسكوا– نوع من أنواع الوقود المستمد من الكتلة الحيوية النباتية أو الحيوانية، تلك الكتلة التي تُخلِّف وراءها روث الماشية والدواجن، ومواد الخشب وقشور الحبوب، وغيرها من المواد العضوية التي يمكنها أنْ تكون بديلًا معتبرًا للوقود الأحفوري.

وتختلف خصائص هذا النوع من الوقود بناءً على نوع المادة العضوية المستخرجة ودرجة الرطوبة داخلها؛ فهذه خصائص تؤثر في مقدار الطاقة المولَّدة وكفاءة الاحتراق؛ فكلما انخفض محتوى الرطوبة زادت كفاءة الاحتراق. كما يُفضل أن يكون محتوى الرماد -الرماد الناتج عن عملية حرق مواد الكتلة الحيوية- منخفضًا؛ من أجل تقليل التلوث الناتج عن عملية الاحتراق، فيكون خيارًا صديقًا للبيئة.

كذلك فإنَّ الخصائص الفيزيائية للوقود الحيوي الصلب -مثل حجم المواد العضوية وكثافتها- هي عوامل رئيسية تؤثر في كفاءة النقل والتخزين؛ حيث تتم معالجتها في شكل حبوب وقوالب مضغوطة ذات كفاءة أفضل من كفاءة الكتلة الحيوية غير المعالَجة؛ مما يسهل استخدامها في التطبيقات الصناعية والمنزلية.

خطوات إنتاج الوقود الحيوي الصلب

تبدأ عملية إنتاج الوقود الحيوي الصلب بجمع مواد الخشب والمخلفات الزراعية وكل ما يدخل في نطاق النفايات العضوية، وبعدها تبدأ مرحلة تجفيف هذه المواد لتقليل محتوى الرطوبة وزيادة كفاءة الاحتراق، وبعد ذلك تُقطَّع وتُطحن لتحويلها إلى أحجام مناسبة لعمليات التحويل اللاحقة، مثل ضغطها وتشكيلها في قوالب تسهل عملية النقل والاستخدام.

ويعتمد بعضُ العمليات الإنتاجية على تقنيات حديثة لتحسين جودة المنتج النهائيّ؛ إذْ يتم استخدام تقنية التحلل الحراري -على سبيل المثال- لتحويل الكتلة الحيوية إلى فحم نباتيّ؛ مما يزيد من كثافة الطاقة، ويقلل من الانبعاثات الناتجة عن عملية الاحتراق.

فوائد الوقود الحيوي الصلب

لا يقتصر دور الوقود الحيوي الصلب على كونه مصدرًا متجددًا للطاقة، وإنما يتعدى إلى حقيقة كونه أداةً لتحقيق التنمية المستدامة؛ فهو يسهم -بلا شك- في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، والحد من انبعاثات الكربون، ويدعم -أيضًا- مفاهيم الإدارة المسئولة للنفايات من خلال تحويلها إلى مصدر طاقة.

وكذلك يوفر الوقود الحيوي الصلب فرصًا اقتصاديةً متنوعةً، مثل تعزيز الصناعات الزراعية، وتحفيز الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة، ويُعدُّ حلًّا فعَّالًا لتلبية احتياجات الطاقة في المناطق النائية، حيث تفتقر هذه المناطق إلى البنية التحتية اللازمة للوقود الأحفوري.

تحديات الوقود الحيوي الصلب

على الرغم من فوائده فإنَّ الوقود الحيوي الصلب يواجه بعض التحديات، مثل التكلفة المرتفعة لبعض تقنيات إنتاجه، إلى جانب القلق بشأن التأثير البيئي لبعض عمليات هذه التقنيات، فضلًا عن أنَّ الاعتماد المفرط على المحاصيل الزراعية قد يُحدث تضاربًا مع إنتاج الغذاء؛ فإنَّ احتمالية استبدال إنتاج ‏المحاصيل الغذائية والأعلاف وتحويل أراضي ‏الغابات إلى أراض زراعية لاستخراج المواد العضوية؛ قد يتسبب -‏بشكل غير مباشر- في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة. ‏

غير أنَّ هذه التحديات يمكن للبحث العلمي المستقبليّ أنْ يعالجها بصورة جيدة، مع إدارة هذه المواد العضوية إدارةً متأنيةً ومسئولةً، وقد يكون للتعاون الدولي نصيب في تذليل هذه الصِّعاب وتلك التحديات؛ مما يسهم في تسريع الابتكار وجعل الوقود الحيوي الصلب أكثر كفاءةً واقتصاديةً.

وفي الختام تنظر حماة الأرض إلى مثل هذا النوع من الطاقة بتوازن، متوقعةً أنْ تشهد مثل هذه الابتكارات نموًّا متسارعًا عامًا بعد عامٍ؛ لأنَّ دول العالم في طريقها إلى الالتزام بتقليل انبعاثاتها الكربونية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويين الوطنيّ والعالميّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى