بعد نجاح المرحلة الأولى.. النقل تعلن اقتراب انطلاق المرحلة الثانية من مشروع الأتوبيس الترددي
بعد نجاح المرحلة الأولى.. النقل تعلن اقتراب انطلاق المرحلة الثانية من مشروع الأتوبيس الترددي
في السنوات الأخيرة، تسارعت خطوات الدولة المصرية لتحديث بنيتها التحتية، خاصة في قطاع النقل العام، بهدف تخفيف الزحام وتحسين جودة حياة المواطنين، من خلال تبني مفاهيم النقل الذكي والنظيف، ويشكل مشروع الأتوبيس الترددي نموذجًا لهذا التحول؛ إذ يعتمد على حافلات كهربائية تسير في مسارات مخصصة على الطريق الدائري؛ مما يضمن انسيابية الحركة ويقلل من زمن التنقل والازدحام المروري.
وفي هذا السياق، تواصل حماة الأرض متابعتها لمثل هذه المشروعات الوطنية؛ فقد تناولت المشروع في مقال سابق، مؤكدةً أنه سيمثل نقلة نوعية في النقل العام داخل القاهرة الكبرى، واليوم تلقي الضوء على نتائج المرحلة الأولى من المشروع، ومدى إقبال المواطنين على الأتوبيس الترددي، كما تكشف عن تصريحات وزارة النقل بشأن موعد تشغيل المرحلة الثانية؛ فتابعوا القراءة.
نجاح كبير للمرحلة الأولى من الأتوبيس الترددي
أُطلقت المرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي مطلع يونيو 2025 على امتداد 35 كيلومترًا من الطريق الدائري، بين المنيب وتقاطع الكلية الحربية، وقد تميزت هذه المرحلة بتخصيص 14 محطة مركزية، وتشغيل 100 حافلة كهربائية تعمل بكفاءة عالية وتستوعب كل منها أكثر من 60 راكبًا.
وسجلت هذه المرحلة خلال الأيام الأولى إقبالًا جماهيريًّا ملحوظًا، بحسب تقارير صحفية ومصادر رسمية، حيث أكدت وزارة النقل أن المواطنين أبدوا تفاعلًا واسعًا مع الخدمة الجديدة، بفضل السرعة والانضباط والراحة التي توفرها، مقارنة بوسائل النقل التقليدية، ويُعد هذا النجاح مؤشرًا على تحول تدريجي في سلوكيات المواطنين نحو استخدام وسائل نقل عامة نظيفة وموثوقة، وهو ما يفتح المجال لتوسيع المشروع وتكامل منظومة النقل العام بطريقة أكثر عدلًا وكفاءة.
اقتراب موعد تشغيل المرحلة الثانية
وفي ضوء هذا الزخم الإيجابي، يقترب موعد تشغيل المرحلة الثانية من المشروع، التي تأتي ضمن خطة شاملة لتغطية القاهرة الكبرى بشبكة نقل مستدامة، وجدير بالذكر أن مشروع الأتوبيس الترددي السريع BRT حول القاهرة الكبرى بمراحله الثلاث يبلغ طوله 113 كيلومترًا، ويضم 48 محطة مركزية، بالإضافة إلى مواقف ومحطة شحن رئيسية وثلاث محطات شحن فرعية، وقد تم الانتهاء من تشغيل المرحلة الأولى التي تشمل 14 محطة تمتد من تقاطع الإسكندرية الزراعي حتى أكاديمية الشرطة.
ويجري العمل حاليًّا في المرحلة الثانية التي تضم 21 محطة من المشير طنطاوي حتى تقاطع الفيوم، ومن المقرر أن تُستكمل المرحلة الثالثة بعدد 13 محطة في المسافة الممتدة من طريق الإسكندرية الزراعي حتى الإسكندرية الصحراوي.
ووفقا لتصريحات الفريق/ كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، سوف يتم بدء التشغيل التجريبي للمرحلة الثانية بجمهور الركاب في أوائل أكتوبر القادم، تزامنًا مع احتفالات الشعب المصري بنصر أكتوبر المجيد، ويهدف هذا التوسع إلى تعزيز ربط شرق العاصمة بغربها والاتصال بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع استمرار الهدف في القضاء على المواقف العشوائية وتشجيع النقل الجماعي الصديق للبيئة.
ومن جانبه أكد الفريق/ كامل الوزير أنه خلال المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الأتوبيس الترددي BRT سيتم تسيير 100 أتوبيس كهربائي بسعة 66 راكبًا لكل أتوبيس (ما يعادل 5 ميكروباصات) وذلك لنقل 3200 راكب بالساعة في الاتجاهين، مشيرًا إلى أنه قد تم إنتاج هذه الأتوبيسات محليًّا في مصر، وذلك في إطار توجه الدولة إلى العمل على توطين مختلف الصناعات في مصر ومنها صناعة الأتوبيسات وعدم استيراد أي أتوبيسات من الخارج؛ من أجل النهوض بقطاع الصناعة بهدف تحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي.
نحو مدن مصرية مستدامة
في ظل الزخم المتزايد الذي يشهده مشروع الأتوبيس الترددي، تقف مصر أمام فرصة استراتيجية لإعادة صياغة العلاقة بين المواطن ومنظومة النقل العام، ليس باعتباره تحسينًا تقنيًّا للبنية التحتية فحسب، وإنما باعتباره خطوة جوهرية نحو نموذج تنموي أكثر استدامة، يوازن بين متطلبات التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد.
ومن هنا تثمن حماة الأرض جهود الدولة في مثل هذه المشروعات التي تدعم النقل المستدام، وتؤكد أن نجاح هذا المشروع يعتمد على الاستمرارية، وتوسيع نطاقه، وتوفير تجربة متكاملة للمستخدم تشمل الجودة والسهولة والسعر العادل، ومع تقدم المراحل المقبلة، يبقى الأمل معقودًا على أن يتحول الطريق الدائري من محور مرهق إلى شريان أخضر يضخ الحيوية في قلب العاصمة، ويفتح الباب أمام مدن مصرية مستدامة.