الطعام المستدام.. طريقته وفوائده
الطعام المستدام.. طريقته وفوائده
مبادئ الطعام المستدام
تتضمن مبادئ الطعام المستدام مجموعةً من السلوكيات والممارسات، التي تهدف إلى إنتاج واستهلاك الطعام بطريقة تلبي احتياجات الجيل الحاليّ، دون تأثيرٍ سلبيّ في قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة. وتشمل هذه المبادئ تغذيةً مستدامةً تهدف إلى تجنب هدر الطعام، وكذلك إنتاجه بطريقة أكثر استدامةً، بعيدًا عن هدره.
يمكن أنْ يؤثرَ هدرُ الطعامِ -بصورة سلبية- في البيئة والمجتمع، ولتجاوز هذا علينا إنتاج الطعام المستدام من خلال التركيز علَى تقليل الهدر، وغيره من الأساليب المستدامة، التي سنذكرها تفصيلًا بعد قليل.
ويشمل النظامُ الغذائيّ المتوازنُ جميعَ مجموعات الطعام بكميات معتدلة، والأطعمة التي تعود بالفائدة علَى الإنسان، لبناء جسم قويّ. وهناك أنماط غذائية مختلفة يمكن للناس اتباعها لتلبية احتياجاتهم الغذائية. لكن، قبل أنْ نوضح لكم الأطعمةَ التي يجب أنْ يتناولها الإنسان، سنجيب عن سؤال: كيف يمكننا إنتاج الغذاء بشكل أكثر استدامةً؟
هناك عدة طرق يمكننا اتباعها لإنتاج الغذاء بشكل أكثر استدامةً، منها:
- تقليل الهدر الغذائيّ: يمكن تقليل هدر الطعام عن طريق تحسين عمليات التخزين والتوزيع، وتشجيع الاستهلاك المسئول.
- استخدام الموارد بكفاءة: يجب استخدام الموارد الطبيعية -مثل الماء والتربة- بكفاءة عالية، واعتماد تقنيات الريّ الذكية والزراعة المستدامة.
- تعزيز ممارسات الزراعة المستدامة: يمكن تحقيق الاستدامة من خلال استخدام الأساليب الزراعية، التي تقلل التلوث، وتحافظ على التنوع البيولوجيّ.
- تشجيع الزراعة العضوية: الزراعة العضوية تستخدم المبيدات الطبيعية، وتحافظ علَى التربة، وتضمن للحيوانات بيئةً مناسِبةً.
- دعم الزراعة الحضرية: يمكن تقليل تكاليف النقل، وتقصير سلسلة التوريد من خلال زراعة الخضروات والفواكه في المدن. والزراعة الحضرية أسلوب استخدمته بعض الدول، فمدينة ديترويت الأمريكية -علَى سبيل المثال- دعت مواطنيها إلى استخدام كل المساحات الممكنة داخل المدينة لزراعة الخضروات.
يجب تناول الطعام المستدام
إنَّ تناول الطعام المستدام والمفيد ضروريّ لبناء جسم قويّ وصحيّ، ولتحقيق هذا يجب أنْ يحتوي نظامنا الغذائيّ علَى كميات معتدلة من البروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحية، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم. ويمكن لاختيار الأطعمة الصحية -وكذلك تجنب تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون الضارة- أنْ يساهم في تحسين الصحة العامة.
ما المجموعة الغذائية الضرورية لجسم الإنسان؟
يحتاج جسم الإنسان -بكميات معتدلة- إلى مجموعات غذائية مهمة، كالكربوهيدرات مثل: (الخبز، والأرز والبطاطا)، وأيضًا البروتينات (اللحوم، والأسماك، والبيض)، والفواكه، والخضروات، ومنتجات الألبان (الجبن، الحليب، والزبادي).
أضرار إهدار الطعام
يمكن أنْ يُسبب إهدار الطعام أضرارًا كبيرةً للحياة كلها، ومن بين هذه الأضرار:
تلوث البيئة: عندما يتم التخلص من الطعام يتحلل، ويتحول إلى غاز الميثان الذي يساهم في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراريّ؛ وبالتالي الإضرار بكل جوانب البيئة بصورة عامة.
استنزاف الموارد الطبيعية: إنتاج الطعام يتطلب مواردَ طبيعيةً كثيرةً، مثل الماء والأراضي الزراعية والطاقة. وعندما يتم إهدار الطعام فإنَّ هذا يستنزف الموارد؛ مما يؤثر في قدرتنا على توفير الغذاء.
تأثيرات اجتماعية: يؤدي إهدار الطعام إلى تفاقم مشكلات الجوع والفقر، خصوصًا عندما ينتهج الإنسان سلوكيات غير مسئولة؛ لذا يجب علينا نشر الوعي بأهمية تقليل الهدر الغذائيّ، وضرورة اتباع نهج يضمن الاستدامة الغذائية.
أسباب إهدار الطعام
إهدار الطعام يحدث لأسباب متعددة، منها:
ضعف التخطيط: عدم وضع خطة غذائية مناسبة يمكن أن يؤدي إلى شراء كميات كبيرة من الطعام؛ وبالتالي التخلص منه قبل استهلاكه، وهي عادة ضارة بصحتنا والبيئة من حولنا.
بدلًا من هذه العادة الضارة، يمكن اتباع مبادئ تشجيع الاستهلاك المستدام، مثل شراء كميات مناسبة من الطعام، وتخزينه بشكل صحيح، وإعادة استخدام البقايا، والتبرع بالطعام الزائد للمحتاجين.
تاريخ انتهاء صلاحية الطعام: تاريخ انتهاء الصلاحية هو تاريخ يشير إلى نهاية المدة الزمنية التي يمكن فيها تناول الطعام بشكل آمن. ومن المعلوم أنه إذا تجاوز الطعامُ تاريخَ انتهاء صلاحيته، فقد يتسبب هذا في تدهور جودته، وزيادة احتمالية تلوثه بالبكتيريا؛ لذا يتم التخلص من الطعام بعد انتهاء تاريخ صلاحيته، وعلاج هذه المشكلة يكمن في الاستهلاك المسئول.
إنَّ الطعامَ المستدامَ السبيلُ إلى صحة جيدة، وبيئة ذات موارد متوافرة، وهذا ما تدعو إليه مجلة حماة الأرض عبْرَ منصاتها المختلفة، فإنَّ ذلك يساعد علَى تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ لأجل وطن أكثر استدامةً ورفاهيةً.
