بداية

بداية جديدة لبناء الإنسان: خطوات مصر لتحقيق التنمية البشرية

بداية جديدة لبناء الإنسان

بداية جديدة لبناء الإنسان: خطوات مصر لتحقيق التنمية البشرية

في الأعوام الأخيرة ركَّزتْ مصر -أكثر من ذي قبل- علَى تعزيز كل ما يمكنه بناء المواطن المصريّ، خاصةً بعدما تولَّى السيد رئيس الجمهورية مهامّ منصبه، وهذا ضمن محاور المشروع القوميّ المستدام للتنمية البشرية؛ رغبةً في بناء مجتمع متقدم ومتكامل، وهذا من خلال تكثيف عمل الجهات الحكومية والجهات الأخرى المعنية بالتنمية؛ تحسينًا لمؤشرات التنمية البشرية، واستعادةً للشخصية المصرية الحقيقية.

ينطلق هذا المشروع القوميّ من حقيقة مفادها أنَّ الإنسانَ المصريّ عنصرٌ مهمٌّ من عناصر بناء وتخضير المستقبل علَى أسس مستدامة، وليس هذا إلَّا من خلال العمل علَى نشر الوعي الصحيّ والثقافيّ والاجتماعيّ بين جميع المواطنين بأعمارهم المختلفة، ثم تعزيز مهاراتهم التي تساعدهم علَى المنافسة في سوق العمل، بما ينعكس -إيجابيًّا- علَى الاقتصاد المصريّ. وهي خطوات ضرورية في سبيل تحقيق الاستدامة الشاملة في كل المجالات، وعلَى جميع المستويات؛ لذا كانت الحاجَةُ ماسَّةً إلى إطلاق مبادرة تُعمق أبعادَ هذا المشروع القوميّ، وتستنفر جهودَ أبناء الوطن في دعم خطوات حاضر التنمية ومستقبلها؛ ومِن هنا كانت “بداية جديدة لبناء الإنسان”.

بداية جديدة لبناء الإنسان

هناك -في منطقة المنصة من ساحة الشعب بالعاصمة الإدارية الجديدة- كانت مصرُ علَى موعدٍ مع إطلاق هذه المبادرة الواعدة، حيث شهد الدكتور/ مصطفى مدبولي “رئيس مجلس الوزراء” أُولى فعالياتها في 17 سبتمبر الحاليّ، وهذا تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي حضور الفريق مهندس/ كامل الوزير “نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير الصناعة والنقل”، بالإضافة إلى عدد كبير من الوزراء، وأعضاء مجلس النواب، وبعض سفراء الدول في القاهرة، ولفيف من الشخصيات البارزة والإعلاميين.

وتسعى هذه المبادرة -مبادرة السيد رئيس الجمهورية “بداية”- إلى بناء الإنسان المصريّ وفق برامج فرعية موجهة إلى المصريين مِن جميع الأعمار. ومِن هذه البرامج ما هو متصل برعاية الأطفال حديثِي الولادة حتى عُمْرِ 6 أعوام، وهو البرنامج الذي تناولته حماة الأرض في مقال سابق، ويشمل الاهتمامَ بالطفولة المبكرة من حيث التنشئة البدنية والعقلية والنفسية والصحية، وإنشاءَ الحضانات ورياض الأطفال، وبناءَ كوادر العاملين في هذا المجال الحيويّ.

وهناك أيضًا برنامج مخصص للفئات العمرية من سن 6 أعوام إلى 18 عامًا، ويهدف إلى تعزيز ما يحتاجون إليه من برامج رياضية وصحية وتعليمية وتدريبية؛ حتى تتحسَّن مهاراتهم، ويصبحوا جاهزين لسوق العمل. بالإضافة إلى برامج أخرى متعلقة بالكبار -من سن 18 إلى 65 عامًا فما فوق- وتشمل برامجَ تدريبيةً لرفع قدراتهم التأهيلية.

أهداف مبادرة بداية

يظهر مما سبق كيف أنَّ مبادرةَ بداية نقطةٌ مضيئةٌ وخطوةٌ واسعةٌ نحو تحقيق أهداف التنمية البشرية والتنمية المستدامة بمفهومها الواسع، سواء علَى المستوى الصحيّ أم الثقافيّ أم الاجتماعيّ، بالاعتماد علَى مبدأ العدالة الاجتماعية وسياسات الحماية الشاملة.

إذنْ، فهي مبادرة تستثمر كلَّ جهودها في رأس المال البشريّ، مع ما أشرنا إليه منذ قليل من محاور هذه المبادرة التي تتركز جهودها في الصحة والتعليم والرياضة والثقافة، وغيرها من المجالات. وأمَّا أهدافها التفصيلية فهي العمل علَى تحقيق “رؤية مصر 2030″، والعمل علَى تنفيذ برنامج التنمية الاجتماعية في مجالات الصحة العامة والرياضة.

ومِن الأهداف التفصيلية الأخرى توفيرُ فرص العمل بالتعاون بين جهات الدولة والمجتمع المدنيّ، وتحسين جودة الحياة في جميع المحافظات، وتطبيق الأنشطة التنموية لجميع الفئات العمرية، وتحقيق العدالة في توزيع الخدمات الأساسية، والحفاظ علَى الموارد، وتطوير الكفاءات البشرية والخدمات الحكومية، وتعزيز دور القطاعينِ الخاصّ والعامّ والمجتمع المدنيّ، وإخراج أجيال مبدعة ومبتكرة وقادرة علَى النهوض بوطنها؛ وذلك وفق مفاهيم الاستدامة ومفاهيم التحول الأخضر.

محاور المبادرة ومراحلها

تقوم مبادرة بداية -بصورة أكثر تفصيلًا- علَى محاور ثلاثة؛ أولها: محور التعليم، وثانيهما: محور الصحة، وآخرهما: محور التوظيف. وأمَّا الأول فيشمل تطويرَ المناهج التعليمية، وتوفيرَ برامج تدريبية متقدمة تساعد علَى تنمية مهارات المتعلمين؛ لتتواكب مع عصر التحولات التكنولوجية. وأمَّا المحور الثاني فيعمل علَى تحسين الخدمات الصحية المقدمة إلى المواطنين؛ ولتحقيق هذا سوف تستعين المبادرة بحملات توعوية وبرامج صحية وقوافل علاجية تغطي أنحاء الجمهورية كافةً. وأمَّا المحور الأخير فيستهدف خلق فرص عمل لائقة، وقادرة علَى تلبية متطلبات التحول الأخضر في جميع القطاعات، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.

ولمبادرة بداية مرحلتانِ رئيسيتانِ؛ هما: مرحلة إلقاء الضوء علَى الخدمات التعليمية والثقافية والرياضية والاجتماعية، مع تثمين ما تحقق حتى الآن من أهداف “رؤية مصر 2030”. ثم مرحلة “المشروع القوميّ للتنمية البشرية”، الذي يخاطب جميع المواطنين بمختلف أعمارهم في كل محافظات الجمهورية.

خدمات المبادرة

فضلًا عما سبق بيانه من أهداف مرحلية، فإنَّ المبادرةَ تقوم في الأساس علَى تقديم خدمات تنموية عديدة، وتشمل قطاعات كثيرة وفق معايير العدالة والشمولية، وبما يضمن تحقيق الرؤية الاستدامية الشاملة؛ ومن هذه الخدمات:

تقديم الخدمات إلى جميع المحافظات: لم تعد الخدمات محصورةً في نطاق محافظة القاهرة، فإنَّ مبادرةَ بداية تعمل علَى تقديم جميع الخدمات إلى بقية محافظات الجمهورية؛ رفعًا للعبْءِ الاقتصاديّ والاجتماعيّ عن كاهل المواطنين.

منصة إعلامية مستدامة: وهي منصة تبحث في سبل التنمية المستدامة البشرية، وفيها يُقدَّمُ الدعمُ إلى المصريين من خلال شخصيات حكومية من الوزراء، ومن خبراء الاقتصاد، ورواد الأعمال، ورجال الدِّين، ورموز الفن والثقافة والرياضة.

الخدمات الطبية: في هذه المبادرة سوف تعمل 5600 قافلة طبية وعلاجية، مع بذل مزيد من الجهود للتخفيف من أعداد قوائم الانتظار الخاصة بالعمليات الطبية، وكذلك سوف تقدم المبادرة 1.2 مليون جلسة علاج كيماويّ وإشعاعيّ، وغيرها من الخدمات الصحية ذات الصلة؛ وهي خدمات تشمل صغارَ السن وكبارهم؛ حتى نضمن لهم حياةً كريمةً.

دعم المشروعات الصغيرة: بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ستعمل المبادرة -مبادرة بداية- علَى إتاحة تمويل مناسب للمشروعات المختلفة وفق شروط ميسرة وفائدة مناسبة، مع إسهامها في استخراج مستندات المشروع مما له علاقة بالسجل التجاريّ والبطاقة الضريبية وتراخيص التشغيل، وهذا بإجراءات مبسطة ورسوم مخفضة.

الخدمات التعليمية: ستعمل المبادرة علَى زيادة عدد مدارس رياض الأطفال في جميع محافظات الجمهورية، فضلًا عن عقد ندوات توعوية وتثقيفية بالتعاون بينها وبين الوزارات المعنية، وغيرها من الأنشطة التعليمية والتثقيفية التي تصب في صالح التنمية البشرية.

وكلُّ ما سبق من أهدافٍ وخدماتٍ وجهودٍ مصريةٍ يؤكد أنَّ المبادرةَ تعمل علَى تحقيق “رؤية مصر 2030″، التي تتجلَّى أهم ملامحها وأبرز أهدافها في تحسين حياة المواطنين في جميع المحافظات، مع الاهتمام بتطوير الخدمات الحكومية وتعزيز دور القطاع الخاص؛ لتحقيق كل أهداف مبادرة بداية.

ومن ذلك كله تستخلص حماة الأرض أنَّ لهذه المبادرة دورًا رياديًّا في إحداث التحول المستدام علَى جميع الأصعدة، وبما يتوافق مع محاور “رؤية مصر 2030″، وبالتزامن مع الحراك الإقليميّ والعالميّ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الشاملة، باعتبارها خطوةً مهمةً في مسيرة بناء المستقبل المصريّ.

زر الذهاب إلى الأعلى