بقلم الاستدامة.. محطة بحر البقر تُحقق أهداف التنمية المستدامة
بقلم الاستدامة.. محطة بحر البقر تُحقق أهداف التنمية المستدامة
يُعتبر تحقيق أهداف التنمية المستدامة طريقًا نحو عالم جيد، تعيش فيه الشعوبُ حياةً صحيةً، حيث البيئة نظيفة والموارد متوفرة؛ لذا تأتي مصر علَى رأس قائمة الدول التي تُحقق تلك الأهداف بوعي وتخطيط، بما يتماشى مع الحِراك العالميّ نحو حياة مستدامة.
مِن هنا، تعددت الاستراتيجيات والمشروعات المصرية المتعلقة باستغلال الموارد المائية بصورة مستدامة، مثل مشروعات تبطين وتأهيل الترع في مدن ومحافظات عديدة؛ لتقليل فاقد المياه من شبكة الترع؛ محققةً مصرُ بهذا الهدفَ السادسَ من أهداف التنمية المستدامة: المياه النظيفة والنظافة الصحية.
ومن بين هذه المشروعات الخضراء إنشاءُ محطات معالجة مياه الصرف الصحيّ، القادرة علَى تعزيز خطوات تنموية عديدة، وفي مجالات كثيرة، بدءًا من دعم القطاع الصحيّ، ومرورًا بالقطاع الزراعيّ، فضلًا عن قدرتها علَى جعل حياة المواطنين أكثر رفاهيةً؛ وهي الأهداف عينها التي تنظر إليها “رؤية مصر 2030” بعين الاعتبار.
إنَّ مشروعاتِ معالجة الصرف الصحيّ قادرةٌ -أيضًا- علَى تحقيق فوائد اقتصادية كثيرة، ليس آخرها تنقية المياه؛ فمشروعات معالجة الصرف الصحيّ يمكنها توفير فرص عمل لائقة، ودعم القطاع الاقتصاديّ، من خلال إبراز أهمية الاستثمار في البنية التحتية الخاصة بمعالجة مياه الصرف الصحيّ. وهذه العلاقة المتبادلة بين ازدهار الاقتصاد ومعالجة مياه الصرف الصحيّ خطوة لتعزيز المجتمعات بصورة مستدامة.
ونظرًا إلى أنَّ محطاتِ معالجة مياه الصرف الصحيّ تؤدي دورًا محوريًّا في حماية الصحة العامة، والحفاظ علَى البيئة؛ فسوف نستكشف في هذا المقال -محطة بحر البقر تُحقق أهداف التنمية المستدامة- المزايا العديدة لإقامة مشروعات محطات معالجة مياه الصرف الصحيّ، بخاصة محطة بحر البقر.
وفي البداية علينا أنْ ندركَ مدى ما تبذله مصر من جهود كبيرة في حُسن استغلال الموارد المائية والحفاظ عليها. ويجب أنْ ندرك -أيضًا- أنَّ مصرَ تبذل جهودًا كبيرةً في مواجهة ندرة المياه، التي يعاني منها العالم كله، بسبب تأثيرات التغيُّر المناخيّ في العقود الأخيرة؛ ولذا شرعت مصر -علَى مدى الأعوام الماضية- في إقامة محطات معالجة مياه الصرف الصحيّ في أماكن كثيرة من مصر.
مِن أشهر هذه المحطات: محطة بحر البقر، التي أُنشِئَتْ علَى مساحة 150 فدان، وبطاقةٍ إجماليةٍ قدرها 5.6 مليون متر مكعب/ يوم. وهناك -علَى بُعد 10 كيلومتر جنوب أنفاق بورسعيد- يُتوقع أنْ تساعدَ محطةُ بحر البقر علَى استصلاح ما يُقارب 456 ألف فدان، ومنها الأراضي الزراعية الواقعة في شمال ووسط سيناء؛ وهذا عن طريق تدوير مياه الصرف الزراعيّ والصناعيّ والصرف الصحيّ، ثم معالجتها قبل تصريفها في قناة الشيخ جابر.
بحر البقر ذراع التنمية المستدامة
تُعدُّ محطةُ بحر البقر كبرى محطات معالجة مياه الصرف الصحيّ في العالم كله، ومشروعًا رائدًا في دعم خطوات مصر علَى طريق التنمية المستدامة، حيث إنها تعمل علَى توفير المياه اللازمة لريّ الأراضي الزراعية، دون الاعتماد علَى مياه نهر النيل؛ موفِّرةً بهذا جزءًا كبيرًا من أمن مصر الغذائيّ.
أضفْ إلى هذا، ما تواجهه مصر -كما أشرنا سابقًا- من تداعيات أزمة التغيُّر المناخيّ وتداعيات الاحتباس الحراريّ؛ ومِن هنا تضمن محطةُ بحر البقر لمصرَ فرصةً مهمةً لإعادة تدوير مياه الصرف الصحيّ، وهذا يُقلل من تلوث المياه، وتلوث البيئة بشكل عامّ.
يمكن لمحطة بحر البقر -أيضًا- أنْ تساهمَ في توفير فرص عمل، تشمل قطاعات الزراعة والصناعة والبناء، فضلًا عن قدرتها علَى تطوير أداء القطاع الزراعيّ؛ فإنَّ مثل هذه المحطات يمكنها دعم الزراعة من خلال توفير المياه اللازمة لاستصلاح الأراضي في مناطق كثيرة من مصرَ؛ مما يعني جذب مزيد من الاستثمارات التي تستهدف هذا القطاع الحيويّ.
إجمالًا، لمحطة بحر البقر دور أساسيّ في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويُتوقع أنْ تساهمَ في تحقيق مزيد من إنجازات التنمية والحفاظ علَى البيئة في المستقبل، وهو ما يؤكده سعي الحكومة المصرية إلى زيادة طاقة المحطة بمقدار 10 ملايين متر مكعب يوميًّا، بالإضافة إلى إنشاء مشروعات أخرى تعمل -بشكل رئيسيّ- علَى إعادة تدوير مياه الصرف الصحيّ في جميع أنحاء مصر.
الاستثمار في معالجة مياه الصرف
الآن، يتبقى لنا أنْ نشير -علَى عجالة- إلى أمر مهم لتحقيق طفرة تنموية بمشروعات محطات معالجة الصرف الصحيّ، وهو جدوى الاستثمار وكيفيته في هذا النوع من المشروعات. هذا النوع من الاستثمارات الخضراء يستلزم نهجًا شاملًا بين القطاعينِ العامّ والخاصّ؛ لأجل رفع معدلات التنمية من خلال محطات معالجة الصرف الصحيّ، وزيادة الإنتاجية الزراعية، ومواجهة مشكلات ندرة المياه التي تضرب العالم كله.
لكن، ما تزال هناك تحديات تواجه هذا النوع من الاستثمارات، حيث إننا في حاجَةٍ إلى تقديم معلومات وبيانات كافية بخصوص جودة مياه الصرف الصحيّ المعالَجة؛ لتكون خطوةً مطمْئِنة للأفرادِ أصحابِ المشروعات، التي يمكن أنْ تقوم علَى هذا النوع من المياه المعالَجة.
سيمثل ذلك كله حوافزَ اقتصاديةً تناسب مجالًا مثل مجال تدوير مياه الصرف الصحيّ، وعلَى رأسه محطة بحر البقر، وغيرها من محطات معالجة الصرف الصحيّ، التي تسعى -بصورة واضحة- نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي نهاية هذا المقال تَلفِتُ مجلةُ حماة الأرض انتباهكم إلى أنَّ محطةَ بحر البقر -وغيرها من محطات معالجة الصرف الصحيّ- ضرورةٌ في طريق مصر التنمويّ، ومن خلالها يمكننا تنفيذ أهداف “رؤية مصر 2030″، لا سيما الهدف الخامس “الاستدامة البيئية: نظام بيئيّ متكامل ومستدام“؛ لأجل أنْ تظلَّ مصر علَى طريق التنمية المستدامة.