أخبار الاستدامة

قمة المستقبل التزام عالمي لجعل العالم أفضل

قمة المستقبل

قمة المستقبل التزام عالمي لجعل العالم أفضل

في عالم تتسارع فيه وتيرة التحديات العالمية أصبحت حاجتنا إلى الاتفاق علَى كلمة واحدة ضرورةً؛ حتى نكافح كل العقبات التي تَحول بين الدول وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجالات جميعها؛ ومِن هنا تأتي القمة العالمية “قمة المستقبل 2024” محاوِلَةً رسم مسار عمل التنمية المستدامة علَى نحوٍ عالميّ يفتح أمامنا آفاق المستقبل.

إنَّ قمة المستقبل ٢٠٢٤ التي بدأت أُولى جلساتها أول أمس -الأحد- اجتماعٌ سنويّ رفيع المستوى، وهي قمة تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ينظر إليها قادة العالم والشعوب نظرةَ أملٍ في غدٍ مشرِق؛ فالجميع يحاول بهذه القمة إعادة تنشيط المبادئ المشتركة، وتمهيد الطريق إلى مستقبل عالميّ أكثر استدامةً ومرونةً.

قمة واسعة النطاق

في اليومينِ الماضيينِ اعتمدت قمة المستقبل 2024 علَى ممثلين عن شباب العالم، إلى جانب مسئولين أمميين ورؤساء حكومات، بالإضافة إلى المعنيين بالشأن العالميّ؛ مستهدِفةً تمكين التقنيات الرقمية، ليكون مستقبل كوكب الأرض أكثر استدامةً، ومستكشِفةً الاتجاهات والأخطار والفرص التي تقدمها التقنيات الرقمية في سبيل تعزيز دور التحول الرقميّ بصورة مستدامة.

وقد تضمنت الجلسة الافتتاحية من قمة المستقبل 2024 كلماتٍ لرئيس الجمعية العامة، والأمين العام للأمم المتحدة. وفي هذه الكلمات أُعلن عن “مـيثاق المستقبل” الذي يضم الـميثاقَ الرقميّ الدوليّ، وإعـلانَ الأجيال المقبلة؛ وهو ميثاق عالميّ يتضمن فصولًا حول التنمية المستدامة، والتمويل من أجل التنمية، لذا تُعدُّ هذه النسخةُ من قمة المستقبل الاتفاقَ الدوليّ الأوسع نطاقًا منذ أعوام كثيرة؛ لأنَّ الميثاقَ الرقميّ الذي أُعلن عنه يغطي مجالاتٍ جديدةً لم تعهدها القمة من قبل، بالإضافة إلى قضايا لم يكن من الممكن الاتفاق عليها منذ عقود.

إنَّ محاور ميثاق المستقبل تهدف -إجمالًا- إلى ضمان أنْ تكون المؤسسات الدولية قادرةً علَى تغيير العالم، وتحفيز العمل التنمويّ في المجالات كافةً، وهذا بالاعتماد علَى كل مفاهيم التحول الرقميّ، وبالنظر إلى معايير التحضر والتطور، وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته التي قال فيها: «لا يمكننا تشكيل مستقبل أحفادنا بنظام بناه أجدادنا».

ويركز الميثاق -تفصيلًا- علَى مجالات خمسة؛ هي: التنمية المستدامة، السلم والأمن الدوليانِ، العلوم والتكنولوجيا، الشباب والأجيال القادمة، والحوكمة العالمية؛ وهذا الأخير مجال حيويّ يمكن أنْ يعمل علَى تجاوز العقبات التي تقف بين المؤسسات متعددة الأطراف والأهداف التنموية، بخاصة العقبات التي ظهرت في القرن الحادي والعشرين.

وارتكازًا علَى هذه المجالات الخمسة تعهدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتعزيز أهـداف التنمية المستدامة، والعمل علَى تحقيق أهداف اتـفاقية باريس للمناخ، وهذا -بالطبع- مع التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوريّ بطريقة عادلة ومنصفة. كما أكد مشاركو قمة المستقبل 2024 أهميةَ الاستماع إلى الشباب، وأهميةَ إشراكهم في صنع القرار علَى المستويينِ الوطنيّ والعالميّ؛ حتى تتسارع وتيرة تنفيذ هذه التعهدات.

وأكدت التعهدات -أيضًا- ضرورةَ بناء شراكات أقوى مع المجتمع المدنيّ والقطاع الخاصّ، جنبًا إلى جنبٍ مع الحكومات، وكذلك مضاعفة جهود استدامة المجتمعات المحلية، ومعالجة كل آثار التغيرات المناخية، ومكافحتها بما يتلاءم مع الأنظمة الوطنية، بخاصة في الدول النامية التي تأثرت أكثر من غيرها بالتحديات المناخية المتزايدة.

مفترق طرق

في قمة المستقبل 2024 ألقى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة -فيليمون يانج- كلمةً مهمةً عقب اعتماد ميثاق المستقبل، حيث أكَّد أنَّ العالمَ يقف علَى مفترق طرق، وهذا يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة؛ لأجل مواجهة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ، والفجوة الرقمية بين كثير من الدول.

وأشار “فيليمون يانج” إلى أنَّ القمةَ ليست لمعالجة الأزمات الحالية فحسب، وإنما لوضع أسس نظام عالميّ مستدام وعادل للجميع حاليًّا ومستقبليًّا، كما أشار إلى دور الشباب -خصوصًا في إفريقيا- في حمل شعلة المستقبل؛ مشدِّدًا على أنَّ كلَّ دولة يجب أن يكون لها مكان علَى طاولة الحوار العالمية، دون النظر إلى حجمها أو ثروتها.

ومن جانبه تحدث الأمين العام للأمم المتحدة -أنطونيو جوتيريش- عن الأوقات العصيبة التي يمر بها العالم؛ مؤكِّدًا ضرورةَ تحديث التعاون الدوليّ؛ ليصبح أكثر عدالةً وشمولًا. وأضاف أنَّ ما قررته قمة المستقبل 2024 -ميثاق المستقبل، والميثاق الرقميّ العالميّ، وإعلان الأجيال المقبلة- يفتح آفاقًا جديدةً للسلم والأمن والتنمية المستدامة. وأكد جوتيريش أنَّ هذه الاتفاقيات تشكل تقدمًا ملحوظًا نحو إصلاح النظام الدوليّ علَى جميع المستويات.

ختامًا، تُعدُّ قمة المستقبل 2024 محطةً مهمةً لدعم العمل العالميّ في مجالَي الحوكمة والرقمنة، بما يحقق للجميع أهداف التنمية المستدامة؛ اعتمادًا علَى ميثاقِ المستقبل الذي سيجعل الحلول التكنولوجية موضع التنفيذ، والميثاقِ الرقميّ الذي يُعدُّ إطارًا عالميًّا شاملًا لمعالجة الفجوات الرقمية علَى مستوى البيانات والابتكار، وإعلانِ الأجيال المقبلة الذي سيعمل علَى ترسيخ أفكار طويلة الأجل من شأنها مناقشة مستقبل الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى