ما طريقة الاستمطار الصناعي؟
ما طريقة الاستمطار الصناعي؟
كلنا يعلم أنَّ مناطقَ واسعةً من العالم تمر بفترات جفاف طويلة، إلى جانب عدد من المشكلات المتعلقة بالموارد المائية، التي تتمثل في ندرة المياه الجوفية ومياه الأمطار؛ وهو ما يطرح تساؤلًا مثيرًا للاهتمام، هو: كيف يمكننا إيجاد موارد مائية؟ وتَكمُنُ الإجابةُ في طريقة مبتكرَة تُدعى: الاستمطار الصناعي؛ لذا سوف نلقي الضوء في هذا المقال علَى كيفية حدوث الاستمطار الصناعي، وسنتناول دورَه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ما الاستمطار، وكيف يحدث؟
في الحقيقة يُستخدم الاستمطار الصناعي لزيادة كمية الأمطار، وحثها على الهطول؛ حتى يمكن استخدامها في أغراض أخرى متعددة، مثل زيادة مصادر المياه، وتحسين الريّ الزراعيّ، وغيرها من الأغراض والفوائد.
والاستمطار الصناعي عملية يقوم فيها العلماء بإطلاق ثاني أكسيد الكربون -مع مواد أخرى- إلى الغلاف الجويّ باستخدام الطائرات النفاثة، أو عن طريق مولدات أرضية، أو من خلال الصواريخ. وبذلك يتم تلقيح السحاب بجزيئات ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى الثلج الجاف، و”يوديد الفضة“، وكلوريد الكالسيوم، وغيرها من المواد.
إنَّ إدخالَ مادةً مثل يوديد الفضة -لها شكل بلوريّ مثل الجليد- يعمل علَى تحفيز كتلة الهواء المستهدفة، وهذا في وجود مشاعل خاصة تُركَّب علَى جناحَي الطائرة، وحينما تتجمَّع جسيمات الجليد داخل السحب التي يستهدفها العلماء -سُحب شديدة البرودة، ومُشبَّعة ببخار الماء- فإنها تصبح ثقيلةً بما يكفي لتسقط في صورة أمطار.
فوائد الاستمطار
أشرنا من قبل علَى عجالةٍ إلى أنَّ للاستمطار الصناعي فوائدَ عديدةً، ومن أبرز هذه الفوائد: دفع السحاب إلى تفريغ ما فيه من المياه، وهذه المياه تُعد موردًا مهمًّا للزراعة في الأماكن الجافة والأماكن التي تعاني من التصحر، وتفيد هذه المياه أيضًا في دعم إمدادات المياه لكثير من جوانب حياة الإنسان.
وتكون هذه الفوائد -بالطبع- لصالح تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الثالث عشر من أهداف التنمية المستدامة: العمل المناخي. وإذا كان الأمر مرتبطًا بالزراعة وتوفير المياه اللازمة لها، فإنَّه يمكننا أنْ نقول: إنَّ الاستمطار الصناعي -باعتباره تقنيةً واعدةً- يُعدُّ خطوةً نحو تحقيق الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة: الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية.
سلبيات الاستمطار الصناعي
على الرغم من مزاياه التي تُعدُّ حلًّا من الحلول التي يمكن أنْ نواجه بها مشكلات التغيُّر المناخي وتأثيراته الحادة في البيئة والاقتصاد – فإنَّ استخدامه يشتمل علَى نتائج غير محسوبة العواقب حتى الآن؛ فالاستمطار الصناعي عملية غير منضبطة، أي لا يمكن التنبؤ بنتائجها بشكل كامل، خاصةً فيما يتعلق بتعديل أنماط الطقس والتأثيرات المحتملة فوق المناطق المجاورة، التي تتمثل في حرمان مثل هذه المناطق من الأمطار.
هناك أيضًا مناقشات بين العلماء والمعنيين بتقنية الاستمطار الصناعي حول خطورة المواد المستعملة لتحفيز السحب، ومدى تأثيرها في البيئة والإنسان. وهذه السلبيات لا تزال إلى الآن محلَّ نقاشٍ، وتحتاج إلى مزيد من البحث.
التحديات المستقبلية
لا شك في أنَّ الاستمطار الصناعي تقنية واعدة إذا ما أُحسِنَ استغلالُها، غير أنَّ هناك تحدياتٍ كثيرةً، من أهمها التمويل؛ لأنها تقنية باهظة الثمن بالنسبة إلى موارد المياه الطبيعية، فضلًا عن أنها تقنية تحتاج إلى وجود أبحاث علمية تعمل على استكشافها، والنظر في تطويرها؛ حتى تسمح للدول بتلافي الأخطار التي يمكن أنْ تنتجها مثل هذه التقنية؛ لأنه من المهم أنْ نعمل علَى توفير أساس علميّ، لتقدير حجم التأثيرات والنتائج سلبًا وإيجابًا.
ولأجل تلك التحديات تسعى المنطقة العربية بخطوات فعَّالة نحو إيجاد حلول لها، فإنَّ كثيرًا من الدول العربية بدأت في استخدام الاستمطار الصناعي منذ سنوات، ويأتي في مقدمتها دولة الإمارات، التي أسست برنامجها المختص بهذه التقنية: برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.
ومِن هذا المنطلق تَأْمَلُ مجلةُ حماة الأرض في أنْ تساعد هذه التقنية كلَّ دول العالم علَى تجاوز محنة التغيُّرات المناخية، وأنْ تكون تقنيةً مستدامةً دون أنْ تُسبب للبيئة أيّ ضرر؛ حتى نكون معًا شركاءَ في عالم مستدام.