اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم
اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم
إذا كان العالم سائرًا في السنوات الأخيرة بخطى متسارعة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فإنَّ هذا يؤكد أهمية توظيف جميع القوى البشرية بشكل متساوٍ؛ لذا كان من الضروريّ أنْ تدرك المجتمعات دور النساء والفتيات في مواجهة تحديات العصر، التي من أبرزها تحسين الصحة، ومكافحة التغير المناخي.
مِن هنا سوف تتناول حماة الأرض في هذا المقال -اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم- الدورَ المحوريّ لهذا اليوم العالميّ، ومدى تأثيره في تحقيق المساواة والتنمية؛ لذا تابعوا معنا قراءة هذا الموضوع المهم، واكتشفوا أدوار المرأة وتأثيراتها الإيجابية في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
تاريخ اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم
على مدى عقود كثيرة كان أمام النساء والفتيات عقبات متعددة، ومنها العقبات التي حالتْ دون أنْ يتقدمنَ في المجال العلميّ، وذلك بسبب الممارسات التعليمية التقليدية، التي كانت تعمل على التمييز بين الجنسين في الحصول على تعليم جيد ومناسب.
وإنَّ الأرقام والإحصاءات الدولية لا تزال تكشف عن فجوات كبيرة في معايير المساواة بين الجنسين على مستوى التعليم في كثيرٍ من أنحاء العالم. وكان من نتائج هذا -وفق إحصاءات الأمم المتحدة- أنه لا يوجد سوى 33.3% من النساء اللواتي يعملنَ في مجال البحث العلميّ على مستوى العالم، كما أنَّ فرصهنَّ في الحصول على مِنح البحث العلميّ أو الترقية لا تزال أقلَّ مقارنةً بزملائهنَّ من الرجال.
لذلك لم يكن تخصيص اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم محضَ صدفةٍ، كما أنه كان نتيجة جهود دؤوبة قامت بها الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى؛ ففي عام 2015 جعلتْ الجمعية العامة للأمم المتحدة يومَ 11 فبراير اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم؛ ليكون محطةً لتذكير العالم بدور النساء والفتيات في الابتكار والبحث العلميّ، وفرصةً عالميةً من أجل تعزيز المساواة بين الجنسين في هذا المجال خاصةً، وفي غيره من المجالات.
دور مصر في دعم المرأة
ومما لا شك فيه أنَّ مصر لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التحدي العالميّ؛ فقد أرسى الدستور المصريّ بناءً اجتماعيًّا يضمن للمرأة المصرية حقوقها، ويحميها من كل أشكال التمييز والعنف، حتى جاءت “رؤية مصر 2030” لتُعمق هذه النظرة المصرية، مرتكِزةً على مبادئ العدل والمساواة بين الجنسين في الفرص والحقوق.
وتعزيزًا لهذه الخطوات المستدامة في مجال تمكين المرأة دشَّنت مصر “الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030″، وهي استراتيجية قائمة على محاور أربعة تشير إلى تمكين المرأة اجتماعيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا.
كذلك أطلقت مصر كثيرًا من المبادرات التي تعكس التزامها بدعم النساء والفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا. ومن بين هذه المبادرات نجد مبادرة “المرأة في مجال التكنولوجيا”، التي تهدف إلى تدريب المرأة على البرمجة والذكاء الاصطناعيّ؛ وهو أحد المجالات الأشد تأثيرًا اليومَ في الاقتصاد العالميّ.
التنوع طريق التنمية المستدامة
على الرغم من أنَّ التنوع في الفِرق البحثية والعلمية سبيل إلى تحقيق نتائج علمية أفضل -فضلًا عن أنه يسهم في ابتكار حلول لمشكلات معقدة- فإنَّ الباحثات يمثلنَ نسبةً متواضعةً في قطاع البحث العلميّ؛ إذْ لا تتجاوز نسبة المشاركات في مجال الذكاء الاصطناعيّ -على سبيل المثال- 22% من إجماليّ المتخصصين، وهذا وفق تقارير منظمة اليونيسكو.
كل تلك المشكلات لا تؤثر في النساء والفتيات فحسبُ، وإنما تؤثر في جودة الإنتاج العلميّ كله، مما يفرض علينا جميعًا أنْ ندعم النساء والفتيات في مجال العلوم وفي غيره من المجالات؛ كي يستطعنَ تحقيق تطلعاتهنَّ العلمية والمهنية، باعتبارهنَّ شريكًا أساسيًّا في بناء عالم أكثر استدامةً، وهو الأمر الذي يدعو إليه صراحةً اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم.
في الختام يظهر لنا جميعًا أنَّ المساواة الشاملة طريق لا بديلَ عنه، وأنَّ تعزيز دور النساء والفتيات في مجال العلوم -وفي غيره من المجالات- الفرصة الأقرب والأهم لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة بصورة شاملة، حيث النساء والفتيات والرجال والشباب على قدم المساواة في مجتمعات مستدامة.