خطى مستدامة

ما البنية التحتية؟

البنية التحتية

ما البنية التحتية؟

مما هو معلوم أنَّ دولًا كثيرةً تعتمد في اقتصادها علَى الطرق والسكك الحديدية وشبكات الكهرباء وخدمات الإنترنت القديمة، وهذا يؤدي إلى تأخير وارتفاع تكاليف صيانة هذه البنية التحتية؛ فتصير عائقًا اقتصاديًّا بدلًا مِن أنْ تعودَ بالنفع الماديّ؛ ولذا يحذر مهندسون مدنيون مِن أنَّ الجسورَ المعيبةَ والبنيةَ التحتيةَ المائيةَ القديمةَ خطرٌ يُهدد السلامة العامة، ويضيف عبئًا اقتصاديًّا علَى كاهل الدول.

ذلك كله، يدفعنا إلى قول: إنَّ البنيةَ التحتيةَ ركنُ التنميةِ الرئيسيّ وأساسُ التقدم الاقتصاديّ والاجتماعيّ في أيّ مجتمع. وهذه الشبكات الخدمية التي ذكرناها هي عناصر البنية التحتية، بالإضافة إلى الموانئ، والمطارات، والمستشفيات، والمدارس، وغيرها مِن المنشآت. وهي عناصر تشمل الاحتياجات الإنسانية المشترَكة والخدمات المجتمعية التي لا غنى لأيّ مواطن عنها، وبالرغم مِن أنَّ هذه العناصرَ أساسياتٌ فإنَّ التعاملَ السليمَ معها ليس أمرًا سهلًا؛ إذْ إنها -أي البنية التحتية- تتطلب تخطيطًا متكاملًا علَى المدى البعيد.

وهنا أسئلة مهمة سنجيبُ عنها في هذا المقال بصور مفصلة، هي: ما تعريف البنية التحتية، وما مدَى أهميتها، وما أنواعها؟

تعريف البنية التحتية

إنَّ البنية التحتية هياكلُ تنظيميةٌ ضروريةٌ لتشغيل مرافق ومشروعات المجتمع اللازمة لاستدامة التنمية الاقتصادية؛ وهذه الهياكل التنظيمية عناصر مترابطة، وتوفر إطارًا داعمًا لخطواتِ التطور الشامل. ويمكن تعريف البنية التحتية -أيضًا- بأنها مكونات مادية للأنظمة التي توفر السلع والخدمات الأساسية، لتمكين واستدامة وتحسين ظروف الحياة اجتماعيًّا واقتصاديًّا.

أهمية البنية التحتية

من الناحية الوظيفية، تساهم البنية التحتية في تسهيل إنتاج السلع، وتوزيع المنتجات المكتملة في الأسواق، وإتاحة الخدمات الاجتماعية الأساسية كالتعليم والصحة، من خلال المستشفيات والمدارس. وفي السياق العسكريّ، يشير المصطلحُ إلى المباني والمنشآت الدائمة اللازمة لدعم ونشر وتشغيل القوات العسكرية. ومِن هنا، فإنَّ رَصْفَ وتجهيزَ الطرق -علَى سبيل المثال- يساعد علَى نقل المواد الخام إلى المصانع؛ فترتفع المؤشراتُ الاقتصادية والتنموية، كما أنَّ هناك أنواعًا من البنية التحتية يمكنها المساعَدة علَى التقدم في قطاعات كثيرة.

ومِن الجدير بالذِّكْرِ، هو أنَّ للبنية التحتية مفهومًا تقليديًّا، هو وجود مبانٍ وطرقٍ مكتملة فقط، دون وجود نظام فعَّال للتخلص من النفايات الصلبة، مثلما نلحظ هذا في مشروعات عديدة، كمشروع بناء مستشفى، حيث لن يكون قادرًا على القيام بوظيفته -بشكل صحيح- دون وجود مثل هذا النظام الفعَّال، الذي لنْ يعملَ دون المعرفة المدعومة بالتطبيق، ودون وجود مؤسسات تدير هذه المشروعات بأسلوب مستدام.

ببساطة، لن يكون لدينا مجتمع صحيّ دون بنية تحتية قوية، حيث تحتاج الخدمات الأساسية -مثل الرعاية الصحية والتعليم- إلى البنية التحتية الملائمة؛ حتى تتمكنَ المجتمعاتُ المحليةُ والأعمال التجارية من الازدهار، ويجب -أيضًا- تقييمها بناءً علَى نتائجها المستقبلية البعيدة، بما في هذا الموارد المطلوبة لضمان استدامتها.

أنواع البنية التحتية

  • خدمات النقل، مثل: القطارات، الطائرات، الطرق، ممرات المُشاة.
  • مشروعات المياه ومعالجتها.
  • مشروعات الطاقة من الكهرباء والغاز – إنتاجًا وتوزيعًا.
  • شبكات اتصالات الإنترنت والهاتف.
  • المنشآت الاجتماعية، كالمتنزهات، والمنتجعات السياحية، والمدارس، والمكتبات، والمستشفيات.

وفي هذا السياق نلحظ أنَّ هناك دولًا عديدةً تُصنَّف تصنيفًا عالميًّا متقدِّمًا في مجال البنيةِ التحتية، ومنها: ألمانيا – اليابان – الولايات المتحدة – المملكة المتحدة – فرنسا – كوريا الجنوبية.

إجمالًا لما سبق، فإنَّ البينة التحتية موضوعٌ ذو أهمية كبرى؛ ولذا شرحنا في هذا المقال أهميةَ مشروعات البنيةِ التحتية، وأثرها الواضح في تطور المجتمعات وتحقيق التقدمينِ الاقتصاديّ والاجتماعيّ، كما أوضحنا دورَ البنيةِ التحتية في تسهيل وصول الخدمات الأساسية إلى المواطنينَ بكفاءة وفاعلية، بما يحقق العدالة الاجتماعية.

وفي الختام، نستنتج أنَّ تطويرَ البنيةِ التحتية يمثل حجرَ الأساس في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تساهم في دعم النمو الاقتصاديّ ورفع مستوى معيشة المواطنين؛ لذا سَعَتْ مجلةُ حماة الأرض في هذا المقال إلى توضيح هذا الموضوع المهم بأسلوب سهل الفهم علَى القراء كافةً، حيث اعتمدتْ علَى شرح مصطلح “البنيةِ التحتية” بالحقائق المُدَعَّمَةِ بالأمثلة؛ لجعل المعلومة واضحةً وقابلةً للاستيعاب؛ حتى نصبح -بحق- حُماةَ الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى