ورشة عمل دولية حول ترابط الغذاء والمياه والطاقة والاستدامة برعاية مؤسسة حماة الأرض
ورشة عمل دولية حول ترابط الغذاء والمياه والطاقة والاستدامة برعاية مؤسسة حماة الأرض
تواصل حماة الأرض دورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ونشر الوعي بكل ما يتعلق بها من قضايا محليًّا وعالميًّا، وهو دور تقوم به المؤسسة اتساقًا مع “رؤية مصر 2030″، وتوحيدًا للجهود المصرية التي تعمل على جعل حياة المصريين أكثر استدامةً، وبما يلبي احتياجات الأجيال القادمة.
لذلك لا تدخر مؤسسة حماة الأرض جهدًا في سبيل تعزيز كل الخطوات الفعلية في تحقيق أهداف الاستدامة الشاملة، واليوم تواصل تلك الجهود، وتتابع نشر رسالتها التوعوية من خلال رعايتها ورشة عمل دولية حول ترابط الغذاء والمياه والطاقة والاستدامة، وهي ورشة تُنظمها أكاديمية البحث العلميّ والتكنولوجيا (ASRT). وذلك في حضور رفيع المستوى، وكان من أبرز الحاضرين الدكتور/ إسلام أبو المجد “رئيس هيئة الاستشعار عن بُعد”.
الاستدامة الشاملة
تأتي هذه الورشة الدولية في وقت أصبح العالم فيه محتاجًا لكثير من الجهود التي تُعمِّق عمل التنمية المستدامة في جميع دول العالم، وذلك من خلال الترابط الموضوعيّ بين جميع مدخلات العمل التنمويّ، حيث إنَّ أهداف التنمية المستدامة الشاملة مترابطة، وقائمة على التنوع الشامل، الذي يستهدف القطاعات كافةً، ويعالج كل ما يحد من استدامة صحة كوكب الأرض والشعوب التي تعيش فوقه.
وعلى هذا انعقدت الورشة صباح اليوم -20 فبراير- وتستمر حتى مساء الغد، وذلك بعد أن استقبلت اللجنة المنظمة لهذا الحدث الوفودَ المشاركةَ؛ استعدادًا للجلسات التي ستعقدها الورشة؛ من أجل مناقشة كل تحديات الاستدامة في العالم كله.
وانطلاقًا من تعزيز عمل التنمية المستدامة على نحو شامل ومترابط بين قضايا والغذاء والمياه والطاقة، جاءت الكلمة الترحيبية في اليوم الأول من الورشة للأستاذة/ ريهام صبري “مديرة إدارة العلاقات العلمية الدولية في أكاديمية البحث العلميّ والتكنولوجيا.
وبعد ذلك كانت الكلمة الافتتاحية للدكتور/ إبراهيم حسن “رئيس اللجنة العلمية المصرية لمشكلات البيئة (ESCOPE) في جامعة الإسكندرية، ثم كانت كلمة الدكتورة/ جينا الفقي -عبْر تقنية الفيديو كونفرانس- “رئيسة أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ونائبة رئيس مركز العلوم والتكنولوجيا لدول عدم الانحياز (NAM S&T Centre)”. ومن الوفد الدوليّ تحدث الدكتور/ أميتابا باندوبادياي “المدير العام لمركز العلوم والتكنولوجيا لدول عدم الانحياز والدول النامية”.
البداية من الجنوب العالمي
بدأت فعاليات الورشة بجلسة تمحورت حول مدى الترابط بين قضايا الغذاء والمياه والطاقة في الجنوب العالميّ، وكيف يمكن حل المشكلات التي يمكن أنْ تمنع تحقيق جهود التحول الشامل في عمل التنمية المستدامة.
وفي هذه الجلسة التي كانت برئاسة الدكتور/ ديبانكار ساه -الأستاذ في معهد ماناف راتشنا الدوليّ للبحوث والدراسات، جامعة سومان بالا، فريد آباد- تحدَّث عددٌ من الخبراء المصريين والدوليين حول ترابط الغذاء والمياه والطاقة والاستدامة في المنطقة العربية، وتأثير المناخ وتغيراته في هذا الترابط، كما ناقشوا -أيضًا- مدى تأثير الفيضانات الأخيرة في القطاع الزراعيّ داخل بلدان كثيرة.
وبعد ذلك اُختتمت الجلسة بمداخلة الدكتورة/ نهى سمير دنيا “عميدة كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية في جامعة عين شمس”، وفيها ناقشت العلاقةَ بين ترابط الغذاء والمياه والطاقة ومدى تأثير التغير المناخيّ في معدلات التنمية المصرية.
الإدارة المستدامة للموارد المائية
وفي الجلسة الثانية جاءت المناقشات تحت عنوان: “تعزيز الأمن المائيّ: التحديات والحلول للإدارة المتكاملة للموارد المائية”، حيث تناول المتحدثون سبلَ الاستخدام الأمثل للمياه الجوفية؛ من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بالمياه النظيفة والصرف الصحيّ.
كما تطرقت مناقشات الجلسة إلى التحديات الهيدروليكية والتكاليف المرتبطة بإمدادات مياه الشرب إلى العاصمة الإندونيسية الجديدة، وهذا باعتبارها نموذجًا من نماذج التحول المستدام. وقد شملت المناقشات الحديثَ حول تقنية التعقيم بالأوزون لإعادة استخدام مياه الصرف المعالَجة، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على كيفية ابتكار حلول قائمة على الطبيعة؛ لتحقيق التنمية المستدامة.
الأمن الغذائي والتلوث
وفي نهاية اليوم عُقدت الجلسة الثالثة لمناقشة قضايا الأمن الغذائيّ وصناعة الأغذية في ظل آثار التغير المناخيّ العالميّ، وناقش الخبراء في هذه الجلسة الأدوات والتطبيقات المبتكرة، التي يمكن أنْ تسهم في تحقيق الأمن الغذائيّ المستدام.
وتم تقديم تحليل علميّ حول تلوث الغِذاء العالميّ، واستعراض الإخطارات الأوروبية بشأن سلامة الأغذية خلال العقدين الماضيين، ثم كان ختام الجلسة بفتح باب المناقشة والأسئلة، حيث أُتيحت الفرصة للحضور للاستفسار عن القضايا المطروحة في اليوم الأول من الورشة.
كيفية تحقيق الاستدامة الحضرية
أمَّا غدًا -21 فبراير- فسوف تكون الجلسة الأولى حول طرح حلول لمشكلات ترابط قضايا الغِذاء والمياه والطاقة، ومناقشة مدى قدرة هذا الترابط على تحقيق الاستدامة الحضرية. وسوف يناقش الحضورُ أبرزَ حلول هذا المجال، مثل دمج مبادئ ترابط المياه والطاقة والغِذاء في هندسة المناظر الطبيعية، بخاصة في الدول النامية، وكذلك استغلال الطحالب المهدرة لتحقيق ترابط المياه والغِذاء والطاقة؛ مما يؤكد ضرورةَ التحول من الاقتصاد التقليديّ إلى الاقتصاد الأخضر المستدام.
استراتيجيات الترابط بين قضايا الاستدامة
في جلسة بعنوان: “وضع السياسات والاستراتيجيات لترابط الغِذاء والمياه والطاقة” سوف يتحدث الدكتور/ محمد الخياط -رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة- عن الفرص والتوقعات المستقبلية للطاقة المتجددة في مصر، وكذلك سيتحدث المشاركون في هذه الجلسة عن أهمية تقنية “المواد الإطارية العضوية المعدنية”، باعتبارها أحدَ أهم الابتكارات التي تحافظ على البيئة ومواردها، وكذلك سوف تُناقَشُ الفرصُ المتعلقةُ بالطاقة الكهرومائية، بخاصة في مجالَي الطاقة والريّ.
ختامًا، فإنَّ محاور هذه الورشة كانت في يومها الأول حافلةً بالمناقشات الجادة، وسيكون للجلسات القادمة مزيد من إلقاء الضوء على سبل تعزيز أهداف التنمية المستدامة، وكيفية تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030؛ حتى لا يتخلف أحد عن الرَّكْب.