أخبار الاستدامة

قادة العالم يجتمعون لمواجهة أزمة المناخ في باكو

قادة العالم يجتمعون

قادة العالم يجتمعون لمواجهة أزمة المناخ في باكو

في عام 2022 كانت مصر علَى موعد لاستضافة مؤتمر الأطراف السابع والعشرين في مدينة شرم الشيخ، حيث كان COP27 منصةً مهمةً ناقش العالم من خلالها التحديات المنَاخية التي تشتد يومًا بعد يومٍ، وهناك استطاعت مصر توجيه المجتمع الدوليّ نحو مزيد من الإجراءات الفعَّالة في مكافحة التغيُّرات المنَاخية، وقد تَمثَّل هذا في تأسيس “صندوق الخسائر والأضرار”؛ لأجل دعم الدول التي تتضرر من التدهور المنَاخيّ الحاد.

ثم جاء COP28 في العام الماضي، الذي عزَّزتْ به دولةُ الإمارات العربية المتحدة جهودَ COP27 من خلال تقييم التقدم المحرز في مجال تمويل المنَاخ ودعم مشروعات الطاقة المتجددة؛ لذا كان مؤتمرَا الأطراف السابع والعشرين والثامن والعشرين تجسيدًا للتعاون الدوليّ في مواجهة تأثيرات تغيُّر المنَاخ؛ رغبةً في تحقيق مزيد من أهداف التنمية المستدامة، والوقوف أمام كل ما يمكن أنْ يدمر البيئة ويستنفد مواردها.

واعتمادًا علَى تلك الجهود المبذولة -سواء جهود مصر أم الإمارات- بدأت اليوم في العاصمة الأذربيجانية -باكو- فعالياتُ مؤتمر المنَاخ التاسع والعشرين، والذي من المتوقع استمراره حتى 22 نوفمبر من الشهر الجاري، وهذا تحت شعار “تضامنًا من أجل عالمٍ أخضرَ”؛ تسريعًا للجهود العالمية حتى يمكننا معالجة أزمة المنَاخ المتفاقمة.

افتتاح COP29

تجمع هذه الدورة من COP29 قادةَ الحكومات وروادَ المنَاخ ومسئولِي المجتمع المدنيّ من حوالي 200 دولة، ومن بين الشخصيات البارزة التي تحضر هذه المؤتمر العالميّ: “باتريشيا سكوتلاند” الأمين العام للكومنولث، و”ياكوف ميلاتوفيتش” رئيس الجبل الأسود، و”ألكسندر ستوب” رئيس جمهورية فنلندا.

وقد انطلقت الجلسة الافتتاحية من خلال تناول قضية التمويل المنَاخيّ، حيث تُشير التقديرات إلى أن البلدان في حاجَةٍ إلى تريليونات الدولارات لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، والمساعدة علَى منع درجات الحرارة العالمية من تجاوز 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الأهم في اتفاقية باريس للمناخ.

في هذه الجلسة الافتتاحية أكد الدكتور/ سلطان الجابر -وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، ورئيس قمة المنَاخ COP28- أهميةَ الاستمرار في دفع الجهود العالمية بخصوص تأثيرات تغير المنَاخ في جميع الدول، لا سيما الدول النامية؛ ولهذا دعا الجابرُ إلى وضع نصوص قانونية، وتحسين حياة الناس، وحماية مستقبل الأجيال القادمة.

جاءت كلمة الدكتور/ سلطان الجابر قبل أنْ يسلم رئاسةَ المؤتمر إلى “مختار باباييف” وزير البيئة والموارد الطبيعية الأذربيجانيّ وصاحب الخبرة النفطية الواسعة، حيث يسعى إلى توجيه المفاوضات المنَاخية في هذه النسخة التاسعة والعشرين من مؤتمر المنَاخ نحو نجاح مناخيّ تاريخيّ، وتحقيق التوافق بين الدول المشاركة لأجل الهدف العالميّ المنَاخيّ.

أجندة مؤتمر المناخ

يقوم COP29 علَى عدد من الأهداف والمحاور الرئيسية، فبالإضافة إلى رغبة العالم في العمل علَى مكافحة المنَاخ بشكل عامّ، فسوف تركز أجندة المؤتمر علَى مناقشة تمويل “صندوق الخسائر والأضرار”؛ لمساعدة الدول الأشد تضررًا بالتغيُّرات المنَاخية. كما يسعى المؤتمر إلى تحديد أهداف طموحةٍ خاصةٍ بخفض الانبعاثات بحلول عام 2030.

لذا، تؤكد الرئاسة الأذربيجانية لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين التزامَها بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 35% بحلول عام 2030، مع زيادة هذا الهدف إلى 40% بحلول عام 2050؛ وهو ما يعكس اهتمامها بتفعيل بنود اتفاقية باريس التي تم اعتمادها في عام 2015.

واتفاقًا مع هذه الرؤى وإيمانًا بضرورة هذه المساعي العالمية، سوف تتابع حماة الأرض فعاليات COP29 عن كثب؛ حتى يكون قراؤها مُطَّلعينَ دائمًا علَى الجهود العالمية في مكافحة التغيُّرات المنَاخية، وهو الدور التوعويّ الأهم في ظل عالم أكثر احتياجًا لتحقيق الاستدامة في جميع مناحي الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى