اللحوم المزروعة في المختبر.. الحل البيئي المنتظر أم خطر خفي؟

اللحوم المزروعة في المختبر.. الحل البيئي المنتظر أم خطر خفي؟

في ظل تزايد التحديات البيئية والضغوط التي يفرضها تغير المناخ، يأتي مفهوم اللحوم المزروعة في المختبر بديلًا واعدًا يمكنه أن يعيد تشكيل مشهد إنتاج الغذاء العالمي. لكن هل تُقدم هذه التقنية الجديدة إلى الإنسان حياةً مستدامةً؟ من هنا سوف تتناول حماة الأرض في هذا المقال تحليلًا متعمقًا للأفكار المتضاربة حول اللحوم المزروعة، بناءً على دراستين بارزتين؛ فتابعوا قراءة المقال.

تمثل اللحوم المزروعة -التي تُنتَجُ من خلايا عضلية مأخوذة من الحيوانات- تطورًا ثوريًّا في عالم الغذاء، ويُنظرُ إلى هذه العملية -وفقًا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد البريطانية– باعتبارها حلًّا مستدامًا للحدِّ من تلك الآثار السلبية الناتجة عن اللحوم التقليدية، مثل انبعاثات الغازات الدفيئة، واستهلاك الموارد الطبيعية.

وتشير الدراسة إلى أن اللحوم المزروعة يمكن أن تقلل الانبعاثات بنسبة تصل إلى 96%، كما أنها لا تحتاج إلى أراضٍ لزراعتها، وهذا يجعلها خيارًا جذابًا لمواجهة الطلب المتزايد على اللحوم عالميًّا، مع تقليل الضغط على الموارد الطبيعية.

وعلى جانب آخر تشير دراسة أخرى في جامعة كاليفورنيا إلى أن هذه الفوائد البيئية قد تكون مضللة إذا استمرت هذه الصناعة في الاعتماد على وسائل الإنتاج الحالية، التي تعتمد على مكونات مشابهة لتلك المستخدمة في صناعة الأدوية؛ لأن هذا النهج يُسبب استهلاكًا كثيفًا للطاقة، وزيادة في انبعاثات الكربون، مما يجعل اللحوم المزروعة أقل صداقة للبيئة مقارنة باللحوم التقليدية.

التأثير البيئي: اختلاف في المنظور

بينما ترى الدراسة الأولى أن اللحومَ المزروعة تمتلك قدرةً على تقليل الانبعاثات، وتوفير موارد الأرض والماء – تُظهر الدراسة الأخرى أن الأثر البيئي يعتمد على طبيعة المواد المستخدمة في الإنتاج؛ فإذا استمرت هذه الصناعة في استخدام مكونات دوائية فقد تكون معدلات انبعاثاتها أعلى من معدلات انبعاثات اللحومِ التقليدية بمقدار يصل إلى 25 ضعفًا.

التحديات الاقتصادية والاجتماعية

تثير اللحومُ المزروعة -أيضًا- قضايا اقتصادية واجتماعية معقدة؛ فإن الدراسة الأولى تُبرز الفرص الاقتصادية، التي يمكن أن تخلقها هذه التقنية من خلال وظائف جديدة، وتطوير صناعات مبتكرة. إلَّا إنَّ الدراسة الأخرى -دراسة جامعة كاليفورنيا- تحذر من أخطار التحول السريع نحو اللحومِ المزروعة، خاصةً بالنسبة إلى المزارعين التقليديين الذين قد يجدون أنفسهم خارج المنافسة؛ مما يفاقم الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين أفراد المجتمعات.

مستقبل اللحوم المزروعة: بين الحلم والواقع

ليست اللحومُ المزروعة الحل السحري -كما يشير باحثو جامعة كاليفورنيا- على الرغم من الإمكانات الهائلة؛ لذا يبقى التحدي الأساسي في إيجاد طرق إنتاج تعتمد على مواد غذائية بدلًا من مكونات دوائية مكلفة. وفي المقابل تدعو الدراسة الأولى -دراسة جامعة أكسفورد البريطانية- إلى اعتبار اللحومِ المزروعة خطوة في الاتجاه الصحيح، بالرغم من الحاجة الماسة إلى مزيد من البحث؛ لتحسين التكنولوجيا المستخدمة.

وتعمل حماة الأرض دائمًا على أن تعكس لكم صورة تحليلية واضحة وكاملة لكل ما هو متعلق بالتنمية المستدامة، وفي هذا السياق تحث على التوازن بين التطور التكنولوجي ومعايير الحفاظ على البيئة؛ حتى لا تصبح الحلول المقترحة عبئًا جديدًا على كوكبنا.