ما المحميات الطبيعية؟
ما المحميات الطبيعية؟
في الأعوام الأخيرة أصبح للمحميات الطبيعية دورٌ رئيسيٌّ في الحفاظ علَى تنوع الحياة البرية، حيث تُعتبر أماكنَ مهمة لحماية النباتات والحيوانات والكائنات الحية الأخرى، كما أنها تعكس مدَى تنوع الفصائل الحية في الطبيعة، وتساهم في الحفاظ علَى الدورة البيئية، من خلال الحدِّ مِن التهديدات المحتمَلة، مثل: الصيد غير المشروع، وتدمير الموائل الطبيعية.
تعريف المحميات الطبيعية، وأمثلتها
المحمية الطبيعية أو المحمية البرية هي منطقة جغرافية ذات مساحة محددة، ومخصصة للحفاظ علَى الموارد البيئية المتجددة، مع تطبيق نُظم إدارة فعَّالة لاستغلالها الاستغلال الأمثل. ومثل هذه المناطق تتميز بوجود نباتات وحيوانات مهدَّدة بالانقراض؛ مما يستدعي حمايتها من التدخلات البشرية والتلوث بأشكاله المختلفة، ولذا تحتوي هذه المناطقُ علَى آثارٍ جيولوجيةٍ تعود إلى العصور الماضية.
ومِن المحميات الطبيعية التي تضمها أرضُ مصر:
- وادي الحيتان: في محافظة الفيوم تضم هذه المحميةُ عددًا كبيرًا من الحيوانات المعرَّضة للانقراض، مثل: الغزال الأبيض – ثعلب الرمل – صقر شاهين – طير البلشون. بالإضافة إلى عدد لا بأس به مِن النباتات البرية المعرَّضة للانقراض بصورة خطيرة.
- محمية الزرانيق: تضم هذه المحمية في شمال سيناء صورًا مِن بيئة حوض البحر المتوسط، حيث تُعدُّ محطةً مهمةً للطيور المهاجِرة مِن أوروبا وآسيا إلى إفريقيا؛ سعيًا وراء مصادر الغذاء، وهربًا من الشتاءِ وبردِهِ.
- محمية رأس محمد: في جنوب سيناء سوف نجد أنَّ منطقةَ رأس محمد متميزةً بالشواطئ المرجانية، والأسماك متعددة الألوان، والسلاحف البحرية المهدَّدَةِ بالانقراض، وغيرها مِن الأحياء المائية النادرة.
- محمية نبق: تقع هذه المحميةُ بالقرب من مدينة السلام -شرم الشيخ- ومما تتميز به النظامُ النباتيُّ الذي يضم 134 نوعًا من النباتات، ومِن أشهرها: نبات المانجروف. باختصار، تُعدُّ هذه المنطقة آخر منطقة امتداد استوائيّ لنمو عدد مِن النباتات النادرة.
- محمية أبو جالوم: في جنوب سيناء سوف نجد -أيضًا- محميةً ذات أنظمة بيئية متنوعة وغنية بالكائنات البحرية، كما أنَّ محميةَ “أبو جالوم” ذات أنظمة بيئية صحراوية وجبلية متميزة، وفيها تشتهر مجموعةُ جبالٍ وأوديةٍ فريدةٍ من نوعها؛ مما يجعلها مصدرَ جذبٍ سياحيّ كبير.
لماذا تُعتبر المحميات الطبيعية مهمةً؟
إنَّ الحفاظَ علَى الحياة البرية -كما يوحي اسمها- أولويةٌ، ومِن هنا توفر المحميات موطنًا صحيًّا لأنواعٍ عديدةٍ مهدَّدَةٍ بالانقراض؛ لأجل المساعَدة علَى زيادة أعدادها. وإلى جانب هذا فإنَّ للمحميات الطبيعية فوائدَ عديدةً أخرى، مثل:
- تعزيز التنوع البيولوجي: يشير التنوع البيولوجي إلى تنوع الكائنات الحية، وتأثيراتها في البيئة، وهذا مِن خلال حماية المناطق الطبيعية والأنواع التي تعيش فيها عبر عَلاقات تكافلية؛ لذا عندما ينقرض نوع مِن الأنواع في موطن غير محمي -بسبب ممارسات الصيد أو إزالة الغابات أو التلوث- ينقرض نوعٌ آخرُ، وحينئذٍ يختل توازنُ البيئة. ومِن الجدير بالذكر، هو أننا قد عرَّفنا في مقال سابق مفهومَ التنوع البيولوجي، وتحدثنا عن أهميته في الحفاظ علَى الحياة البرية، ويمكنكم مطالعته إذا أردتم مزيدًا عن معنى التنوع البيولوجي.
- تفعيل السياحة البيئية: إنَّ وجودَ المحميات البرية فرصةٌ لمشاهدات المناظر الطبيعية، فضلًا عن الأنشطة الرياضية والترفيهية المسموح بها في مثل هذه المحميات، كالمشي مسافاتٍ طويلة، والتجديف، ومراقبة الطيور، والتصوير الفوتوجرافي. وينبغي لنا أنْ ندرك أنَّ مثلَ هذه الأنشطة عبارةٌ عن عائد اقتصاديّ يُستفاد منه في تطوير تلك المحميات.
وبما أننا الآن أصبحنا علَى دراية كاملة بأهمية المحميات الطبيعية، فمن المهم معرفة كيفية الحفاظ عليها، وفيما يأتي بعض الطرق التي يمكن من خلالها الإسهام في الحفاظ علَى المحميات الطبيعية:
- التوعية والتثقيف: يجب توعية الناس بأهمية المحميات الطبيعية، ودعم دورها في حماية البيئة. ويمكن فعل هذا عن طريق تنظيم حملات توعوية وبرامج تثقيفية للجمهور.
- تعزيز التنمية المستدامة: يجب أنْ تعمل إدارات المحميات الطبيعية علَى تعزيز الممارسات المستدامة، مثل الزراعة العضوية، والسياحة المستدامة، والإدارة المستدامة للموارد؛ ويجب الحرص علَى الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية دون الإضرار بالنظام البيئيّ.
- الحماية القانونية: يجب وضع وتنفيذ تدابير فعَّالة لحماية المحميات الطبيعية من التهديدات المحتمَلةِ، مثل: الصيد غير المشروع، والتجارة غير المشروعة في النباتات والحيوانات، والتلوث البيئيّ. ويجب -أيضًا- تنفيذ القوانين واللوائح المتعلقة بحماية المحميات الطبيعية.
- التعاون والشراكات: يجب تعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية والقطاع الخاص في هذا المجال، بالإضافة إلي تشكيل شراكات لتنفيذ مشروعات الحفظ وإدارة المناطق المحمية.
- الرصد والتقييم: علينا مراقبة حالة المحميات الطبيعية، وتقييم مدَى فاعلية تدابير المحافظة عليها، وهو أمر يتطلب جمع البيانات، وتحليلها، وتقييم الأثر لضمان فاعلية الجهود المتبعة في حماية المحميات الطبيعية.
- المشاركة المجتمعية: ينبغي لنا أنْ نشجع أفرادَ المجتمع ومؤسساته علَى المشاركة في إدارة وحماية المحميات الطبيعية، وتعزيز الوعي المجتمعيّ، والمشاركة من خلال اللقاءات العامة؛ لاتخاذ القرارات المتعلقة بالمحميات الطبيعية والحفاظ عليها. كما يجب الاهتمام بالتشريعات والسياسات البيئية ودعم البحث العلميّ في هذا المجال؛ لضمان حماية هذه البيئات المهمة.
خلاصة القول، للمحميات الطبيعية أثرها المهم في الحفاظ علَى البيئة وتنوعها البيولوجيّ، وهذا ما سَعَتْ إلى بيانه مجلةُ حماة الأرض مِن خلال هذا المقال، الذي يأتي ضمن سلسلة (ما…؟)، المخصَّصة لتوضيح المصطلحات البيئية والتنموية بأسلوب بسيط وسهل القراءة؛ بهدف الحفاظ علَى الاستدامة البيئية.